سياسيون جنوبيون يعلقون على مقتل صالح بــ"نهاية مأساوية متوقعة للديكتاتور".. دول التحالف العربي عليها إعادة حساباتها ومراجعة خططها شمالا وجنوبا

> عدن «الأيام» رعد الريمي

> دخلت معركة تحرير صنعاء منعطفا تاريخيا وفصلا دمويا جديدا بمقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس برصاص مسلحين حوثيين، نصبوا له كمينا على طريق إلى مسقط رأسه (سنحان).
ويلقي إعلان مقتل صالح وكبار مساعديه بظلاله على المشهد السياسي سواء في الجنوب أو الشمال الذي تسيطر على معظم مناطقه مليشيات الحوثي وقوات صالح المنشقة منذ ثلاثة أعوام، ويخوضون حربا مستميتة ضد القوات الحكومية التي تدعمها دول التحالف العربي بقيادة السعودية.
يتحدث سياسيون جنوبيون حول المشهد الجنوبي ومصير الجنوب ما بعد مقتل صالح الذي ساعد مليشيات الحوثي على اجتياح محافظات الجنوب في مارس 2015 قبل طردهم في يوليو من العام نفسه من عدن.
*نهاية الديكتاتور
يقول المحلل السياسي والعسكري العميد ثابت حسين صالح إن مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وهزيمته وأنصاره في صنعاء كانت متوقعة وفقا لقراءة موضوعية تحليلية لمسار وتجليات الصراع.
وأضاف في تعليق لـ«الأيام»: “باختصار شديد مقتل صالح يعني نهاية هذا الدكتاتور الطاغية ونهاية شعاراته الدموية (الرقص على رؤوس الثعابين.. الوحدة أو الموت)، بالاضافة الى انفراد الحوثيين بقرار الحرب والسلام والحكم في الشمال إلى أجل غير مسمى”.
ويعتقد صالح أن التحالف العربي وخاصة السعودية ينبغي عليه إعادة حساباته وقراءاته وخططه شمالا وجنوبا”، مضيفا: “أن الجنوبيين يدركون أن الخصم الاول قد مات ومات معه شعاره (الوحدة أو الموت) وهي حقيقة ينبغي أن يستوعبها الشماليون قبل الجنوبيين بمن فيهم أنصار الدولة الاتحادية”.
وتولى صالح حكم دولة الشمال في اغسطس عام 1978 التي اطلق عليها الجمهورية العربية اليمنية حتى عام 1990 حينما توحد مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت في الجنوب.
الكاتب السياسي الإعلامي منصور صالح يرى قتل صالح أمرا متوقعا إذ أنه “اراد الموت في مواجهة المشروع الرافضي” ولكن هو بذلك يجني ما كسبت يداه من خلال تحالفه معهم في الفترة الماضية.
واستعرض منصور السياسة الدموية التي كان ينتهجها صالح خلال فترة حكمه الذي حرص فيه على اللعب بالمتناقضات، وكان دائما ما يتباهى بعبارة (الرقص على رؤوس الثعابين). يقول منصور.
ويضيف قائلا: “وقع (صالح) ضحية هذه الثعابين التي تبناها بالرقص عليها وتبنى تربيتها يوما ما، إذ يعد صالح صاحب اليد الطولى بإيجاد الحوثيين وهو من مدها بالسلاح بالإضافة إلى كونه من ساعدها على الوصول إلى صنعاء ودخول الجنوب ومحاولة زرع الحوثيين ومشروعهم الرافضي في الجنوب”.
ولفت منصور خلال حديثه لـ«الأيام» الى اللمسات البغيضة التي تعامل بها صالح مع الجنوبيين بقوله: “إن صالح لم يحترم الجنوبيين ولا اتفاقاته معهم وخاصة بعد ان دخلوا معه في وحدة اندماجية انقلب عليها وبغير سبب انقلب ايضاً على الاتفاقات الوحدوية، الانقلاب الذي جاء عبر قواه السياسية وادواته (حزب الإصلاح) ليكون مناهضا لمشروع الجنوبيين الذي حملوه وبموجب ذلك تم اغراق الوحدة وتدميرها ولم يكتف بهذا بل شن الحرب على الجنوب وهمش الجنوبيين واستطال عنفاً في تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات واسعة لشق الصف الجنوبي والتحريض على الجنوب، لذا نقول ان ما جرى في الشمال وما جرى لعلي عبد الله صالح قد يكون انتصارا ربانيا وعدلا إلهيا تجاه ما ارتكبه صالح من جرائم بحق الجنوبيين”.
ثابت حسين صالح و الإعلامي/ منصور صالح و أمين محمد الشعيبي
ثابت حسين صالح و الإعلامي/ منصور صالح و أمين محمد الشعيبي

ويرى منصور صالح خاتمة المشهد السياسي اليمني بمقتل صالح قائلا “شهدنا موت صالح ولا نريد ان نظهر كشامتين من الناحية الإنسانية ولكن من الناحية السياسية علينا التحدث عن الرجل وما حمله تاريخه الدموي وعن صالح في مواجهة المشروع الرافضي الذي تبناه هو وعلينا ان نتنبه إلى ان الرجل قتل مدبرا وليس مقبلا، ولا يمكن في اي حال من الاحوال ان نجعل منه بطلا، فالرجل قتل في حالة هروب وهي نهاية غير مشرفة”.
*استعادة دولة الجنوب سيسهم في استقرار المنطقة
ويدفع مقتل صالح الى تغيير المشهد في الجنوب، حيث يتطلع الجنوبيون لاستعادة دولتهم التي فقدوها بعد حرب 94.
يقول المتحدث الرسمي للجالية الجنوبية في المملكة العربيَّة السعودية ودول الخليج العربي م. أمين محمد الشعيبي إن الفرصة مواتية لأن يعترف العالم بحق الجنوبيين في استعادة دولة الجنوب.
وطالب الشعيبي دول التحالف العربي التي تقود معركة ضد إيران في الحد الجنوبي للجزيرة إلى أن تشحذ الهمة وتقرر وجهتها وتعلن اعترافها بدولة الجنوب العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي كقيادة مؤقتة لدولة الجنوب.
وقال في تعليق لـ«الأيام» عن مقتل صالح إن “على دول التحالف وامريكا وسائر دول العالم- التي تعترف أن خطر إيران مثله مثل خطر القاعدة والتنظيمات الإرهابية - الوقوف الى جانب الشعب الجنوبي لاستعادة دولته التي احتلتها دولة الشمال بزعامة الهالك علي عبدالله صالح عام 1994 ضاربا بكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة- التي منعت صالح حينها من احتلال الجنوب- عرض الحائط”.
يتابع الشعيبي “نطالب الضمير الإنساني العربي والعالمي بالوقوف الى جانب شعب الجنوب احقاقا للحق وعودة الحق للجنوبيين المتمثل باستعادة دولتهم المستقلة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي كانت عضوا في الأمم المتحدة والجامعة العربية وكافة المنظمات العربية والدولية”.
ويعتقد الشعيبي أن استعادة الجنوبيين دولتهم “سيسهم في استقرار المنطقة ومحاصرة النفوذ الايراني في الشمال، وأن الجنوب سيكون له دوره في تحرير شمال اليمن بشرط وقوف العالم إلى جانبه واعترافه بدولته الجنوبية بعد النضال المرير للشعب الجنوبي”.
ودعا متحدث الجالية الجنوبية في السعودية والخليج دول التحالف العربي بقيادة السعودية الى استغلال الفرصة التاريخية والتلاحم مع الجنوبيين، وقال “عصفور باليد خير من عشرة على تباب الشجرة في مأرب والشمال”. في إشارة الى جيش الشرعية المتمركز بمأرب والجوف وباقي المناطق الشمالية والذي لم يحقق انتصارات منذ ثلاث سنوات من الدعم في وقت حققت المقاومة الجنوبية مكاسب كبيرة في غضون اشهر من الحرب المستمرة منذ مارس 2015.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى