مدير كهرباء ردفان في حوار لـ«الأيام»: نواجه مشكلات كبيرة وما يتوفر لدينا هو 4 ميجا كحد أقصى

> حاوره / رائد محمد الغزالي

> تُعد خدمة الكهرباء من أهم احتياجات العصر الحالي في تسيير شئون الحياة، ويحتاجها المواطن بشكل ظروري وأساسي فعدم استقرارها يسبب الكثير من المعاناة والمنغصات، لاسيما في إطار المحافظات الجنوبية التي تتسم بمناخ صيفي شديد الحرارة.
في موضوعنا هذا نسلط الضوء على كهرباء مدينة ردفان، والتي بدأ التيار يأخذ بعض التحسن الطفيف، نتيجة تخفيف الأحمال على الطاقة في ظل حلول الأجواء الشتوية.
وبالرغم من الضعف الكبير في إمكانيات مؤسسة لكهرباء في المدينة، إلا أن هناك جهودا كبيرة تبذلها قيادة المؤسسة وعمالها للتغلب على المعوقات والإشكاليات القائمة في ظروف صعبة، والضعف الكبير الذي تعانيه في مستوى الإيرادات والمقومات المرتبطة بهذه الخدمة الهامة.
في لقائنا هذا حاورنا مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء فرع ردفان، فضل محسن الزريبي، وهي المؤسسة التي تعد مسئولة عن أربع مديريات تقع في نطاق مديرية ردفان، للتعرف عن أهم الصعوبات والتحديات الراهنة التي تواجهها المؤسسة، لاسيما بعد أحداث الحرب الأخيرة 2015م.
• نحييك في البدء آملين أن تعطينا لمحة ملخصة عن وضع مؤسسة الكهرباء بعد أحداث الحرب الأخيرة؟
- أولاً أقدم الشكر الجزيل لـ«الأيام» ولأسرتها وكل القائمين عليها، فهي تمثل صوت المواطن، والتي لديها حرص في النشر، ونحن مستعدون في هذا اللقاء لإطلاعكم على وضع المؤسسة والرد على أي استفساراتكم المتعلقة بخدمة التيار الكهربائي.
أما فيما يخص وضع المؤسسة فلا شك بأن الحرب من سمتها التدمير ولا تأتي بالمفيد، ومنذ تولينا إدارة المؤسسة مع بداية أزمة الحرب الأخيرة، ومنذُ ذلك الوقت لم تشهد أي استقرار في الإمكانات، حيث ظل التيار منقطعاً عن هذه المناطق في أيام المواجهات، نتيجة لتحطم خطوط الضغط العالي من الأبراج، ولكن وبعد العام الأول وأشهر قليلة من خروج القوات الشمالية من العند وعدن بدأ العمل وقمنا بالمتابعة وجلسنا مع الفرق الهندسية التي تولت إعادة خطوط الأبراج حتى تم الانتهاء من إصلاحها، وعاد التيار جزئياً إلى مناطق ردفان والضالع، ولكن استمر الانقطاع للتيار في معظم الأوقات بسبب الحصة التي لم تستقر بعد، والتي ترسل من عدن للمحطة التحويلية بردفان والضالع، وفي هذه الأشهر الأخيرة بدأ التيار يستقر جزئياً، ولربما دخول أجواء الشتاء، ولدينا صعوبات كثيرة من أهمها عدم استقرار الطاقة المرسلة من عدن، وفي الحقيقة غير كافية ليكون وضع التيار نصف مستقر، لكون هناك عدم التزام من قِبل الجهات في التوزيع بكهرباء عدن، وهناك أيضاً مزاجية من المناوبين، ونتمنى أن يتعاونوا معنا بمنحنا الحصة من الميجا التي من شأنها أن تُمكن المواطنين في قرى مديرية ردفان وحبيل جبر والملاح وحالمين من الحصول على حصتهم من هذه الخدمة.
• كم مقدار الطاقة التولية للمؤسسة؟
- لدينا أربعة ميجا وقد تنقص لتصبح ثلاثة أو اثنين ميجاوات في بعض الأحيان، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى أكثر من عشرة ميجا ليستقر التيار ويتناسب مع خطوط التشغيل الثلاثة لمدينة الحبيلين، ولمديرية حبيل جبر، وحالمين، والقرى الواقعة جنوب مدينة الحبيلين ومديرية الملاح.
* أهم أبرز الصعوبات التي تواجهكم؟
- الصعوبات تتمثل في النقص في الطاقة، وعدم توفر مواد الشبكة، وفيوزات حماية المحولات، وشحة كبيرة في الإيرادات، فالإقبال على التسديد ضئيل جداً لا يتجاوز حتى العشرة في المائة، وهذا إن حصل بداخل الحبيلين فقط، كما إننا نُعاني من الربط المباشر (العشوائي) من قِبل المستهلكين، وهذا يؤثر على المحولات والطاقة معاً، ونتمنى من المجتمع أن يتعاون معنا في التخلي عن العشوائية هذه، وقد نفذنا بهذا الصدد حملات خلال هذا العام، ولكن هناك أمور لم تمكنا من الاستمرار في هذه الحملة، كما أن الربط العشوائي يؤثر أيضاً على الإيرادات بحدوث حساسية عند المشتركين بكون الرابط العشوائي يعكس صورة سلبية لدى المتفاعلين مع المؤسسة ويحبطهم.
* هناك من يشكون من توزيع ساعات التشغيل الخدمة الممنوحة لمدينة الحبيلين لاسيما سكان الأرياف فيها؟
- نحن في المؤسسة نحرص على عدالة التوزيع في هذا الجانب والناس كلهم سواسية، وما يحدث بهذا الخصوص في بعض الأحيان أمره ليس بأيدينا وإنما مرتبط بعدن، فعندما تصل الطاقة من نسبة الميجا المقدرة بـ4 ميجا تعطى للريف، وفي حال استقرت عند أربعة فإن التوزيع يكون ثلاث ساعات لكل خط من الخطوط الثلاثة، حدث أن قمنا مؤخراً بإضافة ساعتين في الصباح لمدينة الحبيلين باعتبارها كبيرة وتنشط بها الحركة والمرافق الطبية والورش، ومن هنا فالنسبة الإيرادية القليلة التي نتحصل عليها هي من هذه المدينة.
* ماذا عن الوضع المالي للمؤسسة؟
ـ الوضع المالي في المؤسسة غير مستقر، ومديونيتها عند المستهلكين وأحد مليار وثلاثمائة مليون ريال، وما هو على المؤسسة حوالي سبعة ملايين ريال كرسوم نظافة وضرائب والتزامات لتجار خاصة بمعدات.
أما ما يخص الميزانية التشغيلية والمقدرة بمليون وسبعمائة ألف ريال لا تكفي مقارنة بالأعمال والإحتياجات من حملات ونقل ووقود وصيانة وشراء بعض المتطلبات، كما أن هناك أمورا بحاجة لجهد عملي ومالي، كالدمار الذي تعرضت له سبعة أعمدة كهربائية نتيجة الرياح والأمطار بمنطقة المزاحمي والزغرور بمديرية حبيل جبر منذُ شهرين، والذي تسبب بانقطاع التيار عنها، ولم يكن لدى المؤسسة حينها أعمدة، حيث قمنا باستلافها من المشاريع وتمكنا من إعادة التيار، وهذا يجعل المؤسسة في مواقف صعبة، وبشكل عام وضع المؤسسة المالي شحيح وبحاجة إلى انتعاش يواكب التحركات العملية المستقبلية، ولكن بالتعامل الحرص وبالحظوظ يسير عملنا، والحمد لله.
ونجدها هنا فرصة لنوجه مناشدتنا للجهات المختصة في المؤسسة العامة للكهرباء والوزارة والحكومة توفير دعم، ومعدات، كما ندعو السلطات المحلية في نطاق مديريات ردفان والمحافظة لحج المتابعة وحث الجهات في العاصمة عدن زيادة حصة ردفان من نسبة الميجا، وإن لم يكن فالحفاظ على ما هو موجود أحسن من لا شيء.
• بعض خطوط الشبكة الداخلية تحتاج إلى تنظيم، أليس كذلك؟
- قمنا منذ بداية العمل في إصلاح خطوط الأبراج في جعولة والعند بجهد كبير في سبيل إصلاح خطوط الشبكة الداخلية في مدينة الحبيلين، ووجدنا حينها بعض من الأسلاك قد سرقت، وهناك من استغل انقطاع التيار خارج المدينة بتنفيذ الأعمال التخريبية، نتيجة الفراغ الأمني والانشغال بجبهات القتال وقتها، وبفضل الجهود التي بذلت تمكنا من حل عدة مشاكل والخاصة بتعطل بعض المحولات، وحاليا هناك بعض الخطوط تحتاج إلى حملات تفقدية، وكذلك إبعادها حتى لا تشكل خطرا على المواطنين، وهو ما سنقوم به، وهو من ضمن الخطط العملية، فلدينا أكثر من عمل داخل وخارج المدينة، إضافة إلى بعض الأحداث الطارئة.
وعلى الواقع يقوم عمال المؤسسة بجهود غير عادية يتحملون ما يتجاوز قدراتهم، فضلاً عن التهديدات والمخاطر التي يتعرضون لها في ظل وضع غير مستقر في الإمكانات والمرتبات التي لا تأتي بشكل شهري، وحرمانهم من التأمين الطبي.
وعبر"الأيام" أوجه نداء للمواطنين بأن يحرصوا بالحفاظ على خطوط الشبكة، واجتناب الربط العشوائي، والإبلاغ عن أي تهديد تتعرض له الخدمة، ونتمنى من الشرائح المجتمعية الموثقة ومستخدمو شبكات التواصل وأئمة المساجد وخطبائها، وكذا الجمعيات المحلية إلى الاضطلاع بدورهم بالتوعية في هذا المجال.
*أين يكمن مصدر قلقكم بخصوص وضع كهرباء؟
- قلقنا والذي يجب أن نتحدث عنه ونحيط الجميع به يتمثل في المفاتيح التي تخص الخطوط الثلاثة والمرتبطة بالمحطة التحويلية غرب مدينة الحبيلين المسئولة عن التحكم بالتيار لمناطق ردفان، كونها مفاتيح متهالكة، وفي حال خرج أحدها عن الخدمة قد تخرج جميعها ويؤدي بالتالي إلى توقف التيار الكهربائي، وعليه نناشد الجهات المسئولة في المديريات المستفيدة وفي المحافظة والمؤسسة العامة إلى تدارك الأمر قبل وقوع ما لا نرضى به، وقد قدمنا بلاغات بخصوص هذا.
*هل حصلتم على دعم خلال العامين والنصف الماضيين؟
- في الواقع لم نتحصل على أية مساعدة أكانت مالية أم معدات وأجهزة، إننا نشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم اهتمام المنظمات الدولية، وكذا جمعيات الهلال الأحمر التابعة لدول التحالف العربي، ونحن ندعوهم لتقديم الدعم لهذا القطاع باعتباره شريانا مهما في تنشيط وتحسين الحياة.
* هل من كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا الحوار؟
إن كانت من كلمة فهي تجديد الشكر لكم، متمنين لكم التوفيق في مهامكم الصحفية ورسالتكم الإنسانية، وأخرى إلى الجانب الحكومي والمنظمات والجهات الخيرية نقول فيها "إن كهرباء ردفان تحتاج إلى دعم وتعاني من نقص كبير في الإمكانات المالية والمادية وكذا احتياج المؤسسة إلى لسيارات عمل، ومحولات، ومعدات، ومفاتيح للخطوط، وكذا تحسين المبنى ورفده بالمقومات، كما أطالب من كل الشرائح المجتمعية بالتعاون مع المؤسسة فهي ملك للجميع".
حاوره / رائد محمد الغزالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى