اتهام النظام السوري بضرب "خان شيخون" بسلاح كيميائي وموسكو تعترض

> عواصم «الأيام» أ.ف.ب

> حملت الأمم المتحدة، أمس الأول الخميس، بوضوح، النظام السوري مسؤولية الهجوم بغاز “السارين” الذي تسبب بمقتل أكثر من ثمانين شخصا في بلدة "خان شيخون" في شمال غرب سوريا في إبريل، في وقت أكدت واشنطن أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في سوريا.
وبعد ساعات من نشر التقرير الصادر عن لجنة التحقيق الخاصة بهجوم خان شيخون والمؤلفة من خبراء في الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية، سارعت موسكو أمس الجمعة الى التنديد بـ “عناصر متضاربة” كثيرة في التقرير.
وطغى التقرير الدولي والتصريحات الأميركية على الإعلان الذي صدر أمس الأول الخميس عن جولة جديدة من المحادثات بين ممثلين للحكومة والمعارضة السورية في جنيف بهدف تسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات.
وخلص الخبراء إلى أن النظام السوري مسؤول فعلاً عن هذا الهجوم الذي وقع في الرابع من ابريل في خان شيخون في محافظة إدلب التي كانت تسيطر عليها فصائل مقاتلة معارضة وجهادية، وتسبب بمقتل 83 شخصا، بحسب الامم المتحدة، و87، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 30 طفلا.
وقال التقرير إن العناصر التي جُمعت تذهب باتجاه “السيناريو الارجح” الذي يشير الى ان “غاز (السارين) نجم عن قنبلة ألقتها طائرة”.
وأكد أن “اللجنة واثقة بأن الجمهورية العربية السورية مسؤولة عن إطلاق غاز السارين على خان شيخون في الرابع من ابريل 2017”.
لكن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قال أمس الجمعة لوكالة أنباء “انترفاكس” الروسية إن التقرير يثبت وجود “العديد من التناقضات وعناصر متضاربة واضحة واستخدام شهادات مشكوك بصحتها وأدلة غير مؤكدة”.
وأضاف “خلافا لمحاورينا الذين يستخدمون هذا التقرير كسلاح لتحقيق اهدافهم الجيوسياسية الخاصة في سوريا، قمنا بدرس مضمون الوثيقة بهدوء ومهنية”.
وأوضح ان روسيا، حليفة النظام السوري، ستقوم “بتحليل” كامل في وقت لاحق.
ونفذت الولايات المتحدة بعد هجوم خان شيخون ضربة عسكرية كانت الأولى ضد النظام منذ بدء النزاع، فأطلقت 59 صاروخا عابرا من طراز توماهوك من بارجتين أميركيتين في البحر المتوسط، في اتجاه قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية السورية (وسط). وتقول واشنطن إن الهجوم الكيميائي على خان شيخون تم شنه من هذه القاعدة.
وعلقت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي على التقرير، معتبرة أنّ على “مجلس الامن أن يبعث برسالة واضحة: أيّ استخدام للسلاح الكيميائي لن يكون مقبولا ويجب توفير دعم كامل للمحققين المستقلين”.
وأضافت: “أي بلد يرفض القيام بذلك لا يُعتبر أفضل بكثير من الطغاة والإرهابيين الذين يستخدمون هذه الأسلحة الرهيبة”.
أما وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، فاعتبر أن التقرير يُقدّم “خلاصة واضحة”، داعيا المجتمع الدولي إلى “الاتحاد من أجل تحميل نظام بشار الاسد المسؤولية عن الهجوم”.
وقال “أدعو روسيا إلى الكف عن دعم حليفها المقيت، وأن تلتزم بتعهّدها وهو التأكّد من عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا”.
وأحدثت الصور المروعة لسكان خان شيخون بعد الهجوم، وبينهم كثير من الأطفال، ذهولا لدى المجتمع الدولي، وشكّلت صدمة للعالم. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حينذاك نظيره السوري بـ “الجزار”.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الجمعة، إلى فرض عقوبات على الحكومة السورية. وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان “على مجلس الأمن الدولي أن يتحرك سريعاً لضمان المحاسبة عبر فرض عقوبات على الأشخاص والكيانات المسؤولة عن الهجمات الكيميائية في سوريا”.
وقال نائب مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش أولي سولفاغ إن نتائج التحقيق “تنهي التضليل والنظريات الخاطئة التي روجت لها الحكومة السورية”.
وقبيل صدور التقرير، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في تصريح “لا نعتقد أن هناك مستقبل لنظام الأسد، ولأسرة الأسد في سوريا”.
وأضاف من جنيف “أعتقد أنني قلت ذلك في عدد من المناسبات. عهد عائلة الأسد وصل إلى نهايته، والقضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك”.
ورد عليه السفير الروسي في الامم المتحدة فاسيلي نيبنزيا قائلا “يجب ألا نستبِق المستقبل. المستقبل وحده يعلم ما ينتظر كلا منا”.

جولة ثامنة من المحادثات
وقال دي ميستورا الذي كان تحادث أمس الأول الخميس مع تيلرسون “يجب أن نشرك اطراف (النزاع) في مفاوضات حقيقية”.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ان “روسيا اختارت باستمرار حماية الأسد (...)، ان هذا السلوك يقوض التوافق العالمي ضد استخدام الأسلحة الكيميائية”، متهما موسكو بـ “عرقلة الجهود لاظهار الحقيقة”.
وأضاف “أدعو روسيا الى الكف عن تغطية حليفها الشنيع”.
وأضاف إن “الافلات من العقاب غير مقبول. فرنسا تواصل العمل مع شركائها في نيويورك ولاهاي من أجل الخروج بخلاصات عملية من التقرير وتحديد الطريقة الأمثل لمعاقبة المسؤولين عن هذه الهجمات ومكافحة انتشار الأسلحة الكيميائية”.
ونفذت الولايات المتحدة بعد الهجوم ضربة عسكرية كانت الاولى ضد النظام منذ بدء النزاع السوري قبل ست سنوات، فأطلقت 59 صاروخا عابرا من طراز توماهوك من بارجتين أميركيتين في البحر المتوسط، في اتجاه قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية السورية (وسط). ومن هذه القاعدة، انطلق، بحسب واشنطن الهجوم الكيميائي على خان شيخون.
بدورها، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الى فرض عقوبات على الحكومة السورية غداة صدور التقرير.
وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان “على مجلس الأمن الدولي أن يتحرك سريعاً لضمان المحاسبة عبر فرض عقوبات على الأشخاص والكيانات المسؤولة عن الهجمات الكيميائية في سوريا”.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة حملت قوات الرئيس السوري مسؤولية الهجوم، لكن دمشق نفت اي تورط.
وتقول روسيا أن السارين الذي عثر عليه في خان شيخون مصدره انفجار قذيفة على الأرض وليس ناتجا من هجوم جوي سوري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى