حضرموت هي والكأس ونحن

> كتب / علي سالم اليزيدي

> بدعوة كريمة من اللجنة المنظمة للمباراة النهائية لكأس حضرموت ، التي جرت على ملعب الفقيد (بارادم) بالمكلا الجمعة الماضية ، وقد أسعدني كثيراً أن ضمت هذه اللجنة شباب ورجال الصحافة والإعلام المقربين إلى قلبي من الذين عاصرتهم ، وجرت المباراة الرائعة بين فريقي شعب حضرموت وسلام الغرفة من وادي حضرموت ، والتي حظيت باهتمام إعلامي كبير فاق التوقع ، فقد تقاطرت حشود هائلة من الجماهير ، لحضورها من الوادي ، ومدن الساحل صوب ملعب بارادم منذ الظهيرة ، وامتلأ بها الملعب وفاض ، مما جعل بعضهم ، يلجأ إلى الهضاب المحيطة به حيث طغت ظاهرة إقبال الشباب ، الذين تسلقوا أسوار الملعب ، وأقبلوا على هذه المباراة بشغف ورغبة كبيرين ، وهو ما يجعل الأمر قيد الدراسة والإهتمام ، لإحداث توازن ملح ، لتلبية رغبة عشاق الكرة والهواة ، حيث التوسع وازدياد الوعي والتطور ، الذي نما في السنوات الأخيرة.
سارت المباراة بشكل ممتاز ، وفزنا نحن بمشاهدة ممتعة ، ونجحت اللجنة المنظمة والشرطة وقوات النخبة الحضرمية والجماهير ، في إيصال المباراة دون حوادث أو شغب إلى بر الأمان ويحسب للمنظمين جهودهم ، وبراعتهم وسعة صدورهم ، حيث كان القلق ينبع من إحتمالات ضعف جدران ومدرجات الملعب على التحمل ، وهي بوضعها الحالي الذي يحتاج إلى توسعة والنظر إلى إيجاد ملعب رياضي أكبر يليق بالمكلا ، مع الحفاظ على هذا الملعب.
ظهر الملعب بثوب قشيب يسر الناظرين ، ويشكر الأستاذ الكابتن عمر مسجدي ، مدير مكتب الشباب والرياضة بالمكلا على الجهد والإهتمام من قبله ، في إحداث نقلة كبيرة في واقع ملعب بارادم السابق ، من خلال إعادة تأهيله وإظهاره بوجه يشرف حضرموت .. وقد حظيت السلطة المحلية واللواء فرج سالمين البحسني بتقدير كبير من الجميع على الدعم ، الذي قدموه في سبيل إخراج ملعب بارادم على هذه الصورة الجميلة ، ولا ننكر هنا ، جهد اللواء أحمد سعيد بن بريك المحافظ السابق ، الذي كان قد بدأ المشروع ودشنه ، في فترة وجوده محافظاً ، وبفضل هؤلاء المخلصين أصبح الملعب صالحاً ، لاستقبال مباريات الفرق المحلية والدولية ، نهاراً وليلاً تحت الأضواء الكاشفة.
الحديث عن المباراة ، وكأس حضرموت ، أو حضرموت الكأس الذي نتشرف بها ، ونحرص عليها فتح عدة محاور في أحاديث المجتمع الحضرمي ومحبي حضرموت ، من حيث أن المكلا شهدت مهرجاناً كبيراً وبهجة وفرحاً وانتعاشاً عاشته ، من حيث الحوارات الكروية ، وهي من ضمن ثقافة الرياضة التي سيطرت على الشباب والأولاد وجعلتهم في وسط الحالة الطبيعية التي تليق بهم ، وأيضاً حالة الحشود التي لوحظت في المدينة ، والتدفق على الملعب الذي أظهر حالة الظمأ والرغبة ، لدى الأولاد والشباب ، لغياب كرة القدم المحلية في مدنهم ، حيث كانوا فقط يشاهدون المباريات الدولية عبر التلفاز كما أن هناك حالة الأمن والإنضباط التي سادت وعودة وتعافي القانون في الشارع ، ودور قوات النخبة الحضرمية ، وما لها من تأثير وتقدير ، وأبرز الملاحظات التي يجب الإلتفات إليها هي مراعاة تزايد أعداد الفتيان والشباب من الهواة ومحبي ومشجعي الكرة في السنوات الأخيرة في حضرموت كلها ونمو الوعي وتطور الإعلام ، وبروز المهارات الجديدة .. هنا لابد من التوازن إذ أن الأمر ليس سياسة فقط ، فهناك مسألة إجتماعية هامة ، لا بد من ضبط إيقاعها ومواكبتها.
إذا سألني أحدكم من فاز يومها سأقول مثلما قلتم كلكم : «لقد فازت حضرموت» وبقيت لي كلمة أحببت أن أضعها هنا أخذت صورة وسأنشرها على كرسي التعليق الإذاعي ، حيث جلست قبل سنوات ، معلناً النقل المباشر لكرة القدم بميكرفون إذاعة المكلا ، ومن ثم سلمت هذا الميكرفون للأستاذ المذيع المتألق غالب محمد بافطيم ، الذي رحب بي ليلة المباراة وأجلسني على الكرسي لدقائق أشكره .. هي ذكرى لكم ، ولكل مجتهد منا .. وخالص التهاني لكل من كرم ونال التقدير ولقناة المكلا لنقلها المباراة ، وإذاعتي المكلا وسيئون ، والإذاعات والمصورين ، وتحية خاصة للجماهير الكبيرة وحبها لحضرموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى