صنعاء على مرمى حجر من مدافع الجيش.. فما الذي تحمله الأيام القادمة للانقلابيين؟

> صنعاء «الأيام» خاص

> 210 قتلى و21 أسيرا خسائر المليشيا خلال معارك اليومين الماضيين
تستمر معارك الكر والفر في مختلف جبهات نهم بصنعاء جراء هجمات الجيش الوطني المستمرة على مواقع المليشيا الانقلابية.
وارتفعت خسائر المليشيا في نهم خلال اليومين الماضيين إلى أكثر من 210 قتلى ومئات الجرحى، إضافة إلى مساحات شاسعة حررها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية فوق ضبوعة وواديها والسيطرة على الخط الاسفلتي الرابط بين قطبين باتجاه أرحب وخط مأرب - صنعاء.
ولم يتبق على وصول الجيش الوطني إلى ذيبان أولى عزل مديرية أرحب إلا قرية قطبين الواقعة شمال مديرية نهم، وهي آخر قرى عزلة الحنيشة بنهم.. فيما كشف المتحدث باسم الجيش الوطني العميد عبده مجلي عن أسر “28” مسلحا حوثيا بينهم قيادات ميدانية في المعارك التي شهدتها مختلف جبهات نهم يومي السبت والأحد.
وأفاد مجلي بأنهم قدموا معلومات مهمة استفاد منها الجيش وطيران التحالف عن أماكن تواجد المليشيا، الأمر الذي مكن مدفعية الجيش الوطني من إصابتها بدقة، وأيضا طيران التحالف، وهو ما كان له الأثر البالغ في إحراز التقدم والنصر.
وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني أن صنعاء باتت أسهل مما مضى بعد السيطرة على جبال ومرتفعات شاهقة، كانت تمثل عقبة في الفترة الماضية أمام الجيش والمقاومة الشعبية.
وأكد أن مواقع الانقلابيين باتت في مرمى مدافع الجيش والمقاومة.
إلى ذلك أفاد مصدر عسكري ميداني، أمس، «الأيام» بأن الجيش الوطني يزحف باتجاه قطبين وبني محمد ومسورة العقران والمدفون وقرون ودعة، وصولا للالتحام المباشر مع مليشيات الحوثي وصالح في نقيل بن غيلان.
ورجح أن تسيطر القوات الحكومية على جبل بن غيلان الاستراتيجي إذا تم التحرك بذات الفاعلية التي تمت خلال اليومين الماضيين.
وشهدت المعارك تقدّما تكتيكيا جديدا لجنود المنطقة العسكرية السابعة في طوق صنعاء، حيث قامت وحدات خاصة بالالتفاف من خلف (كيال الرباح) فوق (بني ناجي) باتجاهِ موقع يطلق عليه مسمّى (محلي).
التقدّمُ الأخير رافقـَه تقدّم آخر نحو مديرية أرحب في صنعاء باتّجاه (قطبين) و(بني محمد) و(مسورة) وسط جهد هندسي كبير يتمثـل في شقّ الطرق الجبلية وإزالة الألغام.
أمّا باتجاه مديريتي خولان وبني حشيش فتقدّم الجيش الوطني باتجاه (العقران) و(المدفون) و(قرون ودعة) ولتتلاحم الجبهات باتجاه (نقيل بن غيلان) أبرز الأهداف قبل قلب صنعاء.
وجاء التقدّم تحت غِطاء جوي كثيف لطيران التحالف الداعم للشرعية وقصف متواصل لمدفعية الجيش الوطني.
وفي المناطق القريبة من الخط الاسفلتي صنعاء - مأرب الذي يمثل قلب الجبهة فقد كثفت مليشيا الانقلاب جهودها لزرع الألغام، إذ تشير معلومات عسكرية حصلت عليها «الأيام» إلى أن الانقلابيين زرعوا أكثر من 12 ألف لغم وعبوة ناسفة في مساحة لا تتجاوز الـ5 كيلومترات.. وقبل أيام قامت المليشيات بتفجير منزل الناشط الحقوقي عبدالله الشليف وسط قرية الحول.
ووفقا لمصدر عسكري فقد دارت معارك ضارية في الميسرة لمديرية نهم وتحديدا في المجاوحة وبني فرج، حيث عززت قوات الشرعية تواجدها في الجبال التي حررتها بداية الشهر الجاري.
ونتيجة للمعارك الدائرة على مشارف أرحب داهمت المليشيا منازل المواطنين في عزلة زندان واعتقلت 12 شخصا واقتادتهم إلى جهة مجهولة، كما قتلت الشاب صلاح الدين الحنق أمام منزله، حيث جاءت هذه الخطوة نتيجة احتدام المعارك في حدود أرحب القبيلة التي تدين بالولاء للشرعية والنظام الجمهوري والقريبة من مطار صنعاء الدولي.
وضيق الجيش الوطني المعزز بأفراد المقاومة الشعبية الخناق على الحوثيين الذين عجزوا عن استعادة المواقع بعد أن كانت بأيديهم.

وفي ذلك قال صالح القطيبي عضو المركز الإعلامي للجيش الوطني لـ«الأيام» إن “تقدم الجيش الوطني بالسيطرة على هذه التلال، يساعد في الانتقال إلى مناطق جبلية أكثر سهولة وأقل وعورة”.
وأشار إلى أن “المواجهات خلال اليومين الأخيرين، أسفرت عن مقتل العشرات من المتمردين الحوثيين، في حين سقط 4 قتلى من قوات الجيش”.
ولفت القطيبي إلى أن “قوات الجيش تمكنت أيضًا خلال المواجهات من تدمير 4 أطقم وعربات عسكرية، تابعة للحوثيين وحلفائهم”.
في غضون ذلك لفت العميد عبدالله الشندقي، الناطق الرسمي للمنطقة العسكرية السابعة إلى “الأوامر الصادرة من التحالف والقاضية بضرورة أن تسارع القوات العسكرية بتنفيذ مهامها على الجبهات الرئيسية والتقدم فيها، بهدف زعزعة القدرة العسكرية للمليشيات، التي تعتمد عليها بشكل كبير، ومنها المناطق الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وكذلك سرعة التقدم نحو مديرية بني حشيش الملاصقة لمركز صنعاء”.
وأضاف: “إن الأوامر السياسية والعسكرية دعت جميع الجبهات لسرعة التحرك وتنفيذ المهام العسكرية لتحرير ما تبقى من قرى ومدن تحت قبضة الانقلابيين” موضحاً أن “كافة الجبهات الآن تتقدم بشكل ملحوظ في تحرير المواقع تدريجياً، حسب الخطط العسكرية التي وضعت لكل جبهة”.
وأشار العقيد الشندقي إلى أنه، بحسب ما هو مخطط للمرحلة المقبلة “ستكون هناك عدة جبهات تفتح في جبهة نهم، التي تُدير معاركها المنطقةُ العسكريةُ السابعةُ، التي تمتلك كل الإمكانات للتقدم وبشكل سريع، إذ من المتوقع وبحسب ما هو مخطط أن تنطلق المنطقة السابعة لتحرير ما تبقى من المديرية، ومن ثم صنعاء”.
وتابع: “إن باقي الجبهات تشكل عددا من المحاور، والمتمثلة في المحور الشرقي في نهم وصرواح، ومحور آخر سيفتح من جهة الشمال باتجاه الجبهات القادمة من الجوف وصعدة، وسيتم فتح محاور تعز والحديدة لفتح معارك تهدف في الأساس إلى الإخلال بتوازن الانقلابيين”.
وشدد على أن “التوجه العام في كافة الجبهات «صنعاء والجوف وصعدة» يعمل على تحرير ما تبقى من المناطق التي سيطرت عليها المليشيات بقوة السلاح، وفي نهمٍ الجيشُ يعمل للتقدم إلى مديرية بني حشيش، التي تبعد قرابة 9 كيلومترات عن مركز صنعاء، وهذا التقدم الذي يحدث الآن في المعارك جاء متزامناً مع الأوامر الصادرة بالتقدم على كافة الجبهات.
ومنذ أكثر من عامين تدور اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية من جهة، ومسلحي مليشيات الحوثي من جهة ثانية، في مديرية نهم الجبلية ذات الطرق والجبال الوعرة، التي تبلغ مساحتها أكثر من 1800 كلم مربع، والتي توصف بأنها “البوابة الشرقية لصنعاء”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى