القوات العراقية تسعى لقطع مصدر تمويل أساسي لأكراد العراق وسوريا

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب

> أمهلت القوات العراقية، أمس الجمعة، مقاتلي البشمركة الأكراد “ساعات” للانسحاب من منطقة حدودية مع تركيا يمر فيها أنبوب نفطي، في سعي واضح للضغط ماليا على إقليم كردستان في إجراء عقابي جديد على خلفية الاستفتاء على الاستقلال.
وعلى بعد مئات الكيلومترات في الصحراء الغربية، تواصل القوات العراقية هجومها على آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد، على الحدود مع سوريا.
في شمال العراق، أعطى طرفا النزاع روايتين مختلفتين للأحداث الجارية في اليوم الأول من الهجوم ضد الأكراد، أمس الأول الخميس.
فبحسب بغداد، استعادت القوات العراقية مع آلياتها المدرعة السيطرة على قرى عدة في المنطقة، متقدمة في طريق ترابية مع خوضها معارك عنيفة. في المقابل، يؤكد الأكراد أنهم صدوا كل الهجمات التي تعرضوا لها.
واستعادت القوات الاتحادية السيطرة على منفذ ربيعة، شمال غرب، على الحدود مع سوريا، بعد سنوات من سيطرة البشمركة، وفق ما أفاد مصور من وكالة “فرانس برس”.
وأعلن رئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم محمد بريسم العقابي، أمس الجمعة، استلام منفذ ربيعة التابع لمحافظة نينوى بعد انتهاء العمليات العسكرية.
وقال مسؤول أمني عراقي، طالبا عدم كشف هويته، لـ “فرانس برس”: “أمهلنا القوات الكردية ساعات للانسحاب من مواقعها في منطقة فيشخابور”. وأضاف أن “إطلاق النار متوقف حاليا، لكن هناك رشقات بين الحين والآخر”.
ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة، أمس الأول الخميس، بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى المعبر، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي.
وتقع “فيشخابور” على رأس مثلث حدودي بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، وتعتبر استراتيجية خصوصا للأكراد.
وسيطرت قوات البشمركة على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مرورا بالموصل في محافظة نينوى الشمالية، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم الدولة الإسلامية قبل ثلاث سنوات.
*عائدات نفطية وتهريب
ورغم استعادة القوات العراقية جميع الحقول النفطية في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمناطق المتنازع عليها مع أربيل في المحافظات الشمالية قبل حوالى اسبوعين، فإنها غير قادرة على تصدير النفط عبر الأنابيب الشمالية، بسبب الأضرار التي لحقت بها إثر العمليات العسكرية ضد الجهاديين، وأيضا لمرورها عبر أراض خاضعة لسلطة كردستان.
وأقدمت سلطات الإقليم نهاية العام 2013 على مد خط موازٍ إلى نقطة الالتقاء في منطقة فيشخابور مروراً بأربيل ودهوك، قطعت بموجبه الأنبوب الممتد من كركوك، وربطت الخط الجديد بالأنبوب الذي تمر عبره جميع الصادرات العراقية النفطية الشمالية إلى ميناء جيهان التركي.
ومنذ الثمانينات، يقوم العراق بتصدير “الذهب الأسود” عبر خط أنابيب يبلغ طوله 970 كيلومترا، يربط كركوك بجيهان عبر معبر فيشخابور.ولفت المسؤول العراقي إلى أن “فصائل كردية انفصالية تستميت في القتال دفاعا عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة، لقربها من حقلي الرميلان وكراتشوك النفطيين في سوريا”.
وأوضح أنه يتم “شراء النفط السوري عبر هذه المنطقة من عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، لعدم وجود منفذ لتهريب النفط إلى تركيا من جهة سوريا”.ووفقا للمسؤول نفسه، فإن الأكراد السوريين “يبيعون النفط عبر الشاحنات التي تمر من قرية المحمودية (العراقية) التي لم يسمح لسكانها بالعودة إليها منذ دخول البشمركة إلى المنطقة”.
واتخذت حكومة بغداد مجموعة من الإجراءات العقابية ضد أربيل بعد الاستفتاء الذي أجرته على الاستقلال عن بغداد في 25 سبتمبر، بينها غلق المجال الجوي على مطاري الإقليم.
*المعارك تتواصل غربا
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر، حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال جاءت نتيجته “نعم” بغالبية ساحقة.
وبادرت حكومة إقليم كردستان، الأربعاء، تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء، بعد الخسارة التي تعرضت لها على الأرض والضغوط السياسية الداخلية والدولية.
غير أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، رفض هذا المقترح، قائلا: “نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور”.
على الجبهة الغربية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، أكد ضابط برتبة عميد ركن لـ “فرانس برس” أن القوات العراقية المدعومة بفصائل من الحشدين الشعبي والعشائري “اشتبكت صباح اليوم (أمس الجمعة) مع عناصر تنظيم داعش (...) جنوب شرق “القائم”، بمختلف الأسلحة والعتاد، واستخدم فيها الجيش المدفعية وراجمات الصواريخ”.
وفي اليوم الثاني من انطلاق العمليات العسكرية ضد آخر معقل للتنظيم المتطرف، أشارت مصادر عسكرية عدة إلى أن القوات العراقية قتلت أكثر من 25 جهاديا، إلى جانب سقوط ثلاثة مقاتلين من الحشد الشعبي.
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ “آخر معركة كبيرة” ضد الجهاديين، ومن المتوقع أن تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور (شرق سوريا) إلى القائم (غرب العراق).
ومن المتوقع أن يخوض التنظيم معركة قاسية للحفاظ على مركز ثقله الأخير.
وأوضح الخبير حسن حسن، من معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط، ومقره واشنطن لفرانس برس: “إن هذه المنطقة تشكل مركز الثقل الحيوي لتنظيم الدولة الإسلامية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى