تجييش متبادل لطرفي الصراع يخيم من جديد على صنعاء.. صالح يستحدث معسكرا لتدريب المقاتلين والحوثيون يوجهون عقال الحارات بجمع الشباب لتجنيدهم

> صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي

> أصدرت جماعة الحوثي توجيهات لعقال الحارات في صنعاء بضرورة جمع مقاتلين للتحرك إلى الجبهات بعد خسائر فادحة منيت بها في مختلف جبهات القتال، آخرها مقتل خمسة من القيادات الميدانية في نهم أمس وامس الاول.
وأفاد عدد من عقال الحارات في صنعاء «الأيام» بأن “تعميما وصل إليهم من جماعة الحوثي بضرورة جمع أكبر عدد من الشباب الراغبين في الانضمام إلى الجبهات ضمن تشكيلة (اللجان الشعبية)”.
وأكد العقال أن “التوجيهات تزعم أن الجماعة ستقوم بترقيم كل من ينضم وتجنيده رسميا ضمن قوات الحرس الجمهوري”، مضيفين بأن “المشرفين سيتكفلون بتدريب الشباب قبل إرسالهم إلى الجبهات”.
وأكد مصدر أمني أن “الجماعة تهدف إلى تجييش أكبر قدر ممكن من أبناء صنعاء وتجنيدهم ضمن صفوفها، خاصة بعد أنباء عن تحرك حزب المؤتمر للاجتماع بعدد من القبائل في طوق صنعاء، لعدم تلبية دعوات جماعة الحوثي، ويأتي ذلك في إطار الصراع الساخن بين الجماعة والرئيس اليمني السابق، الذي يقوم هو الآخر بحشد قدر أكبر من الموالين له إلى معسكر الملصي، الذي يقوده نجل شقيق صالح”.
وعلمت «الأيام» إن المعسكر يستقبل منذ أيام العشرات من المتطوعين القبليين للقتال، بينما تشهد صفوف الجنود الحقيقيين التابعين لألوية الجيش عزوفا عن القتال بسبب عدم صرف الحوثيين وشريكهم المؤتمر رواتبهم لأكثر من عام في ظل ظروف قاسية يعيشها منتسبو الجيش وعدد من موظفي الدولة في مناطق سيطرة الانقلابيين.
*صدام وشيك
وفيما يبدو، فإن هناك استعدادا وشيكا للمواجهة الحتمية بحسب مراقبين للوضع في صنعاء، يحشد نجل شقيق صالح أبناء قبيلته سنحان والقبائل المجاورة لها، كبلاد الروس وخولان وبني بهلول جنوب صنعاء، للانضمام إلى المعسكر الذي يقوده.
وقال قائد عسكري لـ«الأيام»: “إن المعسكر استطاع تخريج (400) جندي بعد تلقيهم دورات تخصصية نوعية في القنص والاقتحام”.
وبحسب المصدر “فإن المعسكر استقبل خلال الأيام الماضية ما يزيد على (1000) مقاتل، معظمهم تم استدعاؤهم من منازلهم بعد طردهم من معسكراتهم من قبل مليشيات الحوثي.
وأكد المصدر لـ«الأيام» أن “معظم الجنود هم من وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي كان يرأسها نجل أحمد علي عبدالله صالح قبل إقالته من قيادة الحرس وتعيينه سفيرا في دولة الإمارات”.
ويتولى نجل شقيق صالح (طارق) قيادة ما تبقى من وحدات الحرس الجمهوري، في ظل معارضة الحوثيين، واشتراطها تعيين شقيق زعيم الجماعة عبدالخالق الحوثي، وهو المسؤول الثاني بعد محمد علي الحوثي عن جبهات القتال للجماعة، وبالذات الجبهة الشرقية نهم ومأرب. وترى المصادر أنه رغم التسويات التي توصل إليها الطرفان بشأن تخلي الأخير عن قيادة الحرس إلا أن هناك رفضا مبطنا وعرقلة واضحة لتعيين طارق صالح أو أي من الموالين لصالح في هذا المنصب.
ويخشى الحوثيون أي تحرك لوحدات الحرس الجمهوري حتى بعدما قامت بقص أجنحتها من بوابة الرواتب، إلا أن الخوف لايزال يسيطر عليها، لكون تلك الممارسات، طبقا لقادة عسكريين لـ«الأيام»، زادت من عداوة هذه القوات للحوثيين وجماعته.
ولم يسمح الحوثيون لصالح ونجله بإعادة قوات الحرس لمعسكراتها، لاسيما في ظل اتهامات للحوثيين بتجميع القوات لتكون صيدا ثمينا لطائرات التحالف، ما جعل آلاف الجنود يرفضون دعوات الحوثي العودة لمعسكراتهم بدعوى لجان الرواتب، ومنها ما حدث للقوات في معسكر الاستقبال بذمار قبل أيام.
*معسكر الملصي
منع الحوثيين صالح من إعادة قوات الحرس تحت قيادة طارق جعله يلجأ لإنشاء معسكر أسماه معسكر “الملصي” الذي قتل بغارة للتحالف في نجران على الحدود السعودية، ويحشد إليه المئات، الأمر الذي أزعج الحوثيين مرة أخرى، وجعل إعلامييه ووسائل التواصل الاجتماعي يشنون حملة تتهم طارق صالح بالخيانة، وتطالب بضرورة تقديمه للمحاكمة، فيما طالب آخرون بإغلاق المعسكر، لانه خارج نطاق سيطرة وزارة الدفاع، حسب تعبير المصادر.
وفي اليومين الماضيين طرح ناشطون حوثيون في منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، تساؤلات عن عملية التجنيد في عدد من المعسكرات السرية التابعة لطارق.
وعبر كتاب حوثيون عن ريبتهم من عمليات التجنيد التي تتم في معسكرات تدريب تم إنشاؤها من قبل طارق بشكل غير قانوني وخارج إطار وزارة الدفاع، التي تشرف على مثل هذه الأعمال وهو من اختصاصها.
وقال الناشطون إن أكثر ما يثير الشكوك حول هذه العناصر هو أين يتم توزيعهم بعد تخرجهم من تلك المعسكرات؟ على الرغم من نفي قيادة الجيش واللجان الشعبية وصول أي مقاتل إلى أي جبهة في الداخل أو الخارج قادم من معسكرات طارق.
وأكدت وسائل إعلام حوثية أن هؤلاء خليط من بعض مجندي الفرقة الأولى مدرع، التي كان يقودها علي محسن الأحمر وآخرين من أصحاب السوابق، وقد تم استقطابهم خلال الأشهر الماضية من مختلف المحافظات وإلحاقهم بمعسكرات تابعة لنجل شقيق صالح.
*تهديدات الحوثي
وعلى ذلك تستمر تهديدات جماعة الحوثي لصالح، حيث تصر الجماعة على ضرورة السيطرة على التباب الجبلية المطلة على منطقة حدة جنوب صنعاء، والتي تقع في نطاقها أكثر منازل قيادات حزب صالح ولجنته الدائمة بما يمكن الجماعة من رصد تحركاتهم بدقة.
وأعاد الحوثيون قبل أيام، بقيادة نائب وزير الداخلية أبو التكرار عبدالحكيم الخوداني، محاولاتها لاحتلال تبة الريان ومساحة الأرض الشاسعة بالقرب من جامع الصالح بمنطقة السبعين.
وأكدت مصادر قبلية لـ«الأيام» أمس الأول قيام رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي بتوزيع أسلحة، تم نهبها من ألوية الحراسة الرئاسية، على مشايخ بارزين في مديريات طوق صنعاء، وهي من نوع “كلاشنكوف ايكي، ومسدسات كلوك” في محاولة حوثية لشراء ذمم المشايخ وضمان ولائهم للجماعة وتوجهاتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى