اليوم.. الذكرى الـ 32 لاستشهاد.. القائد علي بن علي هادي.. فارس الشهداء وأحد أبطال التحرر الأوّل

> تقرير/ شايـف الحـدي

> *توثيق الشائع
إنّ كتابة التاريخ الوطني وتوثيقه له مقوِّمات وشروط، وبداهة وأن في طليعة مقوماته الأمانة التاريخيّة، وتحرِّي الصِّدق، من أجل ضمان توثيق الشائع من أحداث الماضي وتعريف الأجيال بما صنعه الأجداد الأمجاد ليكون مدوّنًا في الذّاكرة الوطنية، فكتابة تاريخ قادة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وأبراز تاريخ الثورة والتعريف بمآثر الثوّار الأمجاد والشرفاء، يتطلب منّا كتابة شهادات حيّة لمن عايشوا المرحلة أو أحداث الثورة بمختلف محطاتها.
*سيـرة قائـد بحجم وطن
شتان ما بين الرجال وأنصاف الرجال “من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه”
تمر الذاكرة عبر مسار طويل من الأحداث والمواقف والذكريات التاريخيّة دون أن تتوقف، حتى يجد الإنسان نفسه أمام حدث يستدعي أن تتداعى الذكريات عنده ومعه، ولعل أكثر هذه الأحداث الذي شدنّي الشوق للكتابة عنها عبر صفحات صحيفة «الأيام» بمناسبة الذكرى الــ54 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، وكذا الذكرى الـ 32 لاستشهاده التي تصادف اليوم الثلاثاء 2017/10/24م، هي شخصية الشهيد القائد علي بن علي هادي القاسمي ذي حران، التي تميزت عن غيرها بالكثير من المواقف والبطولات؛ لأن سيرة الرجال العُظماء تبقى دائمًا حيّة في ذاكرة الأجيال.

إنّ سيرة الشهيد القائد الثائر علي بن علي هادي، تُعدّ بمثابة كتابًا مفتوحًا مليئًا بالمآثر الخالدة؛ لأن صفحات تاريخه ناصعة ومليئة بالبطولات والكفاح والإنجازات ومهما تحدثنا عنه، فلن نستطيع أن نعطيه حقه.
*سيـــرة عطـــرة
مضى الشهيد وبقيت سيرته العطرة وعطاؤه في فترة الكفاح المسلح إبان المستعمر البريطاني نبراسًا يضيء لنا دروب الحُرِّية، ففارس الشهداء وأحد أبطال التحرر الأوّل والقائد السّياسي والعسكري لجيش التحرير في جبهة الضالع صاحب التفكير المختلف عن غيره كان يؤمن بأنّ الغد سيكون أفضل من اليوم وكانت لديه رؤية ثاقبة، إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم من أجل تحفيزهم وأعطائهم دفعة معنوية، وكان نِعمَ القائد الذي أفنى حياته في خدمة وطنه الجنوب جنديًا وضابطًا ومحاربًا مقدامًا، أعطى كل وقته وعمره وجهده لتحرير وطنه، وكان مثالاً رائعًا ونادرًا للوطنية والذكاء والتواضع والبساطة، شغل قيادة (جبهة التحرير) ضد الاستعمار البريطاني وقد تحققت ثمرة كفاحه وعمله وجهوده المضنية هو ورفاق دربه من الثوّار، التي ساهمت في استقلال الجنوب في الــ30 من نوفمبر عام 1967م.
*لمحة عن سيرته
الضابط الذهبي الشهيد القائد علي بن علي هادي القاسمي، من مواليد 1938م قرية ذي حران الضالع، فهو الشاب الذي بدأ حياته العسكرية كجندي بالحرس الأميري في إمارة الضالع قبل أن يلتحق بالكليّة الحربية المصرية ويتخرج منها بدرجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، ليلتحق بعدها بمدرسة الصاعقة، التي تُعدّ إحدى فروع القوات المسلحة المصرية آنذاك، وهي قوات يتم إعدادها جسمانيًا ونفسيًا عن طريق تدريبات خاصة جدًا وتحتاج إلى لياقة بدنية وجسمانية عالية وقوة تركيز وتحمل، كما يخضع الملتحق بهذه المدرسة لاختبار طبي خاص.
وحصل الشهيد القائد أيضًا على العديد من الدورات التأهيلية في القيادة والأركان بجمهورية مصر العربيّة، وكان الشهيد القائد يحمل رتبة عسكرية (نقيب) عند اندلاع ثورة 14 أكتوبر من على جبال ردفان الشماء، وكان أحد أوائل القادة من مؤسسي العمل النضالي تحت إطار (الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل)، إلى جانب العديد من زملائِه في الكفاح المسلح.
*مع الزعيم جمال عبدالناصر
يوم 1964/4/26م، في الحشد الجماهيري الكبير في ميدان الشهداء بالعرضي بتعز ألقى الرئيس الخالد جمال عبدالناصر، رائد التحرر العربي خطابه الشهير وانذاره للاستعمار البريطاني، بقوله:“على العجوز الشمطاء بريطانيا أن تأخذ عصاها وترحل من عدن والجنوب”، كان هذا القائد في المنصة ضمن حضور وفد أحرار الجنوب نفسه الذين التقى بهم الرئيس جمال عبدالناصر في مساء 25 / 4 / 1964م، والذين أوصلوا إليه نبأ سارًا في اليوم نفسه، حيث انفجر لغم أرضي في سيارة استطلاع بريطانية في الحبيلين ـ ردفان على طريق القاعدة العسكرية بالثمير وقتل العديد من الجنود الإنجليز.
*شخصيته العسكرية
كان الشهيد علي بن علي هادي، قائد جبهة الضالع مناضلا لا يشق له غبار عُرف بالفدائية ضد المستعمر البريطاني وكانت لديه كل سمات القائد الميداني المتكامل والدهاء العسكري الذي مكنه لقيادة (جيش التحرير)، وهو من الكفاءات الجنوبيّة التي كان لها الدور الأكبر في تحرير واستقلال الجنوب.
وأكثر ما كان يميّز الشهيد القائد هو شخصيته العسكرية الحازمة ودهائه العسكري ودماثة إخلاقه، والتي جعلت غالبية الثوّار والمواطنيين في مختلف الجبهات يكنون له جُل احترامهم وتقديرهم لمواقفه الوطنية.
*ارتباط وثيق بالقيادة المصرية
ارتبط رحمه الله ارتباطًا وثيقًا بالقيادة الوطنية القومية المصرية في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ووزير دفاعه المشير عبدالحكيم عامر وبتنسيق متكامل بالتدريب العسكري والحربي مع القيادات العسكرية التي بعثها جمال عبدالناصر لمساندة ثورة الرابع عشر من أكتوبر ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الكولونيل جمال حمدي، قائد العملية صلاح الدين، التي نقلت السلاح إلى جبهة ردفان ومنها إلى كل الجبهات، والفريق محمد سمير السيد، الشهير بالاسم الحركي (سمير عبدالتواب) من وحدات الصاعقة والمظلات بالجيش المصري، والمنتدب من القوات المسلحة المصرية للعمل في (العمليلة صلاح الدين) في جنوب اليمن، الذي يقول في إحدى مذكراته: “لقد كان لدور مصر وجيشها العظيم وللتدريبات على العمليات الناجحة للعملية صلاح الدين 1967//1966م نتائج إيجابية بشهادة نجاح العمل الفدائي للثوّار بجيش التحرير ولجهاز المخابرات المصرية في جنوب اليمن المحتل ..حيث أرسلت قيادة جهاز المخابرات البريطانية في مارس 1967م من خلال المخابرات المصرية في تعز خطابًا موجهًا للرئيس الثوّري الراحل جمال عبدالناصر، طلبا بإلحاح لإيقاف العمليات الفدائية ضد القوات الإنجليزية في جبهات الجنوب المحتل واستعدادهم للرحيل ومنح الاستقلال في موعد أقصاه شهر نوفمبر 1967م.

وأضاف “لقد أدهشني عظماء الثوّار قادة جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل المتحمسين لوطنهم بحماسهم وتعاونهم ـ منقطع النظير ـ معنا لإنجاح العمل الفدائي في أهداف ضد الإنجليز في مناطقهم وكانوا مفتاح الانتصار للثورة الجنوبية..”.
أمّا الجنرال رجائي فارس محمد، المشرف العام لجبهات القتال في (العملية صلاح الدين) على قطاعات ردفان، الضالع، الشعيب، حالمين، الحواشب الشرقية، وهي القطاعات التي سجلت نشاطًا مكثفًا للعمليات الفدائية كما دوّنها هذا الجنرال في مذكراته التي يقول فيها: الحمدلله الذي مكن لمصر أن تمارس دورها العروبي بالدم والسلاح والمال والإعلام.. مصر لم تبخل بكل ما هو غالٍ من أجل هدف سام...
وأضاف “الحمد لله الذي مكن لمصر وأتاح لها شرف الإضطلاع بالدور الرئيس الذي أدى إلى رفع رايات الكرامة والحُرِّية فوق عدن والجنوب.
حيا الله روح القائد الثوّري التّحرري جمال عبدالناصر.
حيا الله أرواح المجاهدين من أجل الحُرِّية على كل أرض وعبر كل زمان.
حيا الله من رحل منهم شهيدًا في معركة الشّرف ومن مازال ينتظر.
تحية لرجال وقادة ميدانيين عرفتهم في جبهات القتال بجنوب اليمن المحتل آنذاك وتعاملت معهم ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر:
السيد القائد محمد عبيد سفيان، الأب الروحي لثوّار ردفان الغربية والحواشب الشّرقية، وتحيتي لروح الشّهيد القائد النقيب علي بن علي هادي الشّعلة الثّورية المتقدة في جبهات الضالع.
وتحية لروح الشهيد القائد علي أحمد ناصر عنتر..”.
وهؤلاء القادة من الجيش المصري عملوا على تدريب الثوّار بدنيًا وحربيًا وفكريًا وكانوا مستشارين للثورة في مراحل مختلفة ومن خلالهم وبالتواصل أيضًا مع القيادة السّياسية المصرية ساهم الشهيد البطل علي بن علي هادي في إيصال صوت الثورة والثوّار إلى القيادات القومية التحررية في مصر والدول العربيّة الأخرى وتمّ على أساس ذلك إرسال فرق إعلامية تلفزيونية وإذاعية وصحفية من مصر إلى جبهة الضالع وردفان بتنسيق وأشراف الشهيد، الذي كان منسقًا في هذا الشأن والشؤون الأخرى مع القيادات الميدانية في جبهتي التحرير والقومية في مختلف جبهات الجنوب المحتل ومن خلال هذا العمل الإعلامي والسّياسي تَمَّ التعريف على نطاق واسع بمعانة أبناء الضالع وردفان والجنوب من ويلات الاستعمار البريطاني اجتماعيًّا وثقافيًّا وصحيًّا وأشهار دور ونضال وتضحيات الثوّار وما يقدموه من دماء وأرواح ومقاومة في التصدي للاستعمار البريطاني لطرده من أرض الجنوب المحتل مثل إذاعة (صوت العرب) وصحيفة (الإهرام) و(آخر ساعة) و(أخبار اليوم) ذائعات الصيت اللاتي كان يتم تداولهن داخل وخارج الوطن العربي.
*رصيـد نضالـي كبيــر
للشهيد رصيد نضالي كبير، فقد برز كقائد عسكري ميداني في جبهات الضالع وردفان والصبيحة وعدن.
وعُرف عن الشهيد قدرته على استقطاب العناصر الشبابية إلى صفوف الثورة وتدريبهم عسكريًا وسياسيًّا بما يأهلهم لخوض المعارك ضد الاستعمار البريطاني لأرض الجنوب بقناعة فكرية واستعداد للتضيحة من أجل قضية الوطن والتركيز على ثوابت الرسالة النضالية وإيجاد جيل واعٍ قادر على حمل الرأية ومواصلة المشوار.
وبالرغم من قدراته القيادية سياسيًّا وعسكريًا، إلّا أنّه كان يجمع القيادات الثوّرية والثوّار ويتشاور معهم فيما يخص اتّخاذ المواقف السّياسية ووضع الخطط الحربية والإعداد للعمليات والهجوم على المعسكرات والمواقع البريطانية.

ومن إسهامات الشهيد القائد تشجيعه للثوّار ممن يتحلون بالصفات القيادية والذكاء والمقدرة القتالية، وكان رحمه الله بهكذا تفكير يصنع قيادات ميدانية وسياسية للمراحل الأخرى، حيث كان لهذه القيادات دور بارز في صنع وتشكيل ملامح المراحل الثوّرية التي مرت بها الثورة وصولا إلى الاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر عام 1967م.
*دمج جبهتي التحرير والقومية
كان الشهيد علي بن علي هادي من ضمن القيادات في جبهتي التحرير والقومية، التي سعت إلى دمج وتوحيد الجبهتين تحت مسمى واحد مع القيادة المصرية وبعد عدة حوارات في تعز وإب والقاهرة تَمَّ الاتفاق على دمج الفصيلين (الجبهة القومية ومنظمة التحرير) تحت مسمى (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل) في 13 يناير عام 1966م.
وظل هذا الدمج مستمرًا إلى شهر أغسطس 1966م إلى أن تمّ إعلان (الجبهة القومية) انفصالها عن جبهة التحرير إثر المؤتمر الثالث للجبهة القومية والذي عُقد في منطقة حُمر بالقرب من مدينة قعطبة اليمنية.
*حكمـة وعقلانيـة
كان للشهيد مناقب وطنية عديدة منها رفضه الدائم للخلاف مع إخوانه الثوّار في (الجبهة القومية)، وكان يجعل خط التواصل مفتوحًا، وكذا إمكانيَّة الحوار المباشر معهم، وأيضًا التنسيق المشترك في حال مهاجمة المعسكرات أو التصدي للقوات البريطانية.
وبفضل هذا الأسلوب للشهيد ورفاقه جنبا جبهتي القومية والتحرير الصّراع والتصادم في وقتٍ مبكر والذي انفجر عشية الاستقلال الوطني لظروف داخلية وخارجية، لم يكن الشهيد مقتنعًا وراغبًا في حدوثها وللتدليل على ذلك ما حدث في المراحل المتأخرة من عُمر الثورة من صراع وصلا إلى حدٍّ إن عناصر (جبهة التحرير) حاصرت عدد من القيادات البارزة لـ(لجبهة القومية) من عدن ولحج وأبين والصبيحة والضالع في منطقة (السرافي) بالضالع وكان الشهيد في تلك الليلة في قريته (ذي حران في اجتماع مع قادة الجبهات) وعندما وصل الخبر إلى مسامعه تحرك على الفور إلى منطقة السرافي هو وزملاؤه من القيادات العسكرية وأمر عناصر جبهة التحرير برفع الحصار عن قيادات الجبهة القومية قائلا لزملائه : “لا يشرفنا أن نهدر دماء رفاقنا في النضال أو أن نلطخ أيدينا بدماء ثوّار كانوا إلى جانبنا يحاربون الاستعمار البريطاني وأن اختلفنا معهم في الآراء لكننا نتفق معهم في الهدف وليس من المعقول أن تكون علاقتنا معهم عدائية وأمر في تلك الساعة بفك الحصار عنهم...”.
وهكذا أفعال تدل على حكمة وعقلانية وحرص ووطنية هذا القائد الشجاع النابعة من عقل وفكر مستنير ثاقب يتطلع إلى مستقبل إيجابي لكافة أبناء الوطن وتجلي روح المسؤولية والتسامح والعطاء والتضحية، وفعلا أن مثل هكذا قيادات هي القادرة على بناء الأوطان.
*الانسحـاب بصمـتٍ
عشية استقلال الجنوب أجبرته الظروف والصّراعات والمتغيرات والحرب الأهلية التي حدثت بين جبهتي التحرير والقومية قبل الاستقلال الوطني وبعدها على الانسحاب من مدينة عدن بجيش التحرير حقنًا لإراقة مزيدٍ من الدماء بعد إدراكه ووعيه المبكر أن هذه الحرب هي خاسرة للجميع وستحصد الكثير من أرواح الشعب وتسبب الفشل للثورة بما يتيح للقوى الاستعمارية بالعودة إلى مراكزهم من جديد تحت هذه الذريعة بعد أن خاضت قواته معارك عنيفة في كريتر والشيخ عثمان والمنصورة والصبيحة وكرش والضالع وسيطرت على هذه المناطق، لكن انحياز الجيش العربي وتدخل الطيران البريطاني وقصفه لقوات جبهة التحرير وانحيازه للجبهة القومية حال دون مواصلت القتال؛ وهذا كان نكاية من بريطانيا للزعيم جمال عبدالناصر ولدور المصري وكبح جماحه العربي التحرري.
وقرر القائد علي بن علي هادي القاسمي الانسحاب بصمتٍ دون أيّ ضجيج هو ورفاق النضال من جبهة التحرير وترك الوطن الذي قدّم من أجله الغالي والنفيس واللجوء إلى (قاهرة المعز)، حيث احتظنه الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر.
*محاولات اغتياله
ظل الشهيد علي بن علي هادي يتنقل بين عدة دول عربية، وتعرض لعدة محاولات اغتيال إلى أن قضى نحبه في حادث سير مدبر بطريق القاهرة ـ الاسكندرية اكتنفه الكثير من الغموض بتاريخ 1985/10/24م، ورغم رحيله المبكر إِلّا أن تاريخه الحافل بالانتصارات والمآثر البطولية الخالدة لازالت تلوكها ألسن عامّة الناس إلى الآن؛ لأنه كان للبطولة رجلا وعنه كل كلمات المجْد تُقال.
*استلاهـم الـدروس والعبـر
وإِذ نحن نحتفل اليوم بالذكرى الــ54 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي تتزامن والانتصارات العظيمة التي حققها شعب الجنوب تحت رأية (المقاومة الجنوبيّة) والتي تُوجّت بالاستقلال الثاني بإذن الله تعالى وطرد مليشيات الحوثي والجيش الموالي لها من الضالع خاصة والجنوب عامة..متمنين من قادة المقاومة الجنوبيّة أن يستلهموا الدروس والعبر من مآثر تلك القيادات التي فجرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر وأن ينهلوا من نبعها الصافي المتمثل بالإرادة والعزيمة ووحدة الصف وتقديم التنازلات فيما بينهم وبذل العطاء والتضحية وجعل المصلحة العامة للوطن هي المقدمة على ما سواها، بما يحققّ استقلال وبناء الدولة الجنوبيّة بكافة مؤسساتها وفي مقدمتها الجيش والأمن والمشاركة في عملية البناء والتنمية بما يحقق الرفاهية والعيش الكريم لكل أبناء الشعب الجنوبي.
*أخيـــــرًا...
إنّ تاريخ الشهيد القائد علي بن علي هادي ذي حران أوسع من أن تحتويه عشرات الكتب أو كلمات ظللنا نلوكها وسئمناها من التكرار مرارًا.
ولا يسعنا في هذا المقام إلّا أن نترحم على الشهيد القائد وعلى كل الشهداء، الذين قدّموا أرواحهم رخيصة رفعة لهذا الوطن في سبيل العزة والكرامة ونيل الحُرِّية والاستقلال، فقد كانوا للبطولة رجالٌ أبطال وعنهم كل كلمات المجْد تُقال.. ونسأل الله العلي القدير أن يسكنهم فسيح جناته، وإننا على دربهم سالكون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى