وتبقى عدن قلعة للحضارة

> حسين فروي

>
حسين فروي
حسين فروي
ما أجمل أن تكون عدن في حدقات العيون، وما أجمل أن تكون اللؤلؤة في العقد النظم، هذا هو شأن الحالمة عدن التي تغنى بها المثقفون والمؤرخون بأنها عنوان المدينة والثقافة والحضارة والقانون، المفرغة من الهوية والانتماء، المفتوحة بيوتها وحاراتها وبحرها وأهلها على فطرة الخالق من البراءة والوداعة والانفتاح على الآخرين، المتميزة بمركزها الحضاري ورفضها للتعصب، وتقربها من فعل الخير، وابتعادها عن الشر، السباقة في الحضارة في منطقة الجزيرة والوطن العربي، ضاقت من هول الكوارث والأزمات، التي طالت كل شبر من ترابها، وتكالبت عليها قبائل الغدر والشؤم.
لم تعد عدن حالمة، بل صارت مرتعاً لكل أفاك من حقدة ومتامرين ولصوص، تعيش أسرهم وعوائلهم كأنهم أمراء في زمن الانهيار، وانتفاخ البطون سقطوا في حب الخيانة راكضين وراء الإغراءات لبيع أنفسهم قبل أن يبيعوا غيرهم، ماذا جرى لعدن، سيل حارق للتخلف والفساد والنفاق لم تعهده عدن من قبل، جرف كل جذور الخير، التي زرعت على هذه الأرض ليستبدل ثقافة الفاسدين والمفسدين واللصوص والمزورين من عبث طال عدن. زادت المعاناة بين أوساط أهل عدن فانتشر الوباء والجوع والفقر، وزادت أحوال الناس سوءا، وظل الفاسدون هم فقط من يربحون، فالتطلع إلى مستقبل مملوء بالحب والصدق والشفافية بعيداً عن التعصب والتشنج والشطط وتخوين الغير، وعدم القبول بالرأي هو الذي سيعيد لعدن لونها وشكلها الداخلي والخاجري، وهذا لن يتحقق إلا من خلال وجود قيادات تسامح وتسود روحها المحبة والسلام، بعيداً عن الأنانية وحب الذات، وتفضل نفسه على نفوس الآخرين.
قيادات تعمل من أجل عدن والجنوب من خلال معالجة صرف المرتبات وحقوق الناس وتوفير الخدمات الضرورية والبحث عن تصحيح الأوضاع الأمنية وتوفير حياة أمنية ومستقرة من خلال منع المظاهر الملحة المنتشرة في عدن، وإنهاء الفوضى التي تعيشها عدن، وحالة التخبط في شوارعها وأسواقها، وإصلاح أوضاعها العامة، فما لبثت وحظت أقلامنا بعشرات المقالات فإن عدن أكبر من الكلمات وأرفع من أوصاف الدنيا، فالظلم له نهاية، ومصير من يتوهم أنه قادر على تشديد قبضته على عدن، وتهديد كل من يدافع عن كرامتها ومستقبلها فهو واهم وإلى زوال، فالشرفاء من أبناء عدن، والذين قدموا قوافل من الشهداء على مختلف الأعمال، هم القادرون على صياغة المستقبل لمدينة عدن ببراعم أكيد ستبقى عدن الحبيبة قلعة للحضارة ومعلماً تاريخياً يشهد لها الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى