(خرف) وطنيتهم..!

> [img]YasrAssam.jpg[/img] كل مرة نلتفت خلفنا يولد داخلنا إحساس بالقهر ورغبة في البصق على تلك الوجوه، التي أدمنت الرقص على جروحنا سنوات طويلة، وتحاول شدّ تجاعيدها السياسية المترهلة على حساب أحلامنا، ومازلوا يطعنوننا حتى وهم في أرذل العمر، وفي ذروة (خرفهم)!.
خمسون عاما على ثورتنا الأولى، ومازلنا نشعر بأننا في البداية!.. نفس الصور يخرجون من الشرخ الضيق، ويعودون من الباب الكبير، لا هم ماتوا، ولا هم تابوا أو اعتزلوا، وأكثرهم عاجزون عن التحليق، ويريدوننا أن نزحف خلفهم!..
نهرش (مخنا)، ونعض شفايفنا كل صباح، ونسأل أنفسنا: أي ذنوب ارتكبها الجنوب وشعبه حتى يسلط علينا هؤلاء من المهد إلى اللحد؟!.. فمنذ ميلادنا ومخاض الجنوب لم ينتهِ، ومصيرنا على المحك..اعتكفنا بمحراب حزبهم، واقتبسنا من نبراس فكرهم، وتوسدت شعاراتهم أجفاننا، ومنجزاتهم مناهجنا، واكتشفنا - بعد أن صفروا أعمارنا وأحلامنا - بأن حرثهم بور.. وعندما أفلسوا أدخلوا ما تبقى من دولة الكادحين جحر (الحمار)، وفرّوا هاربين، ولا واحد منهم ترك السلطة بإرادته، وتنحى بشرفه!.
نلجم أفواهنا، ونصنع على عيوننا غشاوة حتى لا نراهم (أبلسة)، ولكن مصيبتنا بهم كبيرة، فهم يتصورون أن نضالهم (خط أحمر)، ووطنيتهم مقدسة، ويودون لو يخلدون على أعناقنا، وربما على جثثنا ونعوشنا!.. لن نخونهم، ولكن إن حاسبنا كل الذين (ينهقون) باسم شعبهم العظيم، لن نجد أكثرهم أبرياء!..
خرج (باعوم) عن صمته الاختياري، ويرى بعضنا أنه لم ينطق كفراً، ومعظمهم لا يدفعهم إيمانهم بمواقفه، وإنما سخطاً على الواقع.. قد يكون الإطار جميلاً، ولكن الصورة مجروحة ومشوهة.. ونعتقد أنها حفلة (زار) سياسي، و(العجوز) ليس أكثر من راقص على مزمارها، وتحركه خيوط لا تخفى على ساذج، وإذا كان يعتقد أن (بخور) بيانه سيبعث روح نضاله من جديد، فهو واهمٌ، فرائحة دخانه تزكم أنوفنا، وضمائرنا.
لا نملك صكوك الوطنية أو نختار لونها، ومقاسها بعواطفنا، وأمانينا، ونبصم بالعشر على نضاله في السنوات الأخيرة.. ولسنا مضطرين إلى أن ننظر خلفنا، فماضي معظم (رموزنا) ليس ناصعا، ولكننا نعتقد أن ذكاءه، وربما (خرفه)، خانه.. فجنوب بعد (2015) ليس كقبله.
حاربنا من أجل كرامتنا، وليس من أجل (زعامتهم).. ونقسم بأن كثيرا ممن يحفون بموكبه، ويلوحون له، يعلمون بأننا دفعنا قيمة بنادقنا، ورصاصنا، من قوت أطفالنا، ومن ذهب حرائرنا، ولم نتسول النصر، ولكننا دفعنا ثمنه باهظاً، ولا نسألهم وأبناءهم أن يحاربوا معنا، ولكن يخجلون ويخرسون احتراماً لشهدائنا، ولدموع أمهاتنا.
طز بمواقفكم.. فدماؤنا أشرف من أن تغسل وجوهكم، وأقدامنا الحافية أطهر من جبين نضالكم.. تلعلعون، ويسيل لعابكم السياسي على كل منصة، ولم نسمعكم تدينون الانفجارات التي زلزلت مضاجعنا، أو تترحمون على الشهداء الذين سقطوا دون ذنب ارتكبوه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى