لماذا انهارت شراكة الانقلاب ؟! السعودية وراء انفراط الحلف بين صالح والحوثيين

> دبي «الأيام» ا.ف.ب

> يرى الباحث في المعهد الوطني للأبحاث العلمية ومركز الأبحاث الدولية في باريس لوران بونفوا أن السعودية شجعت “بلا شك” انهيار التحالف بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والمتمردين الحوثيين في ما وصفه بأنه “منعطف هام” في حرب اليمن.
*لماذا انهار الحلف؟
“نشأ الحلف في سنة 2014 بين الحوثيين والرئيس السابق لحاجة ظرفية متصلة بالحرب لكن مصالح الطرفين ظلت متباينة على المدى البعيد. فالحوثيون عبروا خلال الأشهر الماضية عن تحول ايديولوجي عبر إعادة تركيز استراتيجيتهم السياسية حول رهانات شيعية خالصة، وعززوا وصول ممثليهم إلى أعلى مناصب السلطة على حساب أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح. ولكن الأخير كان حريصاً على الاحتفاظ بقدرته على المناورة وعلى الإمساك بالسلطة، ولا سيما تمهيد الطريق لابنه أحمد علي المقيم في الإمارات ليكون البديل السياسي.
كان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية يأمل في فرط هذا التحالف الذي صمد على الرغم من التوتر بين الجانبين، ولا سيما خلال الصيف. وما كان من محاولة الحوثيين السيطرة على مسجد الصالح الذي بناه الرئيس السابق وسماه باسمه في مطلع الألفية الثانية، سوى أن صب الزيت على النار في نهاية نوفمبر. ولا شك أن السعودية شجعت صالح على إنهاء التحالف مقابل إعطائه ضمانات سياسية”.
*هل يشكل الأمر منعطفا في الحرب؟
“من المبكر الحكم على ما ستؤول إليه الأمور، لكن حل التحالف بين الحوثيين وصالح يشكل منعطفاً هاما. لا يمثل الأمر نبأ ساراً بالضرورة لأنه، من جهة، يشعل الاشتباكات في صنعاء وفي مناطق أخرى ظلت بمنأى عن المعارك رغم تعرضها للقصف.
ومن جهة ثانية، فإنه يمعن في تعقيد الحرب. فالحملة الدولية المطالبة بوقف الحرب وإدانتها تلقي اللوم على السعودية بصورة رئيسية ومن ثم على الإمارات، وأمام ما وصفه التحالف العسكري بأنه “انتفاضة شعبية” ضد الحوثيين، قد تعلن السعودية وقف الغارات حتى تبدو منفتحة ومتجاوبة أمام الضغوط الدولية. ذلك سيكون بالتأكيد خبرا سارا للمدنيين اليمنيين، لكنه لن يساهم في إيجاد تسوية للحرب. كما أنه سيحرم الأسرة الدولية والمنظمات غير الحكومية من أي وسائل ضغط لطرح مسألة هذه الحرب”.
*ما هي الخطوات المقبلة؟
“يتهم الحوثيون صالح منذ عدة أشهر بالغدر وبالتفاوض سرا مع السعوديين. علينا أن نرى كيف ستتطور الأمور على الأرض، ولكن صالح الذي يفكر في استخدام ابنه كبديل، يرى في التقارب مع السعودية مخرجاً منطقياً بالنسبة له. وسيكتب ذلك صفحة جديدة في تاريخ هذا السياسي الذي يتغلب على كل العقبات، على الرغم من الفوضى العارمة التي حلت محل كل الحماسة والآمال التي بنيت على حركة الربيع اليمني في سنة 2011.
ولكن انهيار الحلف بين الحوثيين وصالح لا يعني زوال الحوثيين. فهم يمتلكون قدرة عسكرية فعلية ويسيطرون تماماً على عدة محافظات. وفي حال تعرضوا لضغوط كبيرة فإن الأسابيع المقبلة ستحدد إن كانوا مستعدين لتقديم تنازلات أو سيواصلون التعامل فقط على أساس منطق الحرب”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى