الدورة الوطنية.. ليت الشباب

> محمد العولقي

> * بدعوة شخصية من (الخالدين) ، وكيل وزارة الشباب والرياضة ، ومدير دائرة العلاقات الخارجية بنفس الوزارة ، شاهدت جانباً من فعاليات الدورة الوطنية للألعاب الأولمبية ، فوجدت أنه من باب الإنصاف وليس من باب رد الفعل ، تسجيل موقف محايد تجاه هذه الدورة.
* أول نجاح يمكن تسجيله في رحلة الدورة ، أن الوزارة بمكوناتها ( وليس الوزير بشخصه) خلقت حراكاً رياضياً شاملاً في محيط أهم فئة شبابية عانت ويلات التهميش والإهمال في النفق المظلم (للوحدة) المشئومة.
* وثاني ملاحظة تصب في مجرى الفكرة نفسها ، لقد كانت نتاج تزاوج في الرؤية ، وتلاقح في مضمون القسم الأولمبي ، الذي يرفض التدخل السافر لعنصرية السياسة في الرياضة.
وثالث ملاحظة أن مشاركة (الكم) لم يلغ إنتصار (الكيف) ، ولقد أثبتت المنافسات المغلقة والمفتوحة أن (السمين) تخلص من (غث) عشوائية بطولات تقام في عز الظهر ، للبهرجة السياسية كما هو حاصل مع بطولة (الهبارين) ، فهي بطولة لا تعرف رأسها من رجليها ، هذا لأن المحرك الأول لها قيادات تسعى للارتزاق السياسي و الابتزاز المالي على حساب قضية شعب الجنوب ، وأنديته المغلوبة على أمرها.
* ورابع ملاحظة أن ملاعب عدن (مغطاة ومفتوحة) تحولت بفضل الدورة الإستثنائية إلى خلية نحل ، ترشف طل نرجس ، ثم تطرح في المنافسات الشريفة الخالية من دنس السياسة عسلاً مستساغاً فيه لذة للشاربين أمثالي ، كما أن الدورة حلقت بجناحين من فولاذ في (حضرموت) ، وهو ما جعلني أتمنى أن أكون طائراً يتنقل من ملعب مفتوح إلى صالة مغطاة ، حتى لا تفوتني منافسات بعض الألعاب.
* دائما تعجبني وتشدني مفردة التنافس ، بحكم إرتباطي العميق بالرياضة وأهدافها النبيلة ، ولقد رصدت أفراح (الصغار) وبهجتهم في ملاعب تنتصر لشعار الأقوى والأسرع والأعلى ، هنا يجدر بي أن أوجه رسالة للسياسيين الذين خربوا رياضة (الجنوب) وقعدوا على تلها ، ما رأيكم أن تغادروا بيئتنا الرياضية ، وتكتفون بحروبكم (الدراكولية) ، وأحقادكم على (الجنوب) التي تفرز بطولات متشنجة ، هدفها إذلال أندية عدن والجنوب ، كما هو الحال ، مع بطولتكم (السندوتشية) ، التي تسيئون فيها للرئيس الشرعي من حيث تعلمون ولا تعلمون ..؟
* الدورة الوطنية الجنوبية الأولى عظيمها في فكرتها (إن كانت لوجه الله) ، رائعة في منافساتها ، جميلة في لم الشمل والإقتراب من أهداف (دي كوبرتان) كما أنها خلقت تقارباً بين رياضيي المحافظات الجنوبية لسببين :
الأول : أن الدورة أعادت للأذهان بريق (الألعاب الشهيدة) التي لا نراها في ملاعبنا إلا مرة كل قرن .. والثاني : أن الدورة كشفت عن مخازن من الموهوبين الذين حنطهم واقع رياضي تكبله سياسة (أحمد واجناه).
* لكن الأهم من هذا أن تشكل الوزارة (أقصد من يمشون على الأرض هوناً) لجنة فنية خاصة بالدورة تمتص (الرواسب) ، و تتعاطى مع (المواهب) وفقاً وآلية عمل مزمنة ، حتى لا تذهب مكاسب الدورة مع رياح الخماسين.
* ولأننا في زمن تنسب فيه الأفكار الرائدة لكل سياسي يلعب بالبيضة والحجر ، فإن تجاهل رائد الفكرة خطأ مهني ، عند من يهوون التطبيل للبعيد عن العين ، والقريب من (الجيب).
* والمعنى الذي في (بطني) أن الأخ (خالد صالح حسين) وكيل الوزارة ، هو صاحب فكرة (أولمبياد عدن) ، وهو من نبتت الفكرة في رأسه بعد أن راحت السكرة ، ثم نقل تفاصيلها إلى الورق ، قبل أن تكبر وتتحول إلى دورة وطنية جنوبية جامعة ، ألوانها تسر الناظرين.
* ولا شك أن طابوراً طويلاً في الوزارة ، ثابروا واجتهدوا وجافاهم النوم ، وهم يسهرون ويحولون هذا العمل الرياضي الكبير والشاق ، إلى لوحة شبابية متناسقة الألوان ، متوازنة الخطوط ، مغرية التنافس الشريف ، وهؤلاء وحدهم يستحقون منا (وسام ) التقدير والإمتنان ، وهم من يجب أن تحتل صورهم ، واجهة الصحف والمواقع ، ووسائل التواصل ، لا أن يأتينا (حمزه الكمالي) من منفاه الخارجي مثل القضاء المستعجل ، ويستأثر بالأضواء بهدف تلميعه ، وإثبات أن ما يتقاضاه من مال سائب ، نظير عرقه وتعبه ، على سهر الرياضيين حلالاً بلالاً ،
* عن نفسي لا أعترف بترهات (الكمالي) ، الذي لا يفرق رياضياً بين (الليمون) و(الكمون) ، ولا أميل لأن أكون منشداً في فرقته المنافقة ، فهو يتابع الدورة ، شأنه شأن أي مواطن عادي ، لكنه أقحم ناقته في الدورة ، لغرض التكسب السياسي فحسب ، حتى لا يقال عنه نهاية كل شهر أنه عضو خامل يقبض الحوالات الدولارية دون وجه حق ، ولو على حساب جهد أبناء الوزارة الذين يعانون الأمرين مادياً ونفسياً ، ثم يأتي من أتيناه الحكم صبياً ، ويخطف الجمل بما حمل ..
* إن رجلاً عفيف النفس ، نقي القلب ، نظيف المبدأ مثل الأستاذ القدير (عبد الحميد السعيدي) يستحق ضعف ما يتقاضاه (الكمالي) ، وهو الرياضي العدني الذي ترفض الحكومة منحه درجة مستشار برتبة وزير ، مع أنه يلف ملاعبنا يومياً بنفس خفة وحماسة ومهارة شاب أصيل ، يرى في الرياضة ملعباً لحياته الرياضية النظيفة ، البعيدة عن (دنس) السياسة القذرة.
* ليس بيني وبين (الكمالي) قضية تنازع على أرض في (عدن) ، لكن فقط أدعوه أن يخجل قليلاً وهو يسوق نفسه على حساب القيادات الرياضية العملاقة ، حتى لا يحذو حذو الجمل الذي يأكل (عصار) الجمل الذي يعصر.
* و يا عزيزي (الكمالي) ، أهلاً بك في المشهد الرياضي ، متفرجاً ومعجباً ومتابعاً ، لكن لا تقترب من دائرة أبطال هذه الدورة ، لأنهم معروفون للشارع الرياضي ، وهو الأهم من شارعكم السياسي المنافق.
* خلاصة الكلام .. الدورة الوطنية تجربة مثيرة في دلالاتها ، عميقة في محتواها الرياضي ، رائعة في تجسيد التلاحم ، ومن ثم الإرتهان لمبادئ (الأولمبياد) ، فقط يجب أن تخضع الدورة للتمحيص الفني والتدقيق الإداري ، بهدف تلافي القصور والأخطاء ما ظهر منها وما بطن.
* وقبل الختام ، ألفت نظر فرسان الوزارة ، العاملين في حقل الواقع ، أن الدورة هي دورتكم وحدكم ، ونجاحها نجاحكم أنتم ، فلا تسمحوا للنزعة الذاتية ، ونرجسية النفس الأمارة بالسوء أن تسلبكم براءة هذا النجاح الجماعي البارز.
* وتحية من القلب للعزيزين (خالد صالح) و ( خالد خليفي) الجندي المعلوم ، لأنهما أتاحا لي فرصة الإقتراب من دورة تنبض بالحركة والبركة ، بصورة دفعتني للتباكي على مجد رياضة الجنوب الغابر ، مردداً بيني وبين نفسي : (ليت الشباب يعود يوماً..).
محمد العولقي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى