طفي طفي.. لصـي طفي!!!

> إلهام أبوبكر / عدن

> كنّا نقول طفي لصي، الآن تغير الحال كعادتنا في اليمن دائما نحن في تجدد، أصبح الوضع طفي طفي.. إلى ما لا نهاية، يسعى المسؤولون - شاكرين جهودهم - إلى الاهتمام بمصالحنا وحمايتنا من أنفسنا، ويجتهدون في وضع الخطط التي هدفها الأول والأخير مصلحتنا، فإنهم يخشون علينا من التعود على البذخ الزائد مما يجعلنا لا نستطيع استيعاب أي مصاعب أو تغير في الحال، فيسعون جاهدين - بارك الله فيهم - إلى أن يمدونا بالجرعات التي تحصنَّا من الغرور والبطرة والعياذ بالله، كما أنهم يخشون - حفظهم الله - علينا نزلات البرد الحادة والأمراض الشتوية القاتلة التي يصاب بها أبناء شعب بقية البلدان الذين لا يمتلكون مسؤولين يخافون الله كالمسؤولين عندنا، أتذكر يوما - قبل الجرعة - كنت في باص جماعي، فكان الجميع يعاني الزكام، حتى أنني ظننت أني استمع إلى سمفونية جماعية، وما أن وصلت إلى المكان الذي أريده حتى دخلت لأستكمل نفس السمفونية بنفس ألحانها، ضحكت وقلت (عدن كلها مزكمة).. قالت لي صديقتي (زيدوا باللصاي .. اتشووو) وقالت أخرى (نحن ما نطفي المكيف إلا لما يطفوا هم) كانت على ثقة أنهم لن يتركوها تمرض كثيرا، فهذه هي علاقة الثقة بين المسؤولين وشعبهم، وطبعا المسؤولون كانوا عند حسن ظننا كما عهدناهم. فهم يحرصون على أن يعلموا الشعب كيف ينجز عمله بسرعة البرق، ما أن تلصى الكهرباء حتى لا نجد شخصا يقعد في مكانه، فترى النساء إحداهن تكوي الملابس وأُخرى تعصر البسباس الأحمر، وهناك من تقوم بتشغيل مضخمة الماء وغسل الأواني وأُخرى تسرع لغسل الملابس ووو ... إلخ. وقبل أن ننهي أعمالنا نجدها قد طفيت، إنه في صالحنا، نعم.. حتى نتعلم كيف نضبط وقتنا تحت أي ظرف. ويسعون بالعمل الدؤوب إلى أن يعرفونا ما تصنعه الشعوب الأخرى حتى نكتسب الخبرة، فلولا الانقطاع الكهربائي لما عرفنا الطاقة الشمسية والماطور والخازن الكهربائي، وكذلك يعودوننا على ألا نتكل عليهم كل الاتكال فيثبتون لنا بالتجربة أننا قادرون على أن نعيش دون تلك الأشياء ، فالخازن «الشاحن» الكهربائي خلص والبترول كمل.. ويحرصون كذلك - أثابهم الله - على أن يجعلونا نكتسب مهارات احترافية كالسير في الظلام والطحن باليد والنوم دون مروحة حتى في الليالي الصيفية، أتذكر يوما صحيت في السابعة صباحا لطحن حوائج البرياني!! نعم فقد علموني تحمل المسؤلية ومواكبة الظروف، ولهذا أتوجه بجزيل الشكر والعرفان للمسؤولين وأقول لهم جزاكم الله من جنس عملكم.
إلهام أبوبكر / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى