اغتيال.. إقالة.. استقالة.. هل تنهي عدن الشرعية؟

> كتب المراقب السياسي

> صراع مراكز القوى السابقة أدى إلى استقالة المحافظ عبدالعزيز المفلحي، صراع مشاريع احد اطرافه رئيس الوزراء ولكنه ليس الطرف الوحيد فهناك اطراف اخرى في الشرعية وفي صنعاء تقوم بالنفخ في الكير لإشعال التوترات في عدن تحديداً حيث سيولد او يموت مشروع الجنوب، مشروع الدولة المدنية الحقيقية.
لايمكن اغفال ان المحافظين السابقين لعدن اللواء جعفر محمد سعد أغتيل واللواء عيدروس الزبيدي أقيل وعبدالعزيز المفلحي إستقال ثلاثة محافظين وقفت قوى في الشرعية وفي صنعاء والمتحالفين معهم من أحزاب وشخصيات في وجه اي تغيير حقيقي سعى الرجال الثلاثة الى تحقيقه لعدن والجنوب بشكل عام.
كما لايمكن اغفال ان تلك القوى هربت الى الرياض عام 2015 من قوات صالح/الحوثي وسيهربون مرة اخرى من غضب استحقاقات مواطني المناطق المحررة في الجنوب التي يحاولون الآن الالتفاف عليها عبر اشعال الازمة تلو الاخرى معتقدين ان المواطنين سينشغلون في الأزمات المتتالية ومغفلين حقيقة ان الغليان الشعبي يتزايد يوماً بعد يوم.. وهو الامر الذي أدركه المفلحي ولم يرد ان يخاطر بسمعته بين الجنوبيين حيث كان احد اكبر الداعمين للحراك الجنوبي السلمي منذ عام2007 من ماله الخاص ونسج علاقات واسعة مع العديد من الحراكيين في الداخل والخارج في أوج نشاط الحراك ضد نظام علي عبدالله صالح البائد.
وفي مقابل القوى الهاربة هنالك القوى التي بقت على الأرض وانتصرت ضد جحافل الغزاة وكانت هي صاحبة الفضل في عودة الشرعية إلى معاشيق في عدن ويمثل قوى المنتصرين الجنوبيين المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية .
كان لافتاً في استقالة المفلحي إشادته بدور التحالف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحديداً، الدولة التي حاول كثيرون في معسكر الشرعية مهاجمتها بشتى الطرق وزرع الكراهية بينها والجنوبيين وإلباسها تهمة عرقلة عمل المفلحي، بل ان المفلحي برئ في استقالته المحافظ السابق عيدروس الزبيدي بشكل غير مباشر وصب المسؤولية كاملة على رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.
في صنعاء يعمل جميع الساسة لمشروع واحد يضمن سيطرتهم على مقدرات البلد بالكامل "الاقتصادية السياسية" ويشاركهم في نفس المشروع الساسة الشماليون في الشرعية المتواجدين في الرياض وعدد محدود من المتنفذين الجنوبيين لذا نجد صنعاء مستقرة بل ان الجيش الجبار الذي تم حشده في مأرب لن يخطو خطوة باتجاه صنعاء التي يتشاركون جميعها في رغبة الحفاظ عليها بأي ثمن بعكس عدن التي دمروها في 2015 ويدمروها اليوم.
بالمقابل تعصف بعدن مشاريع عدة جعلتها غير مستقرة مما يجعل عدن اليوم أمام مفترق طرق فإما أن يتسلم المجلس السياسي السلطة التنفيذية في الجنوب أو أن ينتزعها بنفس الأسلوب الذي تم انتزاع صنعاء به اما استمرار حالة انعدام الاستقرار فلن تدوم طويلاً.
الاستقالة ليست معنية بفساد الحكومة فقط كما جاء فيها بل هي معنية بصراع المشاريع السياسية وأحمد عبيد بن دغر وضع في الواجهة من قبل اخرون أثروا التضحية به الان لأنه محسوب على الجنوب لكي يضهروا للعالم على ان الموضوع صراع جنوبي جنوبي فقط لا غير.
إن عدن هي مفتاح الاستقرار السياسي ليس للجنوب وحسب بل للشمال و للمنطقة برمتها ايضاً لأن عدن كانت كذلك بعد الحرب العالمية الثانية فهل تجازف الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن + أوروبا باستقرار المنطقة.
وبغض النظر عن المشروع الدولي وفي جميع الأحوال يجب ان يدرك المواطنون أنهم هم المحرك الأساسي لأي تغيير و استقالة المحافظ المفلحي رفعت درجة الغليان وتفضح اموراً جرت العادة على عدم تداولها علناً فخلطت الأوراق، فهل يدرك الكبار لعب الصغار في المنطقة؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى