السفير الأمريكي: جماعة الحوثي تحمل مشروعا خارجيا مدمرا لمقومات الدولة يؤثر سلبا على أمن المنطقة والعالم

> «الأيام» غرفة الأخبار

> قال السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر إن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على يد المسلحين الحوثيين، مثّل صدمة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية وللمجتمع الدولي.
وأشار في مقابلة مع برنامج (رسل السلام) أذاعته قناة (اليمن) الفضائية الرسمية أمس إلى “وجود تيار معتدل داخل الجماعة الحوثية المسلحة يخالف أعمال العنف، لكن الجماعة التي تتبنى العنف ترفض تحول المعتدلين إلى حزب سياسي، أو الانخراط في العمل السياسي السلمي”.
وأوضح أن “الجناح المتطرف سعى منذ الانقلاب على الدولة إلى التخلص من الرموز المعتدلة داخل الحركة واستدل موضحا بمقتل السياسي أحمد شرف الدين، حيث كان أكثر أعضاء الحركة مرونة وتعاطياً مع الأحداث السياسية”.
وقال: “إن شرف الدين كان يحمل مشروعاً لعودة الدولة، لكن الجماعة رأت فيه ما يشكل إعاقة حقيقية لتمرير أجندتها فقامت بالتخلص منه”.
وأضاف أن “المجتمع الدولي ما يزال يعول على الأصوات المعتدلة داخل الجماعة، بالعودة إلى جادة الصواب والجلوس على طاولة المفاوضات لعودة الدولة والتحول لحزب سياسي ينافس بديمقراطية على المشاركة السياسية في الحكم وإدارة الدولة، خصوصاً بعد الأصوات المنادية لإدراج الجماعة ضمن قائمة الإرهاب”.
وتابع: “الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يراقبان بقلق بالغ ما يمارسه الحوثيون من انتهاكات مروعة بحق أنصار صالح ومع كل من يخالفها في مخالفة صريحة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية والعادات والتقاليد”.
وأضاف: “إن الحوثيين حينما قتلوا حليفهم في أول خلاف بينهما يثبت للجميع كم هي جماعة متوحشة لا تؤمن بالحلول السياسية ولا تقبل الشراكة في السلطة”.
وأشار إلى أن “جماعة الحوثيين تحمل مشروعاً خارجياً، يهدف لتدمير مقومات الدولة ومؤسساتها بما يؤثر سلباً على أمن واستقرار المنطقة والعالم”.
ولفت إلى “الدور المأمول الذي يفترض بالقبيلة اليمنية القيام به في مواجهة هذا التطرف الحوثي الذي يمزق النسيج الاجتماعي”.
وقال: “إن مواصلة بعض زعماء القبائل ورموز المجتمع القبلي التحالف مع الحوثيين إنما يخلق حالة كراهية شديدة لدى المجتمع اليمني ضدهم، وهو ما قد يرتد عليهم مستقبلا، فيدفعون ثمناً غالياً”.
ودعا السفير الأمريكي إلى “العمل على حماية المجتمع اليمني من بطش الحوثيين، والعمل بشكل جاد على مساندة عودة الدولة ومؤسساتها المختطفة”.
وحول شعار الحوثيين المنادي بالموت لأميركا جدد تولر التأكيد أن “هذا الشعار لم يقتل سوى اليمنيين، وأن معاداة أمريكا أصبحت الشماعة التي تستغلها كل الحركات المتطرفة في الشرق الأوسط، مستغلة حالة الكراهية لدى بعض المجتمعات في المنطقة”.
وحول وجود تعاون مخابراتي بين بلاده وجماعة الحوثيين في محاربة تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية نفى تولر “صحة ما يتردد عن ذلك جملة وتفصيلاً”.
وقال: “إن واشنطن لا تتعامل إلا مع الحكومات الشرعية ولا يمكن، أيضاً، أن تمد يدها في يد جماعة انقلابية”.
وبشأن القرارات الدولية ضد صالح وبعض أفراد عائلته أكد السفير الأمريكي أن “المجتمع الدولي ومجلس الأمن كان قد اتخذ هذه القرارات نتيجة لمشاركة صالح الحوثيين في الانقلاب”.
وتوقع تولر مراجعة قريبة من مجلس الأمن لهذه القرارات، خصوصا بعد موقف صالح الأخير.
وأكد السفير الامريكي في ختام حديثه لبرنامج (رسل السلام) قوله إن “مستقبل اليمن مرهون بالوصول إلى حل سياسي ينهي الانقسام، وأن الحلول العسكرية تزيد من حالة الاحتقان بين مختلف مكونات المجتمع اليمني”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى