نحن وأنتم ..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
*الفرق بيننا نحن الشعب الغلبان وبينكم أنتم مسؤولي حكومة الشرعية، فارق كبير تختل معه كل المعادلات السياسية والمفارقات الإنسانية ..
* أنتم تكتنزون الأموال في البنوك الخارجية، من دولار وريال سعودي ويورو .. ونحن نختزن الفقر، ونقتات على بقايا فتات تتساقط من موائد اللئام، الراتب الهزيل يصل بعد أن نكون قد وضعنا أقدامنا على حافة الجنون..
* نحن نناضل ونقاتل الانقلابيين ليلا ونهارا في حرب وقودها الناس والحجارة، وأنتم تحيلون بطولات شهدائنا إلى استديو تحليلي ينطق عن الهوى، ثم ترتكبون يوميا مجازر إبادة في حق اللحم المندي والدجاج الكنتاكي..
* أنتم تنامون في فنادق الخارج، تتنقلون عبر المطارات، تفطرون في (الرياض)، وتتعشون في (أنقرة )، تشترون الشقق وترقصون على جماجمنا وعظام مستلزماتنا الحياتية..
* نحن شعب لا يعرف رأسه من رجليه، نمشي حاملين أكفاننا على ظهورنا، فوق رؤوسنا يحلق (عزرائيل)، يتربص من خلفنا في شكل سيارة مفخخة، ويتلصص من أمامنا في صورة مسدس كاتم، طيور البؤس تعشش في تجاعيدنا، والظلام يلازمنا كظلنا، و (فيوزاتنا) كحال السمك يوم في البحر، ويوم في الزيت، الموت الزؤام وحده يرسل لنا برقية الوداع إما برصاص راجع أو بكوليرا جائعة..
* أنتم قيادات شرعية بلا قلوب، تعتصركم الأنانية وعبادة الذات، تلبسون كل ما تنتجه (الموضة)، وتأكلون كالفرنجة بالشوكة والسكين، تتاجرون بمعاناة الشعب، وتحصنون مستقبل أبنائكم بمناصب تمطر المزيد من العملات الصعبة، بفضل معاناتنا وانتصاراتنا على الأرض أصبحتوا أنتم وأنجالكم رجال أعمال وتجار التجار ..
* نحن شعب نشقى في ميدان التحدي لتنعموا أنتم بنعمة العيش الرغيد، نحن لم نعد ننتعل الأحذية، نسير حفاة عراة إلا من رحم ربي، وأنتم تتبولون على قبور آلامنا وجراحنا وتلبسون ما خف وزنه وغلا ثمنه، تبتزون التحالف بتضحياتنا، نحن نعاني الأمرين، وأنتم تصبروننا بنصيحة (الزعيم) عادل إمام: الفقراء يدخلون الجنة..
* نحن شعب غلبان نكابد الأسعار، ونترنح اقتصاديا مع ريالكم الهزيل، غول الغلاء ينشب أظافره في أجسادنا، تطحننا (مطرقة) الاختناق التمويني، ويسحقنا (سندان) هم الليل ومذلة النهار، معاناتنا عندكم متعة، و مجاعتنا عندكم فرصة لنهب المساعدات وتحويلها إلى مخازنكم ومغانمكم..
* أنتم تنهبون صبرنا وثباتنا وعزتنا، وتسرقون ملاحمنا الخالدة، يرتفع الدولار تهللون فرحا وترجون المزيد من التدهور للريال اليمني الهزيل، أنتم جشعون للغاية هربتوا أثناء الغزو على الجنوب بالشراشف والبراقع، نقلتوا أهلكم وذويكم إلى الخارج، ومن مخابئكم وقبوكم جلستم تحللون وتقدمون أنفسكم على أنكم أبطال في كشف مصيدة تسلل المليشيات..
* كبرت كروشكم وانتفخت بطونكم وترهلت أجسادكم وأنتم تشربون عرق تحدياتنا وتأكلون لحوم شهدائنا، تحلون بجوعنا وتتغذون على صرخات الأمهات الثكالى والزوجات المترملات والأطفال اليتامى..
* شخنا نحن الشعب، شيبنا وعادنا شباب مقابل أن تحتفظوا بجيوبكم العمرانة، وتعيشوا على جثثنا عيشة الملوك، نحن شعب يئن تحت قاذورات (البالوعات)، يخطب فينا (النامس) خطبة الوعاظ، و يشاركنا الذباب حفلنا البائس الساهر، وأنتم (ياي) ضد اللمس، منكم من يصفق لراقصة، ومنكم من يرقص على واحدة ونص في سهرة ماجنة..
* افهموا يا (أنتم) لن يحدد مصير ومستقبل البلاد خمسمائة سياسي مبتز ومنافق، العصمة اليوم بيد الشعب الجنوبي الذي حارب ودفع الثمن (كاش) من قوافل أبطاله، الشعب المنتصر الذي صدق مع التحالف وقدم التضحيات في أرض المعارك هو من سيحدد صيغة قراره النهائي، إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى