قــصـة شهـيد "محمد نهاد عبدالجبار " (الشهيد الساجد)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> عندما بدأت مليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية باجتياح مديرية خور مكسر بعدن شمر شبابها سواعدهم ووقفوا صفا واحدا للتصدي لهجوم تلك القوات المعادية، وشكلوا سدا وسياجا منيعا وتعاهدوا بأن لا يسمحوا للعدو أن تطأ أقدامه مدينتهم.
محمد نهاد (16 عاما) كان أحد شباب خورمكسر البواسل (حي لينين)، الذين وقفوا في وجه العدوان الغاشم وقاتلوا قتالا ضاريا لمنع المليشيات من التوغل إلى المدينة، واستشهد بالقرب من القنصلية الروسية برصاصة أحد قناصة المليشيات الانقلابية، وذلك في 13/4/2015م.
بعد استشهاد زميله محمد نهاد كتب فواز باشراحيل (الذي هو الآخر استشهد بعده بستة أيام) في صفحته على “الفيس بوك” عن قصة استشهاده فقال: “نظر محمد نهاد إلى عدوه ثم تأكد من عدته وعتاده، ثم كبر (الله أكبر) وخرج إلى منتصف الشارع وضغط على زناد سلاحه ولم يتركه حتى نفدت ذخيرته، ثم عاد إلى الموقع الذي كنا متواجدين فيه، وهو يردد قول الله تعالى: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”، حيث كان هناك أحد أصدقائه يراقب ما يفعله محمد ويتشجع بشجاعته.
ثم أعاد محمد نهاد الكرة مكبرا الله ومرددا بعض آيات كتب الله، وتوقف بشكل مفاجئ ثم وضع سلاحه على الأرض باتجاه القبلة فسجد وكبر صديقه الذي كان في المقدمة معه، ثم كبر باقي رفاقه (الله أكبر)، لقد استطاع محمد نهاد حصد عدد من عناصر المليشيات الانقلابية، فتعالت تلك التكبيرات حتى أرهبت صداها أولئك الغزاة”.
ويقول باشراحيل أيضا في صفحته: “يقول صديقه بعد أن طالت فترة سجود الشاب محمد نهاد.. (كفاك يا محمد، هيا بنا نرحل)، ولكن محمد لا يستمع لأحد هنا، فتقدم نحوه وهو يناديه (محمد.. هل تسمعني) ثم تلمس جسده الطاهر الساجد فإذا به قد ارتقى شهيداً إثر طلقة بالرأس.. فصرخ صديقه (يا شباب.. يا رجال محمد نالها..! كم حدثنا بها!! كم قال عنها!، يا شباب.. محمد عريس وحوره أقبلت.. يا رجال ها هو يبتسم ابتسامة العريس.. يا شباب محمد شهيد في سبيل الله والأرض والعرض).
و ارتبك الشباب - رفاق الشهيد محمد - من يخبر والده؟ من يبشره بأن محمد قد أصبح شفيعا له؟ من يقول له أن ولده (البكر) سنده وفخره قد غادر الدنيا؟ من يخبره أنه سيظل باقي عمره بعيدا عن ولده بكره، عن سنده، وعن فخره؟، وما هو رد فعل ذاك الرجل الهادئ على الدوام؟!”.
وأردف فواز قائلا: “حينها قام أحد الشباب بالاتصال بوالد محمد نهاد وأخبره أن محمد ابنه نالها، فصاح أبوه بأعلى صوته: “أين سلاحه؟”، فصمت المتحدث ثوانيَ ثم قال: اصبر واحتسب، فردد ذات الصيحة: “أين سلاحه؟”، فقال له الشاب (سآتيك به الآن)، فبعد أن أحضر له السلاح قال أبو الشهيد الصلب “أعطه لمجد (شقيق محمد الأصغر)، هو من يحتاجه الآن، هو من سيأتي بالنصر أو يلحق بقافلة الشهداء”.
واختتم فواز بقوله: “حينها علمنا أن صلابة وشجاعة الشهيد محمد نهاد لم تأتِ من فراغ، بل تعلمها من ذلك الرجل الصلب..
محمد نهاد، رحمة الله عليك يا أخي الصغير، رحمة الله عليك يا معلمنا الإقدام، رحمة الله عليك أيها الشهيد بإذن الله تعالى”.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى