مشكلة طفح المجاري في عدن.. أسبابها وانعكاساتها على الوضع البيئي(4 - 5) مدير المديرية: توقف إحدى المضخات عن العمل تُغرق المكان بكامله بمياه الصرف

> قسم التحقيقات: وئام نجيب، فردوس العلمي، مسعود المسعودي

> مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن، لم تكن أحسن حالاً من مديريات المحافظة الأخرى في مجال الصرف الصحي، إذ نالها نصيب منه لا يحسد عليه، مياه آسنة هنا، وطفح للمجاري آخر هناك، والأسباب هي ذاتها في كل مدينة بعدن.
مسئول قسم المجاري في المديرية صبري سعيد أشار لــ«الأيام» إلى أن ما تشهده المدينة "ناتج عن أسباب عدة أبرزها عدم وجود سيارة سداد خاص في المديرية، وكذا سيارة خاصة بالشفط، والافتقار أيضاً إلى سيارة دورية، وهو ما ينتج عنه بطء في العمل، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والذي يُعد سببا رئيسا في طفح المجاري من وقت لآخر، وكذا ضعف المضخات والتي لن تحل مشكلتها إلا بتوفر مولد رئيس لكل منها".
ويضيف: "إن توقف المضخة يتسبب بانسداد الخطوط". وحمل سعيد المواطن 50% من نسبة المشاكل التي تشهدها المدينة في هذا الجانب، بالإضافة إلى بعض أصحاب المطاعم والذين كما قال "يتسببون أيضاً في حدوث السدات نتيجة لرميهم مخلفات الشحوم وغيرها، فضلاً عن البناء العشوائي على شبكة المجاري، وهي تعد إحدى المعضلات الكبرى في تردي هذه الخدمة".
*البناء العشوائي سبب في تأخر الصيانة
وقال صبري أيضا: "ما هو متاح لدينا للقيام بمهامنا هو شفاط واحد فقط تستفيد منه مديرتي صيرة وخورمكسر، وهو ما يضعف ويعيق تأدية الواجب بالشكل المطلوب لخدمة المديرية وأبنائها، وعلى الرغم مما ذكر من معاناة ونقص في المعدات إلا أننا حققنا الكثير من الإنجازات خلال الفترة السابقة وهي إصلاح عدد من الكسور في البيبات الرئيسة الواقعة بجانب الجهاز المركزي في حي أكتوبر، وشارع عبدالله عمر جوار مستشفى الجمهورية، وغيرها من الأماكن المتضررة، وكذا إضافة ثلاثة جديدة، وفي حي السعادة الذي يُعاني قاطنوه من طفح المجاري نتيجة لقدم البيبات تم تغيير أكثر من ثلاثة عشر بيبا بقطر 6-9 هنش، وفي حي السلام بجانب مطعم جمال تم إصلاح الكسور وتغيير البيبات فيه، والأمر ذاته في حي السفارات جانب منظمة (أورى)".
غرفة تحكم مضخة خورمكسر
غرفة تحكم مضخة خورمكسر

وأردف: "أيضاً لدينا خط ضخ داخل مستشفى الجمهورية، وكذا نعمل على تصفية المضخات، وهناك أشياء أخرى مازالت في طور المتابعة لإتمامها بإذن الله تعالى والتي من شأنها أن تسهم في تحسين هذه الخدمة.. ولدينا أيضاً خطة عمل لتصفية المناهل، وفي كثير من الأحيان نقوم بتغيير موقع خطوط شبكة المجاري من داخل الأكشاك والتي تعتبر سبب المشكلة، وأما ما يخص التأخر في الصيانة فيعود إلى البناء فوق خطوط المجاري والمياه والاتصالات".
25 مضخة ومولدان
وأشار مسئول قسم المجاري في مديرية خورمكسر صبري سعيد لــ«الأيام» إلى أن ماهو متوفر في المديرية 25 مضخة ومولدان للمضخة الرئيسية، موقعهما في حي الأحمدي وحي أكتوبر، حيث يساعدان على تصفية الماء الموجود في الخزان.. مشيداً في ختام تصريحه لـ«الأيام» بتعاون المجلس المحلي في المديرية معهم في سبيل انتشال المدينة من الوضع التي تعيشه في هذا المجال.
مضخة خورمكسر
مضخة خورمكسر

*المديرية مركز رئيس لجميع المجاري
فيما أوضح مدير إدارة الصرف الصحي بمديرتي خورمكسر وصيرة نبيل محمد لـ«الأيام» أن "مشكلات الضخ كبيرة في المديرية والتي تعمد كلياً على المضخات نتيجة لموقعها الجغرافي المستوي، فضلاً عن كونها تعد مركزا رئيسا لجميع مجاري المديريات، حيث تضخ إلى المضخة الرئيسة القريبة من السفارة الروسية".
وأشار نبيل إلى أن مشروع مجاري عدن ذو مواصفات رديئة وهو ما يؤدي بالتالي إلى تلف عمرها الافتراضي سريعاً، وفي المقابل تكثيف الأعمال".
وأضاف: "والصعوبات التي نواجهها تتمثل بالبناء العشوائي، حيث احتلت المديرية المركز الأول في هذا المجال، والسبب في ذلك يعود إلى ضعف إعادة تأهيل خطوط المجاري، ورفض المواطنين التعاون معنا في إزالة تلك المباني، وأيضاً في جانب معداتنا نواجه مشكلة أخرى تتمثل بالبسط على المضخات كما حصل في منطقة العريش، فضلاً عن انتهاء خط الضخ الجديد، وحالياً يتم الضخ إلى البحر، صحيح المناهل عميقة تصل إلى 4 و 7 أمتار ولكنا لا تتحمل".
غرفة ادوات ومسلزمات المجاري
غرفة ادوات ومسلزمات المجاري

بدوره أوضح مدير عام المديرية عوض مشبح أن السلطة المحلية بذلت جهوداً كبيرة واستثنائية لحل ما تعاني منه المديرية في مجال الصرف الصحي رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه إدارته وإدارة مؤسسة المياه والصرف الصحي.. مستعرضاً جانبا من المعالجات التي قامت بها السلطة المحلية لكثير من المشكلات كإصلاح الكسور، وتبديل الكثير من الخطوط، مع تغيير العديد من المسارات لأنابيب الصرف والتي قام البعض بالبناء عليها في فترات سابقة.
وأشار مشبح في تصريحه لــ«الأيام» إلى أنه "في حال توقفت إحدى مضخات المديرية والبالغ عددها 25 مضخة للصرف، سواء بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر أو بسبب حدوث خلل ميكانيكي أو كهربائي أو لعدم توفر مادة الديزل لتشغيل المولدات وينتج عنها طفح للمجاري، وهذا الأمر يتكرر في أماكن محددة ومنها على سبيل المثال، حينما تعمل مضخة حي المرور في ظل توقف مضخة حي السفارات (شارع سقطرى) نتيجة لأحد الأسباب سالفة الذكر ينتج عن ذلك طفح المجاري وخروج مياه الصرف الصحي أمام السفارة الألمانية وبجانب البحث الجنائي وأمام فندق الذيباني، وفي حال توقفت مضخة الأحمدي ومضخة حي السعادة مستمرة في الضخ يؤدي إلى طفح المجاري في حي السعادة بالكامل، وقس على ذلك".
وقال مشبح: "عند حدوث خلل في إحدى المضخات نقوم بإخراجها لإجراء الصيانة، وفي حال تأخرت عملية الإخراج والتركيب يتسبب الأمر في طفح المجاري، وهذه مشكلة أخرى نواجهها نتيجة لعدم توفر لدينا مضخات جديدة، كما أن البناء العشوائي والذي انتشر بشكل كبير بعد تحرير المدينة من مليشيات الحوثي وقوات صالح، يُعد من الأسباب الرئيسة".. مشيراً إلى أن إدارته نفذت خمس حملات ناجحة فيما يخص البناء المستحدث فوق مواقع الخدمات وذلك بالتعاون مع مكتب الأشغال العامة وشرطة خور مكسر والعريش وقيادة المقاومة وأبناء المديرية.. مؤكدا أن "السلطة المحلية لن تتهاون مع أي بناء عشوائي مُستحدث، وستستمر في محاربة ذلك".
مخلفات المجاري الخاصة بمديرية خور مكسر
مخلفات المجاري الخاصة بمديرية خور مكسر

وأوضح مشبح في ختام تصريحه لــ«الأيام» أن "لدى السلطة المحلية خطة عمل متواصلة بالتنسيق مع مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي، وبرنامج في إطار خطة العمل يتمثل بمشروع تصفية خزانات مضخات الصرف الصحي، حيث يوجد لكل مضخة خزان، تم تصفية العديد منها، وماضون في ذلك حتى نستكمل تنظيف جميع خزانات مضخات الصرف الصحي في المديرية، لتتمكن هذه المضخات من تأدية عملها بالشكل المطلوب، إضافة إلى أعمال الصيانة والتأهيل.. وهناك ميزانية خاصة لمؤسسة الصرف الصحي ولكنها قليلة، ونحن نشارك في دعم المؤسسة وفق الإمكانيات المتاحة لدينا".
• قسم التحقيقات: وئام نجيب، فردوس العلمي، مسعود المسعودي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى