هولندا تحقق في انتحار قائد عسكري سابق لكروات البوسنة أمام محكمة دولية

> لاهاي «الأيام» ا.ف.ب

> بدأ المدعون الهولنديون اول امس الأول تحقيقات غداة انتحار قائد عسكري سابق لكروات البوسنة بالسم امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وسط ذهول قضاة الأمم المتحدة.
وكان من المفترض أن يمضي موظفو المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي أسابيع هادئة قبل اختتام المحكمة أعمالها في 31 ديسمبر المقبل، بعد ان يصدر القضاة احكامهم النهائية الاربعاء.
لكن قاعة المحكمة تحولت فجأة وبشكل غير متوقع إلى مسرح جريمة مدوية.
وفي مشاهد صادمة تم بثها في انحاء العالم شرب سلوبودان برالياك سائلا من قارورة صغيرة بنية قائلا إنه تناول السم، وذلك بعد لحظات من إعلان قضاة المحكمة تثبيت حكم السجن 20 عاما بحقه، على خلفية فظائع ارتكبت خلال حرب البلقان في تسعينات القرن الماضي.
وتوفي الرجل البالغ من العمر 72 بعد وقت قليل في المستشفى.
وأفاد فرانس زونيفليد الناطق باسم الادعاء العام الهولندي وكالة فرانس برس أن إجراء تشريح في اقرب وقت لجثة برالياك يعتبر “أولوية قصوى”.
وقال المدعون إن تحقيقاتهم ستركز على ما اذا كان برالياك تلقى اي مساعدة خارجية في الحصول على السم المفترض.
وقال مكتب الادعاء العام في بيان في ساعة متأخرة الاربعاء “في الوقت الراهن، سيتركز التحقيق على الانتحار بمساعدة وانتهاك قانون الادوية”.
وقالت مارلين فيكينشير من مكتب الادعاء العام الخميس إن “التحاليل الأولية اظهرت أن القارورة كانت تحتوي على مادة كيميائية تسبب الوفاة”.
وتابعت أنها لا يمكن ان تقدر الوقت الذي سيستغرقه التحقيق إذ أن الحادث “غير مسبوق تماما”.
وتسببت الحادثة بإحراج بالغ للمحكمة التي تنهي عملها الشهر المقبل بعد أكثر من عقدين من إنشائها للنظر في الجرائم التي ارتكبت في حرب البوسنة بين 1992 و1995.
*تساؤلات
لا تزال المادة التي تناولها براليك غامضة وكذلك كيفية تمكنه من تفادي الاجراءات الأمنية المشددة لتهريب القارورة إلى قاعة المحكمة.
ثمة تساؤلات عن محتوى القارورة وهل هو سم بالفعل او مادة اخرى مسممة، وعن كيفية حصوله عليها في مركز الاعتقال التابع للامم المتحدة في لاهاي حيث كان محتجزا.
وبموجب قواعد المحكمة، يخضع كل شخص يدخل مركز الاحتجاز الأممي لاجراءات أمنية مشددة “بغض النظر عن مركزه، جنسيته، وظيفته او سنه”.
فكل شخص يدخل المركز يخضع لاجهزة مسح ضوئية وقد يشمل ذلك ايضا “تفتيشا للملابس”.
ويسمح للمتهمين المحتجزين بالحصول على أدويتهم، لكن تحت اشراف مدير القسم الطبي في المركز.
وتزامن الحادث مع إعلان القضاة القرار النهائي في استئناف الاحكام على ستة من القادة العسكريين والسياسيين لكروات البوسنة.
وأيد القضاة، وكثير منهم عمل لفترات طويلة في المحكمة التي أُنشئت العام 1993، كل احكام السجن الخمسة الأخرى التي تراوح بين 10 و25 سنة.
وهتف برالياك القائد العسكري السابق لكروات البوسنة بغضب “برالياك ليس مجرما. ارفض حكمكم”.
ووقف برالياك الطويل القامة ذو الشعر الابيض واللحية ثم رفع قارورة بنية صغيرة الى شفتيه وتجرع ما في داخلها. وتم تعليق الجلسة فور اعلان المحامي مقاطعا “موكلي يقول إنه تناول السم”.
وأحدثت هذه التطورات صدمة في كرواتيا حيث لا يزال البعض يعتبره بطلا.
لكن رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش قالت الخميس إن الشعب الكرواتي يجب أن يعترف بأن هناك كرواتيين ارتكبوا جرائم في البوسنة.
وقالت كيتاروفيتش “نحن الكرواتيين يجب أن نتحلى بالقوة للاعتراف بان بعض مواطنينا ارتكبوا جرائم في البوسنة ويجب أن يتحملوا مسؤولية ارتكابها”.
*«الحلقة الاخيرة»
بعد اضاءة الشموع ليل الاربعاء الخميس تكريما لبرالياك في موستار، التي كانت يوما عاصمة “جمهورية الهرسك والبوسنة”، وقف النواب الكرواتيون الخميس دقيقة صمت تكريما “لجميع ضحايا الحرب في كرواتيا والبوسنة”.
وقال رئيس البرلمان الكرواتي غوردان ياندروكوفيتش مفتتحا الجلسة “جميع الضحايا يجب ان يبقوا في ضميرنا الى الابد ويجب ان يكون موت الجنرال برالياك بالامس الحلقة الاخيرة في هذه الاحداث المأسوية”.
وكرر رئيس الوزراء الكرواتي اندري بلنكوفيتش الخميس وصفه قرار المحكمة بانه “ظالم”، بعد ادانة القادة الكروات الستة بالمشاركة في مخطط للتطهير العرقي لمسلمي البوسنة.
وقال بلنكوفيتش ان المحكمة الأممية "تقاضي افرادا وليس دولا، ولا تتطرق الى مسؤولية دولة".
وعلقت فريدريك دي فلامينغ الخبيرة في القانون الدولي في جامعة امستردام أن “هذا نوع من الاحتجاج لم يحصل من قبل، ويظهر كيف ينظر المشتبه بهم في المنطقة الى المحكمة” الأممية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى