تحية إجلال واحترام لعمال النظافة

> علاء عادل حنش

>
علاء عادل حنش
علاء عادل حنش
إلى آبائنا وأمهاتنا العاملين جميعا في مجال أعظم مهنة (النظافة).. أبعث لكم هذه الكلمات القليلة في حقكم؛ فما سأقوله وما سيقوله غيري لا يساوي قطرة عرق من آلاف القطرات التي تهطل وتتساقط على جباهكم - كلّ يوم وحين - وأنتم تقومون بعملية تنظيف وتطهير شوارعنا وأحيائنا وأزقتنا، وتسعون دائمًا - بكلّ جهد وتفان - لإظهار مدينتنا الفاضلة “عدن” بأحسن مظهر، وبأحلى حُلة.
نعم.. أنتم يا من تلبسون الملابس المتواضعة، وتأكلون الأكل المتواضع والقليل، وتنامون النوم القليل، وتعملون العمل الكثير المتعب والعظيم.. أنتم أيُها الطاهرون الذين لايلتفت إليكم أحد بإجلال واحترام - إلا من رحم ربي.
كيف لا.. وأنتم العامل الرئيسي لتقدمنا؛ فنظافة المدينة تُعطي ارتياحًا نفسيًا عاليًا لكلّ المواطنين وفئات الشعب، ومنظر الشارع النظيف يسر ويرفع المعنويات لعَنَان السماء.
فأنتم تكافحون الأوبة والأمراض؛ لأن الشارع النظيف الذي لا يوجد فيه مخلفات لا يتواجد فيه البعوض والحشرات والبكتيريا التي تُسببّ أمراضا عدة كالكوليرا والملاريا وغيرها.
فنحنُ نعلم بالإهمال الشديد من بعض المسؤولين تجاه عُمال النظافة في مدينتنا، وفي عدم مبالاتهم بمستوى النظافة، ولا حتى كيف يجب أن تكون مدينتنا، لكننا على ثقة عمياء بأن تتجاوزوا كلّ الصعاب والتحديات التي تواجهكم وأملنا - بعد الله - فيكم كبير بأن ترسخوا سلوك النظافة في مدينتنا؛ فأنكم إن انتظرتم تحرك المسؤولين فحتمًا سنغرق في القاذورات والمخلفات!.
أما مسئولونا فقد عفا الزمن عليهم؛ وهم لا يعلمون بأن الجنرال الفرنسي “ديجول” - بزمنه - أصدر قانونًا يحتم فيه تولي كلّ مالك بيت في المدينة بطلائه بنفسه مرة كلّ عشر سنوات، ونُفذ القرار على كلّ بيت في باريس بما فيها القصر الجمهوري؛ وذلك ﻷهمية النظافة، ونحنُ لماذا لا نهتم بالنظافة يا مسؤلينا؟!.
ولا يفوتني هنا أن أحث جميع المواطنين على مد يد العون والمساعدة لعمال النظافة كوضع القمامة بأماكنها الخاصة، وعدم رمي المخلفات في الشارع، وغيرها من المساعدة الواجبة على المواطنين القيام بها؛ فالنظافة تهمنا جميعًا يا أعزائي.
وسأسركم بسر أحبتي عمال النظافة.. فرغم جهودكم العظيمة التي تبذلونها في تنظيف مدينتنا إلا أننا نطمح للمزيد، ونتوق لرؤية مدينتنا في نظافة عالية، مع علمي بالظروف الصعبة المحيطة بكم، والإمكانيات الضئيلة، ومعاناتكم من الإهمال، لكن أرجوكم أن تصنعوا شيئًا يُبهر العالم أجمع، فيجعله يرفع لكم القبعة تعظيمًا واحترامًا لتفانيكم وجهودكم الجبارة.
فهل ستفعلون هذا؟.
نعم.. نعم.. فثقتي فيكم عظيمة، وسوف تنجحون، وإن نجحتم فسنُطالب بوضع تمثال خاص لعامل النظافة، يوضع وسط العاصمة عدن.. (ووعد الحر دين).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى