لعدم توفر أماكن مخصصة لبيع الأسماك في مدينة الحبيلين بردفان.. شارع المدينة يتحول إلى مكب للمخلفات وبسطات الباعة تخنق الطريق وتتسبب بحوادث مرورية

> استطلاع/ رائد محمد الغزالي

> الأسماك نعمة من الله سبحانه لعباده، ولها من الفوائد والقيمة الغذائية الكثير، غير أنها في مديرية الحبيلين بردفان في محافظة لحج، تحولت من نعمة إلى نقمة على المواطنين الساكنين بالمدينة.
حيث تسبب الإقبال الكبير على شراء لحوم الأسماك - لقيمتها المناسبة - إلى تزايد مخلفاتها في شارع المدينة، وتردي النظافة فيه بطريقة مخيفة باتت تُنذر بانتشار الأمراض والأوبئة.
وتعددت الأسباب في تفاقم تراكم وتكدس المخلفات في الشارع، فمنها ما هو عائد إلى البائعين الذين يرمون مخلفات وبقايا الأسماك في غير موضعها المخصص، وعدم وجود أماكن مناسبة لبيع الأسماك في السوق، إلى جانب ضيق السوق وازدحامه ببسطات الباعة.
«الأيام» سلطت الضوء على السوق لأخذ صورة طبيعة عنه والنظافة فيه، وما يشهده من تكدس للمخلفات، ودور الجهات ذات العلاقة في ذلك.
تبادل أصحاب محال بيع لحوم الأسماك بسوق الحبيلين، وجهات مسئولة، التهم في تردي النظافة في شارع المديرية.. فالبائعون يقولون إن عدم تخصيص الجهات المسؤولة الأماكن المناسبة لبيع الأسماك والعشوائية هو السبب الأبرز في المشكلة. ويؤكد ضابط السوق بأن عملية النظافة تتم بشكل يومي، وأن هناك تنسيق مع الجهات الأمنية لضبط أي مخالف.

وما بين البائع والمسئول يصبح سكان المدينة هم المتضررين لا سواهم.
يقول مورد الأسماك “صدام محسن حسين” لأسواق مديريات ردفان: “إن طبيعة مكان البيع غير منتظمة، وما هو قائم العشوائية، إننا بحاجة ماسة لتنظيم أماكن البيع، فهناك الكثير من الباعة لا يملكون الإمكانية لفتح محلات خاصة، وفي حال تم توفيرها من قبل الجهات الخاصة فإن ذلك سيحد بشكل كبير من مشكلة الازدحام، وما ينتج عن ذلك من مخلفات”.
ويضيف: “أملك محل بيع للأسماك تسير العملية فيه بكل هدوء، بعيداً عن مرور السيارات في هذا السوق، كون المحل يتواجد في الشارع الخلفي للمدينة، وأصبح من الضروري تنظيم وضع السوق بتوفير براميل مخصصة للباعة لوضع المخالفات”.
*يجب ضبط المخالفين
حمدي ثابت، هو الآخر يتخذ من بيع الأسماك وسيلة للكسب الحلال، يشير في حديثه لــ«الأيام» إلى أن تفعيل الدور الرقابي، وضبط المخالفين، أمر ضروري للجميع، “وهذا لن يتم إلا بالإشراف المباشر من قبل الجهات المعنية”. وأضاف: “قد يكون الازدحام عاملاً مؤثراً على تلوث واتساخ المكان، لكن بذل الجهود ومضاعفتها والضبط سيكون لذلك أثر إيجابي على الواقع”.

أما البائع أمين الذيباني فأوضح أن “أهم المشاكل التي يُعاني منها سوق الأسماك في مدينة الحبيلين تتمثل في غياب النظافة نتيجة لتزايد إقبال المواطنين على شراء الأسماك لأسعارها المناسبة، وهو ما ينتج عنها تكاثراً وتزايداً للمخلفات في السوق، بالإضافة إلى غياب الأماكن المناسبة والخاصة للبيع”.. مبدياً استعداده للتعاون مع أي بوادر من شأنها أن تُساعد في تحسين وضعية السوق، ومناشدا في الوقت ذاته الجهات ذات العلاقة “توفير أماكن مخصصة للبيع حفاظا على البيئة والصحة العامة”.
*السوق غير مناسبة
فيما أشار ميثاق هيثم ريشة لــ«الأيام» إلى أن “طول وعرض السوق غير مناسب لبيع لحوم الأسماك لعدة أسباب منها: عدم وجود مساحات تمكن المواطنين من التنقل بحرية في السوق، وكذا ضيق السوق، والذي بالتالي يتسبب في حدوث اختناق وحوادث سير، وكذا سوء وتردٍ في مجال النظافة، وهذا لن ينتهي إلا متى ما توفرت الضوابط الحازمة من قِبل الجهات المعنية”.
*ضابط السوق
وفي رده على شكاوى المواطنين من تردي النظافة، قال ضابط السوق عادل سيف البكري: “إن النظافة في السوق تتم بشكل يومي، ولكن في بعض الأيام تواجهنا صعوبات كون المخلفات المستخرجة من تلك الأسماك منها الكبير والصغير، مع ضعف الإمكانات لدينا، الأمر الذي يتسبب أحياناً في تكاثر المخلفات، وتوليد ضغط كبير على العامل الخاص بالنظافة”.. مضيفا: “ومن الأسباب التي تعترض مهامنا وتزيد من تفاقم مشكلة النظافة هي رمي القمامة من قبل البائعين بشكل عشوائي بدلاً من وضعها في أماكنها المخصصة”.

ويوضح البكري في سياق حديثه لـ«الأيام» أن “ما يتم أخذه من الباعة من مبالغ مالية مقابل النظافة لا يتجاوز الـ (250 ريالا)، وهناك تنسيق مع عمال من صندوق النظافة في المساء لرفع ما يتواجد من بقايا الأسماك على الأرض ووضعها في سلل كبيرة مقابل تقاضيهم مبلغ من المال، قبل أن تأتي سيارة النقل الخاصة بأخذها إلى المكان المخصص لها بخارج المدينة”. وختم بقوله: “ألزمنا البائعين بإحضار براميل خاصة بالقمامة بشكل مستمر حتى لا تُرمى المخالفات على الأرض، وهو أسلوب ملائم للحد بشكل كبير من تلوث البيئة أو انبعاث الروائح الكريهة، ومن شأنه أن يُسهل أيضاً لعامل النظافة من رفعها دون معاناة، كما يوجد لدينا تنسيق مع الجهات الأمنية لضبط أي مخالف”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى