الإرادة تبني الأمم

> علي سالم اليزيدي

> أمس ونحن نتناقش أنا واللواء فرج البحسني مع وجوه حضرمية طيبة ونستعرض متاعبنا وماتمر به البلد طار فكري إلى مامرت به بلاد قبلنا من محن ومتاعب وحروب، كما هو في عدن، كان في بلد آخر وانتهى، كان في بوليفيا البلد الفقير الزراعي، مر كل ذلك القتل والنزاع والسجون وأصبح مثالا للعدالة الاجتماعية والتعويضات والتجانس الاجتماعي، وزارت لجنة الدستور اليمنية هذا البلد لدراسة تجربة المصالحة وخرجت بإعجاب.
علي اليزيدي
علي اليزيدي

شهدنا وعاصرنا ما حدث في نيكاراجوا ونتذكر صراع الدولة و(والكونترا ) الكلمة التي لاتخلو نشرة عدنية منها، وصراعا داميا طال وأوجع النيكراجويين، ومنهم زميل دراستي (مانريكا)، ما الذي حدث؟ وقفت الإرادة والجرأة والشجاعة أمام هذا الشعب وغيروا مجرى الأحداث، وتواجهت الرجال وتصالحت وتم التنازل كلا لأخيه في الوطن، وها هي نيكاراجوا بلد مستقر متساوٍ ديقراطي آمن ومتآخٍ وحرمت كلمتان هناك (الكونترا، والمنشق)، ونسي المجتمع ونهض وغابت من خارطة الدول المتوسطة إلى دولة جاذبة للمال.
تشيلي بلد لاتيني ذائع الصيت وأحداث وجرائم القتل فيه في 1973م وصمة عار لازال في جبين البشرية، غاب مئات الشباب والنساء والمثقفون والعمال والجنود والطلاب، منهم الشاعر الكبير شاعر الحب والجمال والتغيير الذي حمل هم العالم كله (بابلوا نيرودا) والفنان الموسيقي الشهير (فيكتور جارا ) وجعلوا ملعب كرة القدم سجنا فاشيا للوطنيين في تشيلي، ومرت سنوات موجعة قاسية على هذا البلد، وحين حضرت الإرادة والشجاعة خرج من محنته وأسس نظاما وطنيا ديقراطيا أعاد تشيلي للعالم، وطبقت العدالة الاجتماعية والمساواة والمحاكمة حتى بعد عشرات السنين إنصافا لحق الوطن، وها نحن نرى تشيلي تمضي خفاقة ناجحة.
إذا سردنا ما مرت به شعوب وزمن الخطف في الأرجنتين، وحكم العسكر والبكاء والألم والهروب وسقوط كل هذا بإرادة الناس، وما مثلته البرازيل وديمقراطية (اللاعب سقراط ورفاقه) ضد حكم الدكتاتورية، ولم يلعبوا في كأس العالم حتى كان معظم المعتقلين خارج السجون، هو ما جعل فريق البرازيل محط إعجاب، لأنهم قالوا شعار الحرية والديقراطية وليس كرة قدم فقط.
كل هذه البلدان خرجت من أزماتها في أمريكا اللاتينية رغم ضغط الولايات المتحدة، ومثلها دول في آسيا، خرجت ماليزيا من أزمة بعد حركة تحرر واستقلال وإبادة منذ، تنكو عبدالرحمن وما بعده، وحرب الخصوم ضد مهاتير، خرجت كمبوديا من نظام فاشي، وخرج غيرها من دون أن يلعب النفط ومال النفط دورا ليس في الحلول، وإنما في تعميق الأزمات، أيا كان، ومن هو في الجوار وما دونه، هناك إرادة وشجاعة الناس، حين يحضر الصدق والرغبة يمكن أن نخرج وننجح.
لم يعجبني حين يدور نقاش أن نبحث عن أسباب الفشل أو نبحث عن تهم لهذا وذاك، نريد طرد المدير هنا وفي هذاك المكان، حين نلتقي بالمحافظ ونتدارس أوضاعنا، ليس المقصود فتح النار على فلان أو علان أو نشر غسيل، عيب، نطرح الكلام الرفيع ولا نثقل الرجل من لديه حسابات يتركها في القمامة، ويأتي نظيفا وطنيا شريفا يجعل من إرادته وجه الصواب والتغيير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى