انتباه.. هناك بريمر بنسخة معدّلة تحت عباءة الشرعية !

> أحمد عمر حسين

>
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين
لقد كان بريمر العراق عام 2003م صريحاً وواضحاً حينما اتخذ قراره السيء والظالم بحق حزب البعث العراقي، وكذلك بتسريح جيش العراق وأمنه بجرة قلم نازية وصب حقده على شعب العراق وجيشه وأمنه بشكل خاص، وعلى العروبة بشكل عام، والجميع هنا وهناك يدرك ما صار إليه الوضع في العراق وحتى اليوم وهو يدفع ثمن ذلك القرار الظالم.
ما حصل في المناطق المحررة والجنوب يشبه ما قام به بريمر العراق إلا أنه بنسخة معدلة وعلى استحياء.
فبريمر النسخة والمعدلة تحت عباءة من تسمي نفسها حكومة شرعية قام بتجويع ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن الجنوبي القدامى من خلال جعلهم لا هم بالأحياء ولا بالأموات، فهو يماطل ويقاتل في دفع الرواتب، وبعد عدة أشهر يقوم بدفع شهر واحد فقط، ولا ندري هل يتاجرون برواتبنا أم يسرقونها ويتقاسمونها فيما بينهم، كما فعل الحوثيون برواتبنا لأغسطس وسبتمبر وأكتوبر لعام 2016؟
إن بريمر المعدل الذي يتخفى في عباءة حكومة الشرعية يعبث برواتب وحقوق جنود وضباط يزيدون عن الستين ألفا، وهذا لعب بالنار، وستتضرر منه من تسمي نفسها حكومة الشرعية، وكذلك ستصل شرارة ذلك الملف إذا تفجر إلى منطقة الجزيرة والخليج العربي حيث أن الأرض متلاصقة بحدود برية وبحرية.
التجويع والسرقة المنظمة كأنما تريد أن ترسم سيناريو عراقيا آخر، ولا ندري هل التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات يدرك ذلك البعد، الذي يرمي إليه بريمر الشرعية، والتي ارتهنت ـ للأسف ـ لحزب وتنظيم الإخوان من خلال نسخته اليمنية (حزب الإصلاح).
إن الضغط الذي يمارسه بريمر الشرعية بهدف إرغام الآلاف من العسكريين الجنوبيين على التوجه نحو الإرهاب والقاعدة والدعشنة، كل ذلك يحصل خاصة في هذا الجانب، لإدراك أبناء الجنوب والعسكر بعدمية وخسران ذلك الطريق، وكذلك فإن بريمر الشرعية يضغط لتوجيه الجنوب نحو حرب أهلية ستضر بالجميع بما فيها دول الجوار.
صاحب الفكرة والعمل الذي يمارسه بريمر الشرعية معروف، وهو صاحب مقولة «يسقط حكم العسكر» في مصر وتونس.. إلخ.
نحن موظفون أصحاب خدمات جليلة تعدت الأربعين عاما، ولقد ساهم قدامى العسكريين الجنوبيين في ما تحقق من نصر لدول التحالف، وتثبيت الأمن والاستقرار، ومن حقهم أن ينعموا بحياة كريمة واستلام مرتباتهم شهرياً، والتي لا تكاد تفي بمتطلبات الحياة بعد الغلاء الذي تلى العاصفة، وطال انتظارهم لعودة الأمل الذي حولته أيادي بريمر الشرعية إلى استمرار الألم.
الجيش الجنوبي السابق مسيس بحكم تدريبه السابق «السياسي والعسكري» وهو لن يعدم الحيلة، كما التمست من كبار الضباط والقادة، الذين أكدوا أنه في حال استمرار هذا العبث فإن تكوين حزب سياسي وعسكري منهم هو الحل الأمثل ومد اليد للتعاون ولو حتى مع «الشيطان ذاته»!!.
أرجو الانتباه من أشقائنا في التحالف من ألاعيب بريمر الشرعية «النسخة العراقية المعدلة» فلقد سحب بساط الانتصار الوحيد من تحت أقدامهم، وها هو اليوم يستنزفهم ويجرهم نحو نشر الفوضى تحت سمعهم وبصرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى