أن أكون صحفي فليست جريمة يا أبتي؟!!

> ظنين الحوشبي

>
ظنين الحوشبي
ظنين الحوشبي
قال لي..
لا تحمل الحقيبة على كتفك يا بنى !!
دع عدسة الكاميرا هذه من يدك !!
وحذاري أن أرى لك مقالا ما في أحد الصحف!!
وإياك والظهور على شاشة القنوات الفضائية ؟!
ولا اريد أن أرى مكان لسياسة في صفحتك الشخصية !!
قلت له ولما كل هذه التشديدات والشروط يا أبتي؟؟!
أفهم يا بني فالصحفي في مجتمعنا تحّفُه الكثير من المخاطر...
انت لست في كولمبيا..ولا في سويسرا..انت في مجتمع ينتصر لحقه من الصحفي..
قلت له وكيف الحل ؟؟ أين نذهب ؟! تلك هي مهنتنا وكيف سنجبر على تركها بكل هذه البرودة .؟!
أي مهنتا تقصد هذه التي توقع صاحبها خلف القضبان ؟؟
اهدئ يا ولدي وأن اتصل فيك أحدا فل تخبره انك “ تسقي الزرع في البلاد.” وهذه الأخيرة اضحكتني كثيرا...كيف اسقى. الزرع وانا في طريقي نحو مثلث العند لصناعة تقرير تلفيزيوني عن حجم الدمار الذي لم تنفض غباره هذه المدينه بعد عامين من تحريرها!!!
بعد ان اوقفتنا صيحات مسنه ستينيه العمر تتخذ من عشش المهمشين في سيلة بله سكنا لها ...
حاولت مرارا وتكرارا إقناع والدي أن لصحافة رسالة إنسانية واخلاقية وليست جريمة حتى نضع لها كل تلك القيود ومن المنزل..
اعطيته بعض النماذج الأنسانية التي تقدمها الصحافة...
حاولت تعديل بعض الأمور الموجودة عنده لكني عجزت عن اقناعه ...
وهنا لا لوم على والدي..
فحديثه هذا يذكرني بكلمات سمعتها كثيرا منذ أن شقيت طريقي واخترت من الإعلام تخصص لي “جهز ضهرك للضرب “..أجري كثير “ ضع حذاءك في يدك “..
فلا يدخل الإعلام من لا تتوفر فيه ما ذكر...كنت حينها اقول إلا أين ذاهب انا...حتى يأتى لي بشروط لا يقبلها حتى من لا عقل له؟؟
هل بات المجتمع يؤمن بثقافة وسلوك كرستها الأنظمة السلطوية بحق كل من يخالفها القول..
وما هذه القناعات التي بات المجتمع يصدرها بل ويعدها من المسلمات التي لا خلاف فيها ؟؟
قلت اذا ..ولما تلجأ بعض السلطات نحو ممارسة الضغط على الصحفيين فا بإمكانها أن توكل المهمة لهذا المجتمع .فهو يقدم لها خدمة مجانية لوجه الله..
دون أن يكلفها ذلك دفع الثمن ..
عاد بنا الحديث نحو الوالد فهو مرتكز قصتنا ...حاولنا البحث عن ارضيه مشتركة فيما بيننا..فأنا لا يمكن أن أتخلى عن مهنتي مهما كانت المخاطر..ومع هذا لا أريد أن أقول لأبي لا..وهنا وقفت حائرا..
لكنه تفهم للقضية ووقف عند إصراري قائلا لي..إن كان ولا بد من ذلك فليذهب قلمك نحو الدوري الرياضي الأسيوي (الكبه) !وأخبار الطقس والسياحة... ومن ثم انصرفت نازعا إنتصار كروي كبير لصحافة الرياضية التي حثني والدي على أن أشق طريقي نحوها..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى