ارتفاع الأسعار وفساد الحكومة.. الاستقالة أو الإقالة

> أديب سعيد محمد مقطري - عدن

> في الدول المتقدمة يؤدي ارتفاع الأسعار النادر والمفاجئ إلى سقوط الحكومة، حتى لو كان ارتفاعا لا يزيد عن 1%، ما لم تقدم الحكومة مبررا لهذا الارتفاع، والسبب أنها حكومات نزيهة، يتم اختيار أعضائها حسب الكفاءة والتخصص، والإحساس الوطني، واحترام مبدأ الديمقراطية والشفافية، وحرية الصحافة، وليس حسب الولاءات الضيقة، والمراضاة والتقاسم، والقوة القبلية والقوة المسلحة، كما يحدث عندنا نحن في الدول المتخلفة، التي تدعي الديمقراطية والشفافية وحرية الصحافة، وها هي الأسعار قد ارتفعت بشكل جنوني، بسبب هبوط سعر الريال اليمني وصرنا مهددين بالنزول إلى درجة ما تحت وتحت وتحت مستوى الفقر، فلا سمعنا عن إجراءات إسعافية، ولا إجراءات استراتيجية، ولا محاسبة لأحد، ولا عن وزير استقال حياءً من الشعب وتبرئة للذمة.
إن ارتفاع الأسعار وحش كاسر، في ظل عدم قدرة حكومتنا على زيادة الرواتب والمعاشات، وإذا استمر الوضع في تصاعد، فلن يجد المواطن لقمة العيش الضرورية، وسيذهب الموظف إلى مقر عمله سيرا على الأقدام، وكذلك طلاب الجامعات، والمرضى لن يحصلوا على العلاج، كل شيء سوف ينهار، وهو اليوم على وشك الانهيار، وأعضاء الحكومة في أمان من الإقالة والمحاسبة، لأنها حكومة تم اختيارها على أسس غير نزيهة.
الواقع الحالي مظلم ومخيف، والقادم (قريبا) أظلم وأشد خوفا، وسوف يرتفع مستوى الجريمة في المجتمع، ونحن اليوم شعب مسلح، والجوع كافر، والجائع صاحبه الشيطان، وإلى الانحراف الأخلاقي، وإلى لجوء أعداد إضافية كبيرة إلى فئة الشحاتين، وهم اليوم عددهم غير قليل، لكن المترفين مما ينهبونه من ثروات الوطن وحقوق المواطن، والمسؤولين الفاسدين، وبعض العسكر الكبار وبعض المشايخ الكبار، هم في منجاة من الكارثة الاجتماعية الوشيكة.
إن المسؤولية الوطنية لمواجهة كارثة الجوع والتبعات الخطيرة لارتفاع الأسعار تقع على عاتق الحكومة وأولئك الذين صدعوا رؤوسنا معايرة بأنهم كانوا في طليعة المناضلين ضد مليشيات الحوثي وعفاش، وأنهم أنقذونا من الظلم والاستبداد والقمع والتخلف والحكم المذهبي والطائفي، وحافظوا على الشرعية من أجل أمننا ورفاهيتنا ومستقبلنا المشرق، فهل قاموا بأداء كل تلك المهام الوطنية الجسام لنموت من الجوع؟! أرى أن واجبهم الوطني الكبير هو تقديم الاستقالة، أو هي الإقالة، وليست الإقالة وحدها كما تعودنا، يُقال الوزير أو المسؤول بعد ما يشبع، ويصبح من أصحاب الملايين، ويكافأ بتعيينه سفيرا في دولة أجنبية، هكذا تعودنا، ولكننا هذه المرة نطالب بالإقالة والمحاسبة معا، وفاء لأرواح الشهداء، ومعظمهم أبناؤنا، الذين قدموا أرواحهم من أجل عزتنا وحريتنا وكرامتنا الوطنية، فجاء بعدهم من يهين عزتنا ولا يأبه بكرامتنا، ويتناسى أننا مواطنون شرفاء.
أديب سعيد محمد مقطري - عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى