الصيارفة بلا بريك والدكاترة نائمون !!

> راؤول السروري

>
راؤول السروري
راؤول السروري
تقسيم اليمن إلى دولتين، لا يعني بالضرورة أن الجنوب سيعادي الشمال، إلا إذا ما اختارت الأخيرة العداء.. كما أن ذلك أيضا لا يعني بالضرورة التنازل عن ثروات جنوبية سيادية لعصابة ستحكم شمالا.
وحتى ذلك الوقت لا يمنع من التعاطي مع المتغيرات المؤثرة والاستفادة من الفرص لفرض أمر واقع يخدم بناء الإنسان بعيدا عن التبعية المفرطة، محافظا على العلاقات والمصالح المتبادلة بين الشعوب والدول بمرور الزمن.
ومرحلة البناء الإنساني هي مرحلة مهمة وأولية لقيام الدول والحضارات.. كما أنها تعطي مؤشرا طبيعيا وحقيقيا لتوجّه ونوايا السلطة الحاكمة في البلاد.. فالبعض يعتقد أن بناء الإنسان يتمثل في التعليم فقط، والآخر ينظر إليه من وجهة نظر الأخلاق.
والحقيقة، إن بناء الإنسان يعني تضافر التعليم مع الأخلاق في ظل حرية تمكنه من التفكير والتدبر، ومعرفة توصله لقرارات صائبة، وهذا ما لم نلمسه من الحكومات المتعاقبة منذ ستينيات القرن الماضي في بلادنا خاصة، والدول العربية ككل دون استثناء.
وبسؤال العامة: لماذا لا تريد أن يتمتع الجنوبيون بأرضهم ؟، يجيبك مسرعا بما تتناقله وتوجهه - بجهل - الأحزاب السياسية التي لم تفلح في الماضي.. دون أن يسمح لنفسه بالتأمل والتفكير وربط الإجابة بقناعة شخصية له انبثقت من معطيات. بالمقابل ترى الآخر يحرّض على الانفصال، لأن ذلك يصبّ في مصلحة حزب أو فئة ينتمي إليها!!
وكل تلك الإجابات تشكل سببا رئيسيا للوضع الذي نعيشه اليوم، حيث يتم تغذيتها من جهات داخلية وخارجية تريد الوضع أن يبقى هكذا.
ووسط تلك الوقائع والأحداث ترى الإنسان اليمني يتوحش ويتجه نحو الجهل والهدم والتقوقع في إطار قبلي أو مذهبي لا يقبل بالآخر، عالما ومتأكدا في قرارة نفسه أنه مخطئ، وهذا ناتج عن الجهل الذي استفحل لدى الكثيرين وإن كان البعض منهم حاصلا على شهادات عليا.
وفي الجنوب فقط نجد عدد أساتذة الاقتصاد والإدارة والمالية يوازي عدد الألوية المتشكلة حديثا لحمايته، ولكننا لم نرَ آثارهم في هذه المرحلة، بالرغم أن ما ينفق عليهم يشكل كاهلا وعبئا على الإنفاق الحكومي، حيث لم تستفد منهم البلد حتى الآن بشكل ملموس.
وما زال المجتمع في جهل وعداء شديدين إلا من رحم ربي، ولذلك تقرع طبول الحرب باستمرار.
ولأننا أمة لا تعلم، ولأننا أمرنا أن نقرأ ونتفكر بعيدا عن العصبية والتبعية والجهل والمناطقية، وقياسا لوضعنا الآن بعهد ما قبل الإسلام الذي سمي بالجاهلية، والذي سادت فيه الأخلاق والمصداقية، فما يمكن أن نقول عن حالنا اليوم ونحن مسلمون موحدون!!
وحقيقة إن المتعلم الذي يرتبط بلقب علمي او شهادة عليا لا يمكن لعلمه أن يُترجم إذا لم يعكس آثاره العلمية على الواقع وبشكل ملموس ولو كان في أضيق الحدود الممكنة.
فمن خلال واقعنا اليوم المتمثل بسقوط مستمر للبنك المركزي اليمني الذي يشكل أحد أركان وقوام الدولة، بالرغم من وجود الكثير من حملة الشهادات العليا في البلاد يدلل على عدم اجتهادهم في إثبات علمهم بشكل واقعي يلتمسه المواطن والوطن، بل لم يكلفوا أنفسهم بشكل أو بآخر لتشخيص المشكلة الأساسية، ووضع الحلول الممكنة على المدى القريب و البعيد أيضا.
ومن نراهم اليوم في صراع سياسي تعدى الحدود الممكنة والمسموحة له أخلاقيا وانتقل لسباق هدم متسارع لكل مقومات الدولة، طامحين - أي المتسابقين - في جمع أكبر قدر ممكن من الأموال غير المشروعة عن طريق المناصب، متناسين أن معالجة الآثار لن تكون سهلة على الإطلاق بالأمد القريب، مبررين لأنفسهم بالصراعات الدولية التي لا ننكرها، ولكننا لا نتفق مع تبريراتهم.
وأخيراً، نذكر المتخصصين والمهتمين بضرورة استدعاء وإحياء موضوع العملة الوظيفية في البلاد في نقاشاتهم ومحاضراتهم وأبحاثهم بشكل علمي ومهني يوضح الأمر، وذلك لوضع الحلول حتى وإن كانت على أوراق لا تبالي بها القوى السياسية المتصارعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى