> شهدت أسعار المواد الغذائية التموينية الأساسية، على مدى أشهر، ارتفاعا مخيفاً بلغ ضعف ما كانت عليه في السابق، وأهمها سلعتا الأرز والسكر، وسط تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وهو ما يثير مخاوف المواطنين من انهيار شامل للاقتصاد في الأيام القادمة.
وفي مسح أجرته «الأيام» أمس الأربعاء في أسواق بيع المواد الغذائية بالجملة في عدن أفاد تجار أن الارتفاع لم يطرأ بشكل مفاجئ بل تدرج منذ مطلع العام الجاري، مواكبا لانحدار وتدني العملة المحلية (الريال) أمام العملات العربية والأجنبية أهمها الدولار، بالإضافة إلى أسباب ثانوية أخرى كانعدام السيولة النقدية لدى البنك المركزي وغير ذلك.
وأضافوا في ردودهم على أسئلة «الأيام» أن بروز ارتفاع الأسعار بشكل سريع وعلى وقع ملاحظ برز بشكل جلي خلال شهر أكتوبر الماضي ونوفمبر الحالي، والذي شهد الأخير سرعة كبيرة في سقوط الريال اليمني إلى مستوى غير مسبوق وسط توقعات باستمرار هبوطه.
وهبط الريال أمس الأربعاء إلى مستوى متدنٍ جديد بلغ 453 ريالا للدولار الواحد.
وقال محمد ناجي، تاجر جملة بعدن: "إن الأزمة لم تعد تقتصر على الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية الأساسية، ولكن الأزمة الكبرى تتمثل في اختفاء عدد كبير من الأصناف وكذا امتناع وكلاء عن بيع عدد من الأصناف التموينية والأساسية بكميات كافية للأسواق بسبب معرفتهم بوجود ارتفاع أكبر من الذي تشهده الأسواق اليوم مع تحكم ظاهر بالأسواق في ظل غياب تام للحكومة وضعف دور الرقابة التموينية".
وأشار تاجر آخر إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسب تصل بعضها إلى 100% خلال الأيام الماضية، في حين زادت أصناف أخرى عن قيمتها الأساسية بنسبة تبلغ 50%، لتتراوح بقية السلع بين هاتين النسبتين بنسب متفاوتة.