لـوجـه الله

> «الأيام» خاص

> الاتكالية مرض العصر في المجتمعات العربية بشكل عام، وفي أوساط الأجيال الشابة بشكل خاص، التي باتت تعتقد بأن لديها حقوقا كبيرة، ومنها الاعتراف السياسي والقيادة والحصول على الأموال والخدمات، بدون أي مجهود يذكر... أحلام الثراء السريع الذي لا يحدث في الواقع إلا بالسرقة.
إن إخلاقيات العمل الشاق اختفت من مجتمعاتنا، فلم يعد الكثيرون يولون أي إعجاب بأولئك الذين يمضون ساعات طويلة في الأعمال المضنية والشاقة، أو حتى يولونهم أي احترام، بل العكس، فقد أصبح الفهلوي الذي يستطيع أن يسرق مجهود غيره محط إعجاب.
وتنسحب هذه الظاهرة على العديد من مناحي الحياة اليوم، فالمواطنون اليوم يريدون خدمتي الكهرباء والماء بدون أن يدفعوا فواتيرهما، في الوقت الذي كان آباؤهم يعتبرون عدم دفع الفاتورة عيبا كبيرا.
إن أي مجتمع لا ينهض إلا بالعمل الدؤوب والشاق، ولا توجد دولة على هذه الأرض حققت نموا وتطورا ورخاء إلا بشقاء ومجهود أبنائها.. لذا فهم يستحقون الحياة الرغدة التي يعيشون فيها والضمانات التي توفرها هذه المجتمعات لهم.
وحتى أولئك الذين هاجروا إلى تلك المجتمعات لم يجدوا الرخاء والراحة التي كانوا يحلمون بها مجاناً، بل انخرطوا في بيئة العمل الجاد ليحصلوا على ما وصلوا إليه، أما من لم يلتحق بركاب تلك المجتمعات فوجد نفسه شريدا في أرض غريبة، مثلما كان قبل أن يهاجر من وطنه.
لوجه الله.. اغرسوا فضيلة العمل في أخلاق أبنائكم، فلا أمل لهذا المجتمع ومستقبل أبنائه إلا بالعمل الجاد المضني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى