محمد علي أحمد: فقدان المرجعية أفقد الجنوب مكسب التحرير العظيم واستغلته الشرعية

> عدن «الأيام» خاص

> دعا رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب، محمد علي أحمد، الشعب الجنوبي وقياداته كافة إلى التوافق على “مرجعية وطنية من جميع المحافظات الجنوبية بحدودها وتقسيمها الإداري ما قبل عام 90”.
وحدد السياسي الجنوبي مهمة هذه المرجعية بالعمل “على قاعدة التمثيل الوطني من كل مديرية واحد، وبالتساوي، مع مراعاة واعتبار عدد زائد لمحافظة عدن بثلاثة أعضاء ومحافظة حضرموت بعدد زائد بعضوين على المحافظات الاخرى بحكم الكثافة السكانية والمساحة”.
وأصدر القيادي محمد علي أحمد ردا خص به «الأيام»، أمس، علق فيه على خطاب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي وصف فيه الرئيس هادي وبن دغر بأنهم "خبز وعجين" من صنعه هو.
«الأيام» تنشر نص الرد:
“بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ردا وتعليقا على كلمة "عفاش" وعلى ممارسات أتباعه وتلاميذ مدرسته بأسلوب أمنه القومي.
في السابق استخدم عفاش كل الاساليب لتدمير الجنوب ارضا وانسانا، وقام بطمس ممنهج للجنوب، ودرّب وعلّم الكثير من القيادات أتباعه على نفس الخطى والنهج، وأصبحوا تلاميذ له بل فاقوه علما وسلوكيات مُورست منهم على الجنوب في الماضي والحاضر.
واليوم علينا كجنوبيين معنيين بالامر ان نعمل على افشال ما عمله وزرعه عفاش وأمنه القومي عبره أو عبر من والاه من الآخرين، كما يجب على كافة النخب السياسية والاجتماعية الجنوبية الرد على مثل هذه التعبيرات والتصريحات لعفاش، وردهم تعبيرا منهم عن حرصهم على شعبنا الجنوبي الطيب المكافح، ونخوتهم وعزتهم وكرامتهم لن تقبل أن تهان أو يقلل عفاش من الجنوب وشعبه.
يا أبناء الجنوب الابطال.. هل ستعرفون ماذا يمثلون عليكم من ادوار بهدف الدفاع عن مصالحهم المكتسبة ظلما في الجنوب؟.
اعرفوا مكانتكم ودوركم والدفاع عن حقوقكم وافهموا ماذا يريدون وما قاله عفاش ونقلا عن لسانه مستعرضا ادواره حيث تكلم بثقة وغرور بأنه صاحب الكلمة والحكمة والمعني وصاحب القرار.
بينما يصدرون للإعلام معلومات وهمية وكاذبة بأنهم مختلفون ومتناقضون فيما بينهم البين وهدفهم من هذه المعلومات الكاذبة هو إلهاء شعبنا وتمرير مراحل صراعهم وإحراقها وفق إرادتهم، لكونها وهمية وكاذبة.
وللأسف، العديد من النخب السياسية يمرر عليهم ذلك وصدقوا تلك الاوهام وتعاطوها بجدية.
والسؤال هنا هل حان الوقت لتستفيدوا ونستفيد من تجارب ومراحل الماضي التي عانى منها شعبنا الويلات والمآسي والظلم والحزن بسبب الخدمات المتردية والمنقطعة كتعذيب للمواطنين حتى يخضوعهم بقبول الأمر الواقع.
ومن هذا المنطلق وعلى مستوى العمل والحنكة السياسية علينا مشاهدة ما يفعله ويقوم به عفاش، كل شيء بيده وهو من يدير ويؤدي الأدوار وأتباعه وتلاميذه وعملاؤه يسيرهم كيفما يشاء ويعتبرون كالعجينة من صنع يده وبسيناريو موحد، وفي نهاية القصة سيكون بطل الفيلم.. فهل من الممكن أن نتفهم ونتعقل ويتنازل الجميع لبعضهم البعض ونوحد كافة الأهداف الجنوبية لتنتصر قضيتنا الجنوبية التي أصبحت في خطر، ونفوت الفرصة على خصومنا وأعدائنا ونتوافق على تشكيل مرجعية وطنية من جميع المحافظات الجنوبية بحدودها وتقسيمها الاداري ما قبل عام 90م، والعمل على قاعدة التمثيل الوطني من كل مديرية واحد وبالتساوي، مع مراعاة واعتبار عدد زائد لمحافظة عدن بثلاثة أعضاء ومحافظة حضرموت بعدد زائد بعضوين، على المحافظات الأخرى بحكم الكثافة السكانية والمساحة.
ذلك التقدير ما هو إلا حرص منا على التمثيل الوطني للنجاح والتوافق للمرجعية المتفق عليها.. وبتقديرنا فإن عدم العمل بذلك يفشل ويقصي مبدأ وروح الشراكة في القرار والعمل، وبدون ذلك يخلق تشكيلات منفردة من دون اتفاق وتوافق.
علينا أن نخطو الخطوة الأولى، وهذا هو الحل للتوازن والتساوي بين المحافظات الجنوبية، لكون التوافق والاتفاق يولد الاستقرار والأمن والقوة والإرادة والقناعة والشراكة الشعبية، وبهذه الصفة تولد التنمية والبناء والاعمار للوطن وتخلق روح العدالة الاجتماعية، وتظهر الفوارق في التغيير والقدرة على الصناعة وقهر الطبيعة وتغييرها لمصلحة الإنسان عبر التنافس الشريف التنموي بين سكان المحافظات وصناع مجدها. ومن الممكن التعامل بالإنجازات الماضية لشعبنا كنسخة تعبر عن الإرادة وقوة الأمن والاستقرار التي يعرف بها شعبنا الجبار.
دعونا نحتكم للعقل والمنطق ونعمل دون مكايدة وعناد ونفوت الفرصة على من يريد فتنة المناطقية، وكذلك المتربصون والمراهنون على سقوط وتدمير الجنوب عبر تغذيتهم الصراع بين المناطق والمحافظات الجنوبية لتدمير أعظم وأروع هدف جنوبي تحقق وهو التسامح والتصالح، وهذا الهدف هو عدوهم الأساسي.
والأكثر غرابة ودهشة، على أي أساس نتصارع فيما بيننا البين، ونحن لا نملك سلطة ولا نفوذا حتى نتصارع عليه؟!، الجميع لا يملك سلطة أو نفوذا.. ولكن من أجل المكايده أكثروا من الكذب على الجماهير.
وهناك من يستغل العاطفة الشعبية ويزيف الحقائق ويدعي أن الجنوب محرر.. علينا الاعتراف جميعا منذ متى اصبحت المحافظات محررة، نعم بدم الشهداء الأبطال في المراحل الأولى للتحرير، تحررت المحافظات، ولكن بسبب فقدان المرجعية فقد الجنوب هذا المكسب العظيم، واستغل هذا المكسب من قبل شرعية السلطة التنفيذية والتي حلت بديلا من السلطة الثورية الجنوبية التي لا تملك المرجعية الموحدة.
أي نعم ضحى شعبنا وشبابنا وقاتلوا المحتلين قتال الأبطال الأشاوس وهزموهم، وساعدهم الأخوة في دول التحالف العربي، وقاموا بالدعم الجوي.
وهذه التضحية لم يُحافظ عليها من أجل مستقبل الجنوب المحرر بدماء أبطال الاحياء والشوارع في كل المحافظات، رحمة الله عليهم، والذين قدموا أرواحهم من أجل تحرير الوطن الجنوبي العظيم.
وكل ذلك تم باستغلال نصر أبناء الجنوب، وتسلق الآخرون سلم مجدهم لكون الجنوبيين بلا مرجعية قيادية تستغل هذه النصر، وتشكل قيادات أهلية في المدن وتشكل قيادات المؤسسات الأمنية والمدنية، وتدير النصر الثوري المحقق وتكون هي المرجعية لإدارة الجنوب وليس حكومة الشرعية كمثل ما يتعامل به حاليا، حتى وإن تمثلت بإخوتنا الجنوبيين، فالبرغم من أنهم إخوتنا وجنوبيون ولكن ما هو موقفهم السياسي؟ فإن كانت دوافعهم مع الوحدة اليمنية فمشروعهم لا يعني الجنوبيين ويعتبر وجودهم حاليا ما هو إلا من أجل الأمن والأمان وتسيير الحياة المدنية بسلطة تنفيذية ملزمة وحتى يتوافق ويتفق الجنوبيون ويقررون المرجعية الجنوبية، فهي القيادة الشرعية المنبثقة من الحراك الجنوبي السلمي الموحد، فالقيادة يجب أن تكون باسم الجنوبيين وباسم الحراك الجنوبي ما لم فقدت المضمون والشرعية، وحتى يصبحوا ممثلين للجنوب، كما هو حاصل في الشمال بـ(أنصار الله) بعد اتفاق السلم والشراكة في صنعاء وبرعاية أممية.
لقد تم التآمر على الحراك الجنوبي وابتدأوا ذلك من مؤتمر الحوار وما بعده حتى قيام الحرب وأبعدونا - مع الأسف - بسبب افتقار الحراك إلى القيادة المرجعية، ونتيجة لذلك يتم صهر وتذويب الحراك الجنوبي بمكونات سياسية جديدة تخدم مشاريعهم الخاصة مما سببت العديد من الصراعات السياسية الراهنة بوقتنا هذا، وخلقوا التعارضات والتناقضات والتهم والفرقة وبث المناطقية بالنكاية السياسية.
وكما فعلوا وأعدوا لها للاستحواذ على نصر الجنوبيين أوهموا الجميع بتحرير المحافظات الجنوبية المزيف، بينما لا يمتلك قائد جنوبي أي سلطة في محافظته بدون الرجوع إلى الشرعية.
علينا الإدراك والمعرفة بما تعنيه الشرعية وسلطتها، فلا يحتالون على الناس بممارستهم الزيف السياسي، وحتى الشرعية لا تملك شرعية ولا نفوذا مطلقا بسبب القرار (٢٢١٦) لكون اليمن تحت البند السابع ودول التحالف العربي مكلفة من الدول العشر الراعية بالوصاية.
كما أن الشرعية نفسها وبكافة أجهزتها الحكومية والتنفيذية لا تمتلك أي سلطة إلا بإذن من دول التحالف.. وندعوهم إلى الكف عن الكذب على شعبنا بادّعاء أن المحافظات محررة، بينما يفتقرون لسيادتها وهم عاجزون أيضا عن تحرير بعض أطراف المحافظات الجنوبية، التي لاتزال تحت سيطرة المعتدين على الجنوب أرضا وشعبا.
فهذه الأساليب الكاذبة والخادعة ما هي إلا سلوكيات يدغدغون بها عواطف المستضعفين البسطاء، ومن العيب عليهم الكذب والدجل والخداع وإيهام المواطنين حتى يمرروا عليهم مشاريعهم الواهية ويعلنوا عنها مخاطبين الجماهير عبر المناسبات الوطنية بالوعود بالمستقبل الرائع والتي تنتهي (هذه الوعود) بنهاية المناسبة الاحتفالية.
إننا نأمل من الجميع التنازل لبعضنا البعض بهدف إرضاء الشعب الجنوبي العظيم الذي أعطانا جميعا ثقته وأيدنا وتجاوب مع الكل وهدفه الاستغاثة والنجدة من العبث والبلطجة والعمل الجاهلي والانتقام والحقد الدفين.
إن هذا الشعب عظيم ومناضل ولكنه للأسف يفتقر للقيادة.. فهل من الممكن أن يستيقظ الجميع من سباته ونومه ويتعامل بالفهم والإدراك بما يقوله الناس عنا؟، فلماذ لا نأخذ من تجارب المعارضين لنا في الشطر الشمالي ونتفق كما هم متفقون، ونعمل من أجل الجنوب ونعطي الثقة لرموزنا ومناضلينا، ونحاسب من يخل بثوابتنا الوطنية ونتخذ المواقف ضدهم وإن عملوا أو أخلوا بقضيتنا وهدفها الوطني وبدون عواطف أو تحيز مناطقي أو قروي، ومن يرتكب خطأ أوقفناه.. وإن سعوا وعملوا بإيجابية ونصر لقضيتنا فعلينا جميعا حمايتهم وندافع عنهم الدفاع الوطني وليس الدفاع والحماية للولاء للقريب أو المنطقة أو المحافظة.
علينا أن نتذكر السنوات الماضية عندما كانت هذه الأسباب الذاتية غائبة، وكيف كان الحب والتضحية العظيمة وكل منا يفدي رفيقه بنفسه بالموت وبإخلاص عظيم.
إن الله عز وجل خلق عباده بتفاوت ومواهب وعطاءات، ويجب علينا استغلال ذلك بالعمل بالكادر الصحيح ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب دون العمل بالمحسوبية والولاء، ونترك الكادر بسبب التحريض والمخاصمة وبدوافع الأعداء الذين لا يريدون لنا أن نعيش أحرارا وكرماء من خلال هذه الظروف التي توفرت لنا أكثر من الماضي السحيق.
أتمنى أن يوفقنا الله للعمل الموحد من أجل الجنوب العظيم، وهذه ملاحظتي وتعليقي على آخر خطاب وكلمة لعفاش المنشورة والمعلنة بالصوت والصورة.
إخوتي الأعزاء..
لقد وصلت لدينا العديد من الرسائل بخصوص بعض المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد (تويتر)، حيث إن هناك شخصا ينتحل اسمي وشخصيتي ويغرد بتغريدات مسيئة للعديد من الاخوة الجنوبيين لتبث الشقاق في أوساطنا الجنوبية.
وإنني شخصيا ومن خلال كلمتي هذه أعلن للجميع بأن لا وجود لأي صفحة تخصني أو تخص إدارتنا بكل مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يلزمنا أو يعنينا نحن قيادة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب سوى موقعنا الرسمي لمؤتمرنا الوطني، وهو موقع إلكتروني واحد ومعروف”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى