(الفيس).. بابا وماما ..!

> محمد العولقي

> * عندي اليوم موضوع علمي بحت، يخص الأطباء والآباء، على أمل أن يدلي الطرفان بدلويهما في هذا الموضوع الاجتماعي الشائك..
محمد العولقي
محمد العولقي

* تقف وسائل التواصل الاجتماعي حائلا بين الآباء والأبناء في بناء جسور التواصل، بنفس تلقائية زمان، عندما كان الطفل فاكهة البيت..
* هذه الوسائل الصماء الخالية من الشعور والروح جعلت الصداقة الإلكترونية تغيب الكثير من ارتباط الطفل بالأسرة، وتشفر مشاعره في حدود ضيقة..
* إذا كانت الآيبادات والجوالات والحاسوب المحمول قد اختطفت من الأطفال طفولتهم، وحولتهم إلى بلهاء بلا إحساس ولا مشاعر، فلأن هذه الوسائل الضوئية ضربت دماغ الطفل واستعبدت تلافيف مخه، وجعلته أسيرا لعالم غير متصل عمليا بواقع اجتماعي معاش..
* عزيزي الأب، هل لازلت تشارك طفلك انفعالاته مع (بيل) و(سيبستيان)..؟
كم ساعات يقضيها طفلك (المدمن) أمام هذه الأجهزة، هذا بالإضافة إلى ساعات مشاهدة التلفزيون..؟
* اسأل نفسك عزيزي الأب.. كيف يستقبلك طفلك في البيت وأنت عائد من العمل..؟
لقد فترت العلاقة الحميمية والروحية بين الأب وطفله، لم تعد العلاقة تقتصر سوى على (رسميات) الحاجة والطلب، (الفيس) أصاب طفلك بتبلد وبرودة في المشاعر..
* أكبر خطر يواجه الطفل عندما يترك الأب المشغول بمقيل (القات) أمر تربية طفله لآلة صماء عمياء تصنع منه رجلا آليا مصابا بانفصام في الشخصية..
* لا تقف مخاطر إدمان هذه الأجهزة عند حدود الحياة الاجتماعية فقط، لكنها تجاوزتها إلى آثار مرضية تحاصر الطفل، أقربها الصرع والتشنج اللذان يحدثان نتاج خلل في أعصاب الطفل المدمن على مشاهدة الأجهزة ليلا ونهارا..
* قبل سنوات وفي تجربة مثيرة أجراها مجموعة من العلماء، ونقلت تفاصيلها مجلة (العربي)، على طفلة ما دون سن التاسعة، تم وخزها بدبوس على سبيل الدعابة ومناداتها أكثر من مرة دون أن تستجيب، لا لوخزة الدبوس، ولا للنداء المتواصل أثناء مشاهدتها لكرتون أطفال عبر (الآيباد)..
* ثم تم إعادة التجربة على نفس الطفلة بدون جهاز مشاهدة هذه المرة، وفي وضع مغاير، فاستجابت الطفلة فورا لوخزة الدبوس مصحوبة بالألم، كما أنها لبت النداء في الحال، وهذا دليل على أن مستوى إحساس الطفلة كان في مستوى إفرازات إنزيم التحذير..
* العلماء الباحثون اكتشفوا أيضا مسألة خطيرة أخرى، تتعلق بهرمون النمو الذي ينشط أثناء النوم، فهذا الهرمون يزداد إفرازه لدى الأطفال المدمنين على استخدام هذه الأجهزة المبهرة، وبالتالي يصلون لمرحلة البلوغ قبل سنوات من أطفال لا يتعاطون مع هذه الأجهزة كثيرا..
* داهية الدواهي أن مستوى ذكاء الطفل المدمن على مشاهدة هذه الأجهزة المبهرة، يقل تدريجيا، هذا لأن الطفل ينقطع تماما عن عالمه ومحيطه الاجتماعي، فلا يرى في المدرسة إلا أشغالا شاقة تحول بينه وبين عالمه الخاص..
* من فضلك عزيزي الأب لا تعط ظهرك للترعة، لا تجعل طفلك مدمنا وأسيرا لآلة صماء بلا مشاعر، سارع بجدول زمني يتيح لطفلك الاستمتاع بطفولته، حتى لا يأتي يوما يقول فيه طفلك (للفيس بوك): أنت بابا وماما، تماما كما قالت الطفلة المعجزة (فيروز) للممثل (أنور وجدي)..!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى