هل إنتهى شهر العسل بين الرياض وحزب الإصلاح ؟...حرب باردة بين السعودية و" إخوان اليمن "

> عواصم «الأيام» كامل الشرعبي

> ينظر مراقبون إلى أن شهر العسل بين القيادة السعودية وإخوان اليمن " حزب الإصلاح " قد إنتهى عمليا ، وأن علاقة الطرفين تمر الآن بحرب باردة قابلة للانفجار علنيا في أي لحظة .
فقبل أيام قليلة أوضحت هيئة كبار العلماء السعودية، في تغريدة على حسابها الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي، "تويتر"، موقفها من جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت الهيئة إن "البعض يعتقد أن خلافنا مع الإخوان في مسائل محددة ومعدودة، وهذا ليس بصحيح؛ فالخلاف معهم في المنهج قبل أن يكون في المسائل".
وأشارت الهيئة في تغريدة أخرى إلى أن "تنظيم "داعش" و"القاعدة" و"الإخوان" امتطوا الإسلام لآرائهم وأهوائهم وخداع الناس، ومن يدعو شبابنا إلى الانتظام معهم فقد أخطأ وضل سواء السبيل".
وأضافت "يستحق من شارك في عمل إرهابي، أو تستر، أو حرض، أو مول، أو بغير ذلك من وسائل الدعم العقوبة الزاجرة الرادعة".
ويؤكد متابعون على أن الموقف الذي أعلنته هيئة كبار علماء السعودية لم يكن ليظهر بدون مباركة القيادة السياسية في المملكة ، ما يجعله حاملا لرسائل في غاية الأهمية بشأن التوجهات الجديدة للرياض ، والتي تستهدف " إخوان اليمن " بشكل أساس ، كون السعودية كانت قد اتخذت مواقف وإجراءات سابقة تجاه الإخوان في بلدان عربية أخرى أهمها مصر .
السعودية التي ارتبطت بعلاقات مع إخوان اليمن خلال مراحل سابقة لتنفيذ أجندات استهدفت إفراغ النظام الجمهوري من جوهره وضرب الدولة المدنية والتحولات الديمقراطية وأيضا مواجهة المد اليساري والمشروع القومي ، كانت قد إتخذت موقفا مغايرا تجاه حزب الإصلاح خلال فترة حكم الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ..قبل أن تضطر مجددا إلى التحالف مع الإخوان لتشكيل غطاء يبرر تدخلها وحربها على اليمن تحت مسمى دعم إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب في اليمن .
لكن بعد مرور أكثر من عامين على إنطلاق " عاصفة الحزم " بدا جليا أن العلاقة بين الطرفين يعتريها الكثير من الشكوك وإنعدام الثقة ، حيث أن المملكة ظلت توجه اتهامات غير مباشرة للإصلاح بأنه لا يدفع عناصره لخوض قتال جدي في الجبهات وأنه يدخر الدعم لمصلحته ويسخر السلاح والمال السعودي لتقوية ميليشياته ، ومن جانبها كانت قيادة الإصلاح توجه قياداتها الوسطية و ناشطيها و اعلامييها لكيل الإتهامات للتحالف الذي تقوده السعودية بأنه يضع خطوطا حمراء أمام أي تقدم يمكن أن تحرزه الشرعية والمقاومة ويستشهدون بما يجري في تعز كمثال لمخاوف السعودية وحلفائها من أن تسقط المناطق المحررة بيد الإخوان .
ومنذ قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب ومرحلة إعادة الاولويات الامريكية في المنطقة ، قامت القيادة السعودية بمحاولة احتواء وتماهي مع متطلبات المرحلة الجديدة والتركيز على "الملفات الأهم" بالنسبة لها ، وبطبيعة الحال كانت جماعة الإخوان المسلمين في صلب تلك الملفات لاسيما أن إدارة ترامب بدأت لها نفس النظرة بالنسبة لايران والاخوان المسلمين كاتجاه "إسلام سياسي" دون النظر الى الفروق المذهبية و تعتقد انهما عاملي "عدم استقرار عالمي ".
ورغم أن حزب الإصلاح كان قد خرج ظاهريا بموقف مؤيد لقرار الحكومة الشرعية بقطع العلاقات مع قطر والاصطفاف إلى جانب التحالف الرباعي العربي المتمثل بالسعودية والإمارات ومصر والبحرين ، إلا أن قيادات إصلاحية عدة من بينها القيادية ” توكل كرمان ” قد خرجت مهاجمة دول التحالف العربي والسلطة الشرعية باليمن التي اعلنت قطع علاقاتها مع الدوحة.
واتهمت كرمان التحالف العربي بأنه يفرض وصاية على اليمن، مشيرة إلى ان إعلان السلطة الشرعية باليمن ممثلة بالرئيس هادي قطع علاقات اليمن بقطر، لا يمثلها وحزبها، وان الاصلاح سيبقى على علاقته بقطر .
ومثل سلوك كرمان ذهب قيادات عدة في حزب الاصلاح، ونشطاء، واوعز الاصلاح الى وسائل إعلامية يمنية بمهاجمة دول التحالف العربي دفاعا عن قطر .
وإذا كانت جميع قيادات الصف الأول في الإصلاح أو أغلبها لا تزال تقيم في الرياض وتتلقى مخصصاتها من حكومة المملكة التي لم تعلن رسميا فك الإرتباط مع إخوان اليمن ، وهذا أمر مفهوم و تقتضيه ضرورة المواجهة ضد الحوثيين وحلفائهم ، إلا أن الطرفين يخوضان حربا غير مباشرة ضد بعضهما .
فالسعودية أطلقت يد شريكتها في التحالف " الإمارات " لفعل كل شيئ في الجنوب ومن ذلك التنكيل بقيادات وناشطي وكوادر الإصلاح هناك ، ودعم التيارات السلفية و الإنفصالية المناوئة للإخوان .
كما أن القيادة العليا لحزب الإصلاح أعطت الضوء الأخضر لقيادات الإخوان الوسطية ولمنابر الحزب الإعلامية للتعبير صراحة عن دعم وتأييد قطر ومهاجمة تحركات الإمارات والسعودية في الساحة اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى