مديرية أحور الساحلية بأبين.. ثروات بحرية لم تُستغل

> تقرير/ حيدرة واقس

> مديرية أحور إحدى مديريات محافظة أبين الساحلية، تطل على البحر العربي بشريط ساحلي بطول كيلو متر، وتتميز بموقع استراتيجي لقربها - نوعاً ما - من العاصمة الاقتصادية والمنطقة الحرة عدن، والمناطق النفطية في شبوة وحضرموت، ومرور الخط الإسفلتي الدولي في وسطها.
تشتهر المديرية بخصوبة أراضيها الزراعية، وتنوع المحاصيل الزراعية، إلى جانب ما تختزنه في باطن أرضيها من ثروات نفطية ومعادن، كما أنها ذات طبيعة متنوعة.
يشتغل سكانها بالزراعة وصيد الأسماك وتربية المواشي والنحل، وأهم مناطقها، إلى جانب العاصمة أحور: حناد البندر ، المساني، الرواد، وحصن بالعيد.
*القطاع السمكي والزراعي
ويُعد القطاعان السمكي والزراعي مجالين يمثلان أهم جوانب الحياة في المديرية.. ففي الجانب الزراعي، تبلغ الأراضي المستزرعة 36 ألف فدان من إجمالي مساحة المديرية البالغة 4384 كم.
وتشتهر أحور بزراعة: القطن والحبوب بجميع أنواعه، إلى جانب زراعة الخضار، وبعض أنواع الفواكه.
فيما يعمل في الجاني السمكي الكثير من أبناء المديرية في إطار الجمعيات التعاونية السمكية بظروف متواضعة في الإمكانيات، والبنية التحتية للاصطياد. ويأمل المواطنون في المديرية للحصول على المزيد من الاهتمام والرعاية للنهوض بمقومات العمل وتأهيل المنشآت السمكية الموجودة، ومنها ثلاجة “البندر” لحفظ الأسماك التابعة لمكتب الثروة السمكية في المحافظة، ومصنع الثلج التابع لجمعية البندر السمكية لمساعدة الصيادين على حفظ إنتاجهم، إلى جانب ما تنتظره المديرية من مشاريع سمكية تضمنتها مصفوفة المشاريع المعتمدة للمحافظة، ومنها اللسان البحري في منطقة البندر الساحلية.
*آثار ومتحف
كانت منطقة أحور عاصمة سلطنة العوالق السفلى (باكازم) أثناء فترة الاحتلال البريطاني، وهي حاليًا المديرية التاريخية العريقة في محافظة أبين.. وتتميز بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، تعود لحقب زمنية متفاوتة مسجلة رسميًا وفق نتيجة المسح.
عصابات خارجة عن القانون اتخذت ساحلها مكاناً لتهريب الأفارقة والممنوعات
عصابات خارجة عن القانون اتخذت ساحلها مكاناً لتهريب الأفارقة والممنوعات

وقد بذلت الكثير من الجهود الأهلية في ترميم بعض المباني إلى جانب توثيق تلك الآثار التي تجسد عراقة وأصالة المديرية.
وتشتهر “أحور” بالكثير من المواقع الأثرية في عدد من مناطقها، والتي يبلغ عددها 57 موقعًا، حسب ما هو مسجل رسميًا لدى مكتب الآثار، وفق آخر نتيجة مسح أثري، والتي ذكرت أن (29) موقعًا أثريا يعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وأن هناك 3 مواقع تعود للفترة التاريخية “البرونزية”، و(4) مواقع تعود إلى الفترة التاريخية الإسلامية.
*خدمات تفتقر إلى الدعم
وأوضح لــ«الأيام» عدد من أهالي المديرية الساحلية بأن الكثير من الخدمات باتت لا تعمل بالشكل المطلوب، وبرغم الاهتمام الذي يوليه محافظ أبين الجديد اللواء أبوبكر حسين للمديرية إلا أن بعض الخدمات ما تزال تحتاج إلى دعم، كخدمة الكهرباء التي توقفت عن العمل نهائيا فيها نتيجة لعطل في مولدها الوحيد.. مشيرين إلى أن مولدا آخر أدخل الخدمة قبل عدة أسابيع بعد إصلاحه، لكنه لا يعمل إلا لفترة قصيرة جدا في اليوم.
وطالب المواطنون عبر «الأيام» محافظ المحافظة بدعم الكهرباء ومشروع المياه، إضافة إلى دعم الصيادين الذين تضرروا نتيجة إعصار “تشابالا”، و تعويضهم أسوة بباقي المناطق الساحلية من البلاد.
*الخطر القادم من البحر
شهدت سواحل مدينة أحور في الآونة الأخيرة - وفي ظاهرة خطيرة - وصول المئات من الأفارقة في ظل عدم وجود رقابة على السواحل.
وقال الناشط الإعلامي حمدي العمودي خلال تصريح لــ«الأيام» إن “المديرية شهدت خلال أيام قليلة من شهر أكتوبر الجاري انتشار وخروج الأفارقة قبالة سواحل أحور، ممن يتم تهريبهم بواسطة قوارب صيد الأسماك من قبل مهربين عند ساعات الفجر حتى لا يتم كشفهم”.

وأوضح العمودي أن “أعداد الأفارقة الذين تم تهريبهم قُبالة سواحل أحور بمناطق: البندر وحناذ والمساني بالمئات، كان آخر خروج لهم يوم الإثنين الماضي 23 أكتوبر الحالي، فضلاً عن العمليات المختلفة التي تقوم بها تلك العصابة كتهريب المشتقات النفطية وبعض المهربات الأخرى”.
وفي معرض رده على سؤال «الأيام» عن طبيعة المهربين وأسمائهم قال العمودي: “هناك مجموعة وعصابة مكونة من يمنيين خصوصًا من أبناء محافظة الحديدة وأفارقة، وعادة تتم العملية بينهم عبر اتصال مباشر لإعطاء الإحداثيات وتحديد أماكن الخروج الآمنة الخالية من تواجد القوات الحكومية”.
وأضاف: “هذه العمليات خلقت حالة من المخاوف لدى سكان الساحل ومرتادي البحر، والتخوف من الاصطياد، حيث تم ملاحقة أحد قوارب الصيادين في وقت متأخر من الليل من قبل تلك العصابة، الأمر الذي أدى إلى تصادم القوارب في أعماق البحر لغرض غرق صيادي الأسماك مع قاربهم، وقد تم كسر قارب أحد الصيادين إلى نصفين في أعماق البحر، لكن بحفظ الله نجا كل من فيه.. وقمنا حينها بزيارة الصيادين والاطمئنان على صحتهم وهم: محمد عبيد العمودي، وشقيقه صدام العمودي”.
واختتم العمودي حديثه بتوجيه رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، والجهات المعنية، طالبهم بموجبها “بأخذ هذه التطورات الخطيرة التي شهدتها سواحل المحافظة بمحمل الجد”.. فيما طالب محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم “بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة حول هذه المصيبة التي حلت بمديرية أحور وسواحلها، مع ضرورة دعم مناطق الساحل بنواظير ليلية، وكذلك أسلحة لمواجهة أي عصابة خارجة عن القانون”.
تجد الإشارة إلى أنه تم تشكيل مجموعة لمراقبة الساحل من أهالي البندر والمساني وحناذ بالمديرية، إلا أنهم لا يملكون سوى العصي الخشبية لمواجهة تلك العصابات المهربة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى