أزمة المياه تتواصل في بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة عدن

> تقرير/ خاص

> تشهد عدد من المناطق الشعبية في مدينة عدن أزمة مياه خانقة، مازالت مستمرة منذ أسابيع طويلة، لاسيما في المناطق الواقعة في المرتفعات الجبلية في كريتر والمعلا والقلوعة، التي يتكبد سكانها عناء طويلا ومشقة كبيرة في البحث عنها، والسهر حتى الفجر للحصول عليها.
وإزاء هذه الأزمة التي مازالت تعاني منها العديد من مناطق عدن، قامت «الأيام» برصد آراء عدد من المواطنين المتضررين في عدد من مناطق عدن.
في مناطق سكنية مثل القلوعة والمعلا والعيدروس بكريتر، وبعض أحياء منطقة الممدارة بالشيخ عثمان، ومديرية دار سعد، نجد العشرات من العائلات يشكون من شحة حصولهم على المياه نتيجة الضعف الذي تواجهه شبكة أنابيب مد المياه في إيصال الخدمة بشكل ميسر وسهل إلى البيوت الأسرية في عدد من مناطق عدن.
تقول المواطنة نسمة شرف هاجي (ربة منزل)، وهي مواطنة من حي الممدارة بالشيخ عثمان، إن “وضع المياه أصبح مترديا ومسلسل انقطاعاتها مازال متكررا، فانقطاعها يشكل أمرا مقلقا وإرباكا للقيام بمسائل ترتيب شؤون المنزل، وإعداد متطلبات الأسرة”.
وأضافت: “أزمة المياه تشكل بالنسبة لربات البيوت الهم الأبرز الذي يعيقهن عن توفير متطلبات الأسرة من تحضير وجبات الطعام لأفراد عائلاتهن، وهي مشكلة أفسدت على جميع العائلات حالة الاستقرار الأسري”.
*ضروريات الماء
وتتحدث فاطمة شاهد عبدالحميد (طالبة جامعية) من سكان منطقة القلوعة بالمعلا، قائلة “بصراحة أزمة المياه زادت عن حدها وأصبح الحصول عليها ليس بالأمر السهل والهين”، وقالت: “لازلنا نسهر حتى الفجر بانتظار أن يأتينا الماء عبر تشغيل مضخات (الشفط)، وهو ما يسبب لنا إجهادا نفسيا ومعنويا كبيرا”، مشيرة إلى أن “نعمة المياه مهمة جدا فهي من ضروريات الحياة، لكونها توفر عوامل النظافة والوضوء، وكل متطلبات العبادة والصلاة”.

المواطن جواد جميل سعيد (موظف) من سكان دار سعد، قال: “انقطاع المياه بشكل مباشر أو متقطع أمر أصبح معتادا لاسيما في العاصمة عدن، منذ انتهاء الحرب”، وقال: “ونتحمل هذا الوضع على مضض دون أن نجد آذانا تسمع لندائنا، فالجهات الرسمية ليست مهتمة، والمواطنون كذلك لا يراعون مصلحة العامة نتيجة الربط العشوائي للأنابيب الرئيسية”.
*الحكومة تتحمل المسئولية
يقول فهد محمد الحسني (موظف)، من سكان منطقة المحاريق بالشيخ عثمان، بلهجة غاضبة: “لقد أصبحنا نعيش لحظات كئيبة في منازلنا وسط عتمة انقطاع الكهرباء، وحالة جفاف بسبب انقطاع خدمة المياه”، وأضاف: “المعاناة التي نتكبدها في عدن ليلاً ونهاراً تتحملها الحكومة باعتبارها المسؤول الوحيد عن توفير الخدمات الإنسانية العامة وتوصيلها للمواطنين، وعليها أن ترحل إذا لم تتمكن من القيام بواجبها”. ويتابع: “الانقطاعات المتكررة للكهرباء والمياه هي سياسة ممنهجة”.
*حياتنا جحيم
يتساءل المواطن صالح محمد صالح، من منطقة القلوعة بالمعلا: “لماذا يتزامن انقطاع المياه مع انقطاع الكهرباء؟.. أليس هذا عذابا يوميا وممنهجا؟”.

ويضيف: “أصبحنا محبطين للغاية، وحياتنا تحولت إلى جحيم بلا مياه، وكنا نجد في المياه الوسيلة التي تقينا حرارة الجو أما الآن نسهر طويلاً ليالي مضنية لأجل الانتظار للترات من الماء وتعبئة ما يلزمنا من استهلاكنا اليومي”.. ويشير صالح إلى أن “بعض المواطنين المقتدرين في عدن باتوا يجلبون(وايتات) لتعبئة خزانات المياه لأسطح منازلهم بعد أن تحول انقطاع المياه إلى أزمة حقيقية دون أن نجد تبريرا من السلطات الرسمية عن أسباب الانقطاع المستمر”.
*إلا انقطاع المياه
تقول أروى أحمد سعيد (خريجة جامعة): “كل شيء يمكن تقبله ونصبر عليه إلا الماء.. أزمة المياه سببت لنا إرباكا في تنظيم أوضاعنا المنزلية وأرهقتنا كثيراً لإعداد طعامنا، والدولة مازالت ملتزمة الصمت حيال المعاناة ولم تقدم مبررات عن أسباب انقطاع المياه”.
ويلفت المواطن عبد الخالق عبد الكريم (بائع قات) بقوله: “إن انقطاع المياه بصورة مستمرة ليومين متاليين لا أعرف كيف أفسر صمت الأجهزة المعنية في المحافظة حيال ذلك”.
ويرى عبد الخالق أن انقطاع الكهرباء مع انقطاع المياه يولدان ردة فعل عنيفة في المجتمع، وستعم مظاهرات واحتجاجات إذا استمرت أو زادت مثل هكذا أزمات مفتعلة، حد وصفه..
*نريد توضيحا شافيا
ويصف علي أحمد قلعوط (عسكري متقاعد) مشكلة المياه بأنها “من المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي قد تساعد على نشوء نزاعات بين المواطنين، فحاجة المواطنين إلى الماء قد تدفعهم إلى كسر الأنابيب الرئيسية، أو القيام بحفر الآبار أمام منازلهم.

ويقول قلعوط: “على الدولة أن تفكر ملياً في أزمة المياه وانقطاعها المتواصل، ففي حال استمرت كما هي عليه الآن قد يؤدي ذلك إلى غضب شعبي يصعب السيطرة عليه.. فالكثير من المواطنين في عدن يجلبون (البوز- الوايتات) وهم لم يكونوا معتادين على إحضارها إلى منازلهم غير أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على إحضارها بأسعار ما بين 3000 إلى 5000 ألف ريال، أحيانا، وهناك الكثير من المواطنين ذهبوا لإحضار المياه من مواقع وأماكن غير صحية.
*كفى استهتاراً
تطالب الحجة حياة سعد محسن (ربة منزل) من منطقة كريتر، القائمين على مؤسستي الكهرباء والمياه في عدن بالإحساس ولو قليلاً بمعاناة الناس البسطاء لوضع حدٍ للانقطاعات المتكررة لهاتين الخدمتين الضروريتين.
وقالت: “إن انقطاعهما المستمر أرهق الناس وجعلهم يعانون أوضاعا نفسية ومعنوية، بالإضافة إلى أنهما تسببا بحالات نفسية صعبة وعصية في حياة الكثير من المواطنين”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى