مبادرة لإصلاح طريق ودنة الجبلية بردفان لحج.. الأهالي يناشدون الجهات المختصة والمسئولين والمنظمات الداعمة زيارة المنطقة والاطلاع على أوضاعها

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

> تقع منطقة ودنة الجبلية في أعلى جبال ردفان، وهي قريبة من مدينة الحبيلين عاصمة ردفان، وتبعد عنها بحوالي 20 كيلو مترا تقريبا، وإدارياً تتبع مديرية حبيل جبر بردفان محافظة لحج، وتقع في الجزء الشرقي للمديرية، ويقطنها أكثر من ألف نسمة.
تضاريس المنطقة جبلية تقع على سفح جبل وصلت إليه القوات البريطانية أثناء احتلالها للجنوب آنذاك، وجعلت منه موقعاً استراتيجيا ومطاراً لانطلاق طائراتها لقصف مناطق ردفان في أيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م.
منطقة ودنة يقطنها سكان من الطبقة الفلاحية ومحدودي الدخل، واتخذ سكانها من الزراعة مصدرا لكسب الرزق عن طريق الاستفادة من مياه الأمطار وخزنها في السدود التي بنوها للاستفادة منها في الزراعة، وفي توفير وخزن المياه طوال العام.
في تلك المنطقة واجه السكان ظروفاً قاسية بسبب عدم وجود طريق آمنة للعبور ليوفروا احتياجات العيش لتسهيل أمور الحياة اليومية.
«الأيام» تواجدت في المنطقة وخرجت بحصيلة عن المبادرة الأهلية لإصلاح الطريق التي استبشر الأهالي وفرحوا ببداية العمل فيها في ثمانينيات القرن الماضي، لأنها مثلت مصدر إنقاذ لهم.
لم تكن وسائل العيش متاحة لأبناء تلك المنطقة منذُ وجودهم عليها، فقد كانت كل الخدمات غير موجودة وأبرزها الطريق التي دائماً ما تشكل عائقاً أمام استقرار الحياة لأي منطقة جبلية.
عناءومشقة
يوضح المواطن ثابت نصر مقبل جانباً بسيطاً مما عاناه السكان لسنين مضت قائلاً: “بُذِلت جهود جبارة ليس لها مثيل في سبيل وصول المشروع العملاق الخاص بالطريق التي تربط المنطقة ببقية المناطق الأخرى بعد أن كانت شبه معزولة وكان الماء لا يصلها إلا عن طريق رؤوس النساء وأظهر الرجال على مختلف الأعمار ومختلف الحالات الصحية”.
ويضيف: “شكلت الطريق عائقاً كبيراً وبسببها لا يتحصل أهالي المنطقة على المواد الغذائية إلا بعد عناء شاق يتحملونها لعدة كيلومترات في مجرى السيل والشعاب والصعود إلى تلك المنطقة الواقعة على قمة الجبل”.
وقال أيضاً: “توقفت المعاناة والهم عندما بذلت جهود جبارة من قبل ذلك الرعيل من المناضلين وشخصيات المنطقة في الثمانينات، وأطلقت مبادرة لمتابعة المسئولين والوقوف على أبواب الحكومة وأصحاب الشأن آنذاك رغم شحة وضعف إمكانيات المتابعة التي حصلوا عليها مما كسبته أيديهم”.
ويتابع: “وبفضل من الله ثم من أبناء المنطقة الذين كان لهم دور ومشاركة مشرفة وبارزة ضد الاستعمار البريطاني، ومن شخصياتها الفقيد المناضل الشيخ ثابت يحيى عقيل، ومعه الأيادي المساندة التي سعت كثيراً وأبت إلا أن يحققوا ما يطمحون إليه حتى تم ذلك بالتجاوب معهم، من قبل وزير الدفاع آنذاك هيثم قاسم، وعدد من المسؤولين في المديرية والمحافظة، حتى تحقق الحلم الذي رأوه مستحيلاً، وبدأ العمل في إصلاح تلك الطريق الجبلية الشاهقة التي ظل السكان قبلها يكابدون المعاناة، وفرحوا كثيراً بهذا التحول والمنجز وتوديع المعاناة التي تكبدوها طيلة سنوات، وبسبب تلك الطريق الوعرة قبل إصلاحها سقط العديد من الناس ضحايا، وكان العمل فيها وإصلاحها في نهاية الثمانينات، حيث تم إدخال التيار الكهربائي للمنطقة في عام 2012م بعد متابعات وجهود بذلتها شخصيات المنطقة”.

نجاح في زمن الكفاح
عن حال تلك الطريق الوعرة وبعد العمل فيها، فواز الحافي، وهو شاب من أبناء المنطقة ويعمل صيدلانيا، قال: “حقبة ثمانينات القرن الماضي بدأت بمنجز الطريق ولا تزال بصمات تلك المنجز خالدة حتى يومنا، وهنا نتحدث عن إشادتنا بتلك المبادرة الأهلية التي كان لأبناء المنطقة إسهام في إصلاح الطريق بنسبة 80 بالمائة، وبفضل متابعة شخصيات المنطقة حصل من بعدهم الأجيال على الأمان في العيش والتعليم”.
وأضاف: “كان ذلك كفاحا في زمن قلّت فيه الإمكانيات، وهذا كان يعد تحليقا في سماء الإنجازات التي لا تعرف الانكسار في زمن المناضل الفقيد الشيخ ثابت عقيل، والشهيد راجح لبوزة قائد ثورة أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني، ما عكس ذلك الصمود والنضال بصمات لدى أبناء المنطقة سواء من حيث تأسيس الطريق أو المدرسة التي بنيت في المنطقة، فاستبشر أهالي المنطقة حينها وفرحوا بهذه المشاريع الحيوية، ونتمنى أن تتحقق بقية احتياجات الاهالي هنا في منطقة ودنة”.

وعبر فواز عن خشيته على الطريق التي تتعرض حاليا للأضرار نتيجة السيول.. ويطالب بأن تستمر المبادرات والجهود التي تسهم في تأمين هذه الطريق التي تحتاج إلى تأهيل، وقال: “تم طرح فكرة أن تقوم شركات الاتصالات اليمنية النقالة بدعم مالي سنوي للمنطقة لتأهيل الطريق بسبب تعرضها للأضرار الموسمية، نظير المواقع التي تنصب فيها معداتها الخاصة بالتغطية في جبل المنطقة”.
الحاجة لترميم الطريق
يتحدث رئيس مجلس الآباء في المنطقة ناظم ناصر جابر، عن مدرسة المنطقة المسماة باسم الشهيد أحمد حسين، وقال: “بداية نشكر صحيفة «الأيام» التي تعد الوسيلة الإعلامية الأولى التي تزور المنطقة وتنقل معاناتها”، وأضاف: "إن الحديث عن المبادرة الاجتهادية الأهلية التي أوجدت الطريق في الثمانينات تعتبر نموذجية لأنها أزاحت معاناة كبيرة عن الأهالي، ونربط ذلك الماضي الذي عرف بالكفاح ليكون حاضراً لدى الجيل الحالي، والذي يجب أن يتحمل المسئولية في جلب الخير والمشاريع لمنطقتنا الجبلية الشاهقة، فالوسائل متاحة ومتوفرة للمتابعة في وقتنا الحالي، عكس ما كان في ذلك العقد”.
ويواصل: “حالياً لدينا وسائل اتصال بالإمكان إيصال الرسالة بسهولة لكل الداعمين إذا ما توفرت الإرادة والنية للمتابعة للحصول على الدعم من قبل الخيرين والمؤسسات”.
وقال أيضا: “هناك وعود بترميم طريقنا ورصفها من قبل الصندوق أو المنظمة التي تعمل على تنفيذ مشاريع خزانات المياه، وقد عملت في عدد من المناطق السهلية والجبلية، وإلى هذه اللحظة لم يبدأ الترميم والرصف، وعبر «الأيام» نوصل رسالتنا لتحقيق ذلك، فمنطقتنا تعاني من نقص الدعم في عدد من الجوانب، كما ندعو عبر «الأيام» كل المسئولين في المديرية والمحافظة وكذا المنظمات إلى زيارة منطقتنا وغيرها من المناطق الجبلية للاطلاع على احتياجاتها لدعمها لكونها مناطق جبلية، يصعب الوصول إليها بسهولة”.
تقرير/ رائد محمد الغزالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى