صُنِع المنبر في عدن قبل أكثر من ثمانية قرون.. «الأيام» تشهد صيانة منبر جامع شبام حضرموت الذي يقدر عمره نحو 800 عام

> تقرير/ علوي بن سميط

> أنهت جمعية تطوير الحرف التراثية بمدينة شبام بمحافظة حضرموت، أعمال الصيانة الدورية لأقدم منبر للخطابة بجوامع حضرموت واليمن عموما، الذي يعود لجامع شبام المعروف بجامع “هارون الرشيد”.
الصيانة الأخيرة تأتي بعد تسع سنوات من إجراء أكبر عملية ترميم على المنبر جرت في الوطن، حيث استغرقت عملية الترميم الأول أكثر من سنتين (2005 - 2008) على يد خبراء متخصصين من الخارج، بمشاركة الحرفيين الشباب من أبناء شبام التاريخية. حيث تم نقله إلى متحف خاص يجاور المسجد سمي بـ "متحف المنبر"، والذي أضحى معلماً بارزاً يزوره المهتمون والباحثون والزائرون عموما للمدينة عقب عرضه بعد الترميم.
*عهد إنشاء المنبر
يعود إنشاء منبر جامع شبام الذي وقع عليه الترميم الأطول خلال فترة 2005م وحتى 2008م، إلى العام 643 هجرية، حيث أمر بإنشائه وإهدائه لجامع شبام أحد ملوك وحكام دولة بني رسول من عدن، وقد تمت صناعة المنبر في عدن قبل أكثر من ثمانية قرون، وأهداه المنصور عمر علي رسول، والذي تؤكد المصادر التاريخية بأن ولاية المنصور عمر علي في دولة بني رسول استمرت إلى 647 هجرية، أي أنه أمر بصناعته وإهدائه إلى جامع شبام قبل وفاته بثلاث سنوات، أو نحو ذلك.
*تمويل الصيانة
أجريت عملية الصيانة الأخيرة للمنبر في (متحفه) بعد تسع سنوات من الصيانة الأولى، بتمويل ذاتي من جمعية تطوير الحرف التراثية بمدينة شبام حضرموت.
صيانة المنبر الذي يقدر عمره بثمانية قرون أجراها اثنان من ذوي الخبرة وأعضاء في جمعية تطوير حرف التراث بمدينة شبام حضرموت.
وقد تلقيا دورات داخلية على أيدي خبراء في ترميم ومعالجة الخشبيات الأثرية بطريقة خاصة على يد الخبير الدولي المهندس جمال الجابر قبل أكثر من 12 عاما.. وقد أنهيت أعمال صيانة المنبر التاريخي الأخيرة قبل أيام بإتقان وجودة عالية.
*نجاح عملية الصيانة
يقول عوض سالم عفيف، رئيس جمعية تطوير الحرف التراثية، ردا على سؤال «الأيام» حول أسباب الترميم الأخيرة: “أولا نشكر «الأيام» التي تابعت منذ أكثر من عشر سنوات وضعية المنبر، الذي ثم ترميمه، ونشرت عن تاريخه ومتابعته باهتمام بالغ”.
ويردف: “وبالنسبة للترميم والصيانة الأخيرة فإنها تأتي نتيجة مرور فترة طويلة على أهم وأشمل وأبدع ترميم للمنبر، وتأتي هذه الصيانة الدورية بعد سقوط أحد الأعمدة من أعلى المنبر، وأيضا فإن عملية الصيانة تشمل تنظيف علمي لكافة الأجزاء المتعلقة به، سواء من حيث القضاء على حشرة (الأرضة)، وكذلك من الأتربة العالقة فيه”.
ويختتم عفيف بقوله: “وقد تمت عملية الصيانة الأخيرة وفق الخطوات العلمية.. وكما تعلمون فإن أعضاء متخصصين تلقوا دورات وتدريبات على مدى سنوات للترميمات الخشبية بمعايير دولية، تمكنهم من معالجة مثل هذه الحالات، وقد نجحنا في كل المرات التي قمنا بها في عمليات الترميم، وكما تعلمون أيضاً أن أعضاءنا قاموا قبل سنوات بترميم ثلاثة منابر تعود لقرون طويلة، موجودة بمتحف سيئون حاليا، والذي يعد منبر شبام في متحف شبام هو الأقدم فيها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى