إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.. (فيدرالية أو الموت)

> أنور محمد سليمان

>
أنور محمد سليمان
أنور محمد سليمان
لا يختلف اثنان أن الجنوب - في إطار الوحدة - تعرض لتدمير ممنهج شامل كامل (أرضاً وإنساناً وثروة وثقافة وهوية). بالمختصر المفيد، إن الجنوب قد أصابته منظومة علي صالح بدمار شامل كامل، وزادته منظومة الحكومة الشرعية فوق ما عليه من دمار دمارا، وما عليه من فساد فساداً، حتى بات طريحاً جريحاً مهشماً تحت الأنقاض.
ومع ذلك لا تزال الشرعية اليمنية تعزف على وتر (الفيدرالية)، تريد فرضها فرضاً على شعب الجنوب، ربما تحت شعار (فيدرالية أو الموت)، وعلى غرار (الوحدة أو الموت).. وكما ماتت الوحدة تحت إرادة شعب الجنوب حتماً ستموت الفيدرالية تحت إرادة شعب الجنوب.
(موت الوحدة) جاء بإقرار صريح ورد في البُعد السياسي للقضية الجنوبية من وثيقة الحوار الوطني، وبهذا النص:
«إن الوحدة اليمنية هي اتفاق بين دولتين كانتا طرفين سياسيين في الشمال والجنوب، إلا أن الممارسات العبثية والفتاوى التكفيرية خلقت قناعة كاملة عند عدد كبير من الجنوبيين بتقويض الوحدة السلمية، وأن مكانتهم في إطار دولة الوحدة - سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعسكريا وأمنيا - قد دُمِرت وأُصِيبت بمقتل».
إذاً.. (الوحدة اليمنية) ماتت ولم يعد لها وجود، وعاد (الطرفان السياسيان) الشمال شمالاً والجنوب جنوباً، لا يربطهما رابط غير (فترة انتقالية). وعلى ذلك تكون الندية الاعتبارية والندية التفاوضية بين الشمال والجنوب بديهية وملزمة أثناء الفترة الانتقالية وإلى حين «يلتزم فيها الجميع حلاً شاملاً وعادلاً للقضية الجنوبية يرسي أُسس دولة يمنية جديدة ذات صفة اتحادية مبنية على الإرادة الشعبية»، حسب نص وثيقة الحوار الوطني الشامل.
وبذلك يكون هذا الالتزام مرهونا (بالإرادة الشعبية)، فإن أراد شعب الجنوب أن يقبل بـ«دولة يمنية جديدة ذات صفة اتحادية»، أو أراد أن يرفضها، فلا إكراه في ذلك حتى لا يتكرر فشل الوحدة، وتتكرر انعكاساتها الخطيرة.
ومعلوم أن شعب الجنوب قد رفض مسبقاً كل أشكال الاتحاد مع الشمال في نضاله السلمي الطويل، ورفضها في تضحياته ومعاناته، ورفضها في مليونياته المتعددة، ورفضها شعب الجنوب في الواقع الجديد على أرضه واقعاً ثابتاً لم يعد بالإمكان تجاهله.. فلا حاجة لـ(استفتاء) كيدي يفسده (التغيير الديمغرافي) الذي أصابوا به الجنوب ولا يزالون تدميراً للبنية السكانية وبما يخدم أطماعهم، ويشكل (مؤثراً مباشراً وغير مشروع) لنتيجة الاستفتاء، وبما يزيد الأمر تعقيداً.
ما هو ثابت اليوم أن الجنوب يتجاوز مرحلة الشتات، ويبني سلطة مؤسسية سياسية وعسكرية وتنظيمية، ولو بحدها الأدنى، تتفوق به على الخلافات الداخلية والدسائس الخارجية، وتخترق به جدار الصمت والتغافل الإقليمي والدولي، لتؤكد أن شعب الجنوب جدير باستعادة وطنه وبناء دولته - الجنوب العربي - الاتحادية.
فهل نفهم أن (الفيدرالية اليمنية) ماتت قبل أن تولد، كما ماتت قبلها (الوحدة اليمنية).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى