مشكلات طفح مياه المجاري .. أسبابها وانعكاساتها على الوضع البيئي في عدن (5-5) الشيخ عثمان.. مدير المنطقة الثانية: تصريف مياه الصرف الصحي في حدود المنطقة الأولى تذهب للبحر أما لدينا فتغمر الشوارع الرئيسية

> قسم التحقيقات: فردوس العلمي، وئام نجيب، مسعود المسعودي

> مديرية الشيخ عثمان إحدى أكثر مديريات عدن كثافة بشرية وأحياء شعبية متنامية، أضحت غارقة بمياه الصرف الصحي الملوثة، وطفح المجاري في العديد من شوارعها وأسواقها وبصورة مستمرة ومقززة.
حينما تتجول في شوارع المديرية أول ما سترعى انتباهك للوهلة مدى الإهمال وغياب النظافة، التي عكست صورة سلبية وغير حضارية عن هذه المديرية التي تُعد من أكثر مديريات المحافظة ازدحاما سكانيًا.
القاذورات ومخلفات البيع تتكدس وتغطي الطرقات والجولات والشوارع خصوصاً في أماكن بيع الأسماك والخضروات (سوق السمك) حيث تختلط روائح مخلفاتها الكريهة والمياه الآسنة الراكدة أمام سلسلة المطاعم الشعبية التي يرتداها عموم المواطنين.
*مخلفات السكان أحد الأسباب
يوضح مدير الصرف الصحي في مديرية الشيخ عثمان، المهندس أياد محسن عيدروس، معلقا على الأوضاع القاذورات والبالوعات المنتشرة في أنحاء مختلفة من المديرية، بانه يجب التفريق بين مسمى المؤسسة المحلية، والمؤسسة العامة، فالمؤسسة المحلية هي مؤسسة مستقلة ماليًا وإداريًا استقلال كامل، بمعنى أنه عند تسلم الرواتب وصرفيات العمل يجب توفر الإيراد الذي يوفر صرفيات الوقود والنقل، وغيرها، والنزول لإصلاحات طارئة يحتاج للصرفيات، وهذا ما لم يتوفر بسبب افتقار المديرية للإرادات والناتج عن عزوف المواطنين عن سداد فواتير المياه التي تعتمد عليها المؤسسة بدرجة رئيسية، حد قوله.

يقول أياد، "نحن نعمل بشكل متواصل أثناء حالة طوارئ حتى مطلع الفجر، في الوقت الذي يكون فيه المواطن نائم، مشيراً إلى أن من الأسباب الرئيسة بانسدادات المجاري ناتج عن مخلفات السكان التي يتم رميها في الأنابيب والقنوات الخاصة بتصريف مياه المجاري، ما يتسبب بطفحها على هذا النحو المزري في الكثير من الشوارع العامة والحارات السكنية.
ويضيف: "صلاحياتي كمدير للصرف الصحي تنحصر في مديريات ومناطق: الشيخ عثمان، والممدارة، ودارسعد، والبساتين، والمعروف أن هذه المناطق كانت على خط المواجهات أثناء حرب 2015م وهو ما عرضها للكثير من الدمار والخراب، وقد عملنا ومازلنا نعمل حالياً على اصلاحها بآليات شحيحة، وكل ما نمتلكه من معدات في مديريتي الشيخ عثمان ودار سعد هي : سيارتين شفط، وسيارتين فتح السدادت، وسيارة أخرى قُدمت لنا كدعم من الصليب الأحمر الدولي، وأخرى قديمة وشفاط مكينة كامل معطلة بسبب العمل، كما أن فاتح السدادت لايزال عاطلا منذ أكثر من سبعة أشهر، وقد كان يُغطي مديريات الشيخ عثمان، والممدارة، ودار سعد، ويعزز أجزاء من مديريتي المنصورة والبريقة.
ويواصل حديثه: "نواجه مشكلة كوارث الأمطار والسيول، وهي ليست في نطاق عملنا، وكذا الحالات الطارئة في حال خروج مضخات عن العمل، التي تتسبب بفيضان المجاري بكثرة في جميع مناطق الشيخ عثمان والمنصورة، وهما من المديريات الاكثر كثافة سكانية"
*مشاريع متوقفة لأسباب سياسية
تشهد مديرية الشيخ عثمان فيض المجاري لاسيما في أحياء الهاشمي، والممدارة نظرا لموقعها الجغرافي المنخفض، لهذا تكون هي المتضرر الأول من طفح تلك المجاري، فضلاً عن الضغط السكاني الذي تشهده هذه المناطق والأحياء الشعبية الواسعة والذي له تأثير كبير على منظومة شبكة الصرف فيها، ناهيك عن مشكلات البناء العشوائي التي نواجهها في هذه المناطق والتي يتم بناؤها فوق خطوط وانابيب تصريف مياه الصرف الصحي.

يشير أياد إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي قام بتنفيذ مشروع تجريبي في قسم الصيانة، بطريقة ناجحة، وبدأ تنفيذ المشروع في مديرية الشيخ بقسم (A) وكان يشترط أن تتم مواصلته في الأقسام والقطاعات المتبقية وهي : قسم (B)، قسم (C)، قسم (D) وقسم (E)، لأن في حال نجح هذا المشروع في كافة أقسام والقطاعات، فأنه كان سيتم تطبيقه على كافة مديريات عدن، وعلى الرغم من نجاح الجزء الأول من هذا المشروع، إلا أنه وللأسف توقف عن الاستمرار بسبب أمور سياسية لا نعلم خفاياها، أو ما الهدف من إفشال مثل هكذا مشاريع تهم المصلحة العامة.
ويضيف: "هناك مشاريع أخرى قمنا بها وبجهود ذاتيه مقتصرة على إدارة المنطقة وبتعاون من مدير عام المديرية كترميم أكسار أنابيب شارع الكويت في المديرية".
*أكثر المناطق تضررا
بدوره يوضح مدير المنطقة الثانية، نيازي عبده، والتي تظم مديريات: الشيخ عثمان، ودار سعد، والبريقة، والمنصورة، قائلاً: "إن المنطقة الأولى والتي تظم كريتر، والمعلا، والتواهي، وخور مكسر، يتم تصريف مياه الصرف الصحي فيها إلى البحر، بخلاف المنطقة الثانية التي سرعان ما تفيض مياهها إلى الشوارع في حالة توقف مضخات الشفط عن العمل".
وقال: "نعمل على تنفيذ مشروع في الوقت الحالي في بعض من حارات منطقة القاهرة في شارع أول نظرة, وشارع جلال شمسان"، مشيرا إلى "إن القائمين على تنفيذ المشروع يعملون في ظروف يفتقر فيها الدعم المادي وبآليات قديمة ومتهالكة، ودون استلامهم لأي دعم مباشر من قبل الادارة الحالية للمؤسسة"، حد قوله.
*مشاريع الوقاية من الأوبئة
يواصل نيازي: "المشروع الذي يعلمون على تنفيذه يتجه نحو الإصلاح البيئي، والذي تتبناه الأمم المتحدة"، وقال: "المنطقة الشرقية بدار سعد والممدارة هي الأكثر تتضررا من انتشار وباء الكوليرا والملاريا، بخلاف أحياء مديرية المنصورة التي ينخفض فيها مستوى الاصابات بالكوليرا.
*مشكلة مضخة الممدارة
في جولة داخل مضخة منطقة الممدارة، شمال مديرية الشيخ عثمان، والتي تشكوا الكثير من الاعباء، يتحدث لـ«الأيام» مدير المضخة، بكري المحضار، عن آلية عملهم وما هي أسباب انتشار وطفح مياه المجاري على هذا النحو الكبير والمقزز، مبينا: "مضخة الممدارة هي مسؤولة عن جمع مياه المجاري من مديريات الشيخ ودار سعد، وهي تقوم بعملية ضخ مياه الصرف الصحي عبر أنابيب رئيسية إلى مضخة المنصورة، لافتا في السياق ذاته، إلى ان انقطاع الكهرباء يعتبر أحد اهم المشكلات التي تعيق عمل المضخة.

وأردف قائلا:" تلقينا دعم من أحد المنظمات التي عملت على توفير لنا مضخات تعمل بمولدات احتياطية، وتوفير مواد تشغيلها من مادة الديزل".
*عمر المضخة الافتراضي
تعمل مضخة الممدارة على أربع محركات لضخ المجاري، وجميعها دشن العمل فيها خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي، فهي لم تعد تعمل بكامل طاقتها نظرا لقدمها، وقد خرجت مؤخرا واحدة من هذه المضخات عن العمل، كما اننا نواجه مشكلة في أحواض المجاري فهي تكلفنا 400 ألف ريال يمني كل ثلاثة أشهر، نظير قيامنا في تصفيتها من المخلفات والنفايات التي يقوم المواطنين برميها داخل فتحات المجاري، دون أدنى مسؤولية عن الانعكاسات السلبية التي قد تتسبب بها أفعالهم من طفح مياه الملوثة، وما ينتج عن هذا التلوث من انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة التي تضرر وبشكل مباشر الوضع البيئي، وحياة المواطن والأطفال بأنواع مختلفة من الفيروسات والحالات القاتلة.
*قسم التحقيقات: فردوس العلمي، وئام نجيب، مسعود المسعودي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى