الرئيس هادي في اجتماعه بسفراء دول مجموعة الـ19 الداعمة لليمن: ما دامت القوة العسكرية بيد مليشيات الحوثي فالسلام معها ضرب من المستحيل

> «الأيام» غرفة الأخبار

> أكد الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن العمليات العسكرية لن تتوقف حتى تحرير كافة التراب اليمني.
واستبعد هادي إجراء أي حوار أو مشاورات لا تستند للمرجعيات الثلاث التي تنص بصورة واضحة على إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة.
جاء ذلك خلال لقائه، أمس، سفراء دول مجموعة الـ19 الداعمة لليمن لإطلاعهم على تداعيات الأحداث الأخيرة ومخاطر مليشيا الحوثي الانقلابية على اليمن والمنطقة ونهجها الدموي تجاه الشعب اليمني.
وقدم الرئيس هادي لمحة موجزة عن التحولات السياسية التي جرت في اليمن منذ العام 2011، للتذكير وإحاطة السفراء الجدد بحقيقة هذه الأحداث والتحولات.
وقال: “الحوثيون انقلبوا على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، وهذه المخرجات لم ترقَ لأعداء المستقبل، ولذلك شكلوا تحالفا ثنائيا بين الحوثيين المسنودين من ايران وبين الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقاموا بجريمة الانقلاب على الدولة ومصادرة المؤسسة العسكرية التي كانت بالأساس لم تنته من الهيكلة وتخضع في ولاءاتها للنظام السابق أو لولاءات مذهبية، وسقطت الدولة، وسيطرت هذه الجماعات على المدن، وأسقطت السياسة، وصادرت الأحزاب، واعتقلت القيادة، ووضعت الحكومة تحت الإقامة الجبرية”.
وأضاف: “نتيجة لذلك قمنا بدورنا الذي يخولنا إياه الدستور في حماية بلدنا من السقوط الكامل بيد عصابات همجية باستدعاء الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وتشكل التحالف العربي”.
وأكد أن “الحكومة الشرعية حاولت خلال فترة الحرب بكل الوسائل تجنيب البلاد المخاطر وتقليل كلفة الحرب، ولذلك سعت إلى مشاورات مع الجماعة الانقلابية، وقدمت الحكومة الكثير من التنازلات، غير أن تعنت المليشيات كان يفوت كل فرص السلام في كل دورات المشاورات في جنيف ثم في بيل السويسرية وبعدها في الكويت”.
وأشار إلى أن “تعنت المليشيا فاقم الحالة الإنسانية وزاد المعاناة، حيث قام الانقلابيون بتسخير كل موارد الدولة للحرب، ومنعت عن الناس الرواتب، وأجبرت الجميع على الخضوع، فنقلت الحكومة البنك المركزي بعد أن استهلكت المليشيات كل الاحتياطات النقدية، وفتحت تجارة السوق السوداء والشركات الخاصة، وسخرت كل موارد الدولة لمجهودها الحربي”.
وقال الرئيس: “مؤخرا ضاقت المليشيات الإيرانية حتى بشركائها، وقامت بالانقلاب على شريكها صالح ومن معه من المؤتمر، وقتلت الرئيس السابق ورئيس فريق المشاورات في حزب المؤتمر، الذي ظل شريكا معها، وقامت بحملات اعتقالات وقتل وترويع وتفجير للمنازل لكل القيادات التي تتبع حزب المؤتمر، وهو ما يعكس عدم جاهزية أو قدرة هذه الحركة على أي تفاهمات أو حوارات سلام أو تعايش، فما دامت القوة العسكرية والأمنية بيد هذه المليشيات فإننا نعتقد أن السلام معها يعد ضرباً من المستحيل”.
وطالب هادي المجتمع الدولي بـ“ضرورة إدانة هذه الأعمال والضغط على المليشيات لإطلاق المختطفين، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية الصادرة بحق المليشيات”.
وقال: “المواقف الدولية بالرغم من أن بعضها كان شجاعا ومسئولا إلا أن البعض الآخر لم يكن بمستوى ما يجري على الأرض من تنكيل وبشاعة وهمجية ووحشية”.
وعن الوضع العسكري خاطب الرئيس اليمني سفراء الدول الـ19 قائلا: “الجيش الوطني يحقق انتصارات وتقدم على كل الجبهات، ويتحرك وفق قواعد الاشتباك والاحتياطات الإنسانية وضمان حماية المدنيين وكل الانتصارات على الأرض يحققها الجيش الوطني بصورة كاملة، والحديث عن انسحابات لأطراف أو وهم التشكيلات العسكرية القديمة أو غيرها من الأمور هي أمور غير دقيقة، ولن تتوقف العمليات العسكرية حتى تحرير كافة التراب اليمني، ولا يمكن إجراء أي حوار أو مشاورات إلا على قاعدة المرجعيات الثلاث التي تنص بصورة واضحة على إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة”.
ولفت إلى أن “جماعة الحوثي أثبتت أنها جماعة سلالية مسلحة لا تجنح للسلم، وأن أي عمليات سلام معها قبل انتزاع السلاح يعتبر إهدارا للوقت، وخدمة مجانية للمليشيات، وإمعانا في خذلان الشعب اليمني المتطلع إلى الخلاص”.
وقال: “فتحنا أبوابنا لكل من تعرض للتنكيل من قبل الحوثي من المؤتمر، ونعمل بشكل دؤوب للملمة المؤتمر الشعبي العام والحفاظ عليه، فهو حزب عريق وله رصيد نضالي وشعبي، ونرحب بأي جهد يتم تحت إطار الشرعية، ونرفض أي عمل يتم خارج إطار الشرعية مطلقاً، فلدينا خصم واحد وهدف واحد ووسيلة واحدة”.
واختتم كلمته قائلا: “ندعو الجميع إلى مساعدتنا وبذل الجهود لتوحيد العمل السياسي وتعزيز الصف الوطني تحت القيادة الشرعية لإنهاء الانقلاب، خصوصا وقد انضوت كافة الفصائل الوطنية في جبهة واحدة وتحالف سياسي واسع لكافة القوى الوطنية لمواجهة المليشيا الإيرانية الانقلابية وهزيمتها”.
من جانبه نوه أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بالإيضاحات التي قدمها الرئيس هادي حول الوضع الراهن باليمن وكذلك الخلفية التاريخية.
ولفت الزياني إلى “العلاقات الأخوية المميزة والشراكة بين اليمن ودول المجلس ووقوفه إلى جانب اليمن في مختلف المواقف والظروف، وتقديمه للمبادرة الخليجية التي تمثل مفتاح الخير والسلام والاستقرار”.
وعبر عن “إدانة المجلس للقصف الصاروخي الحوثي على الرياض ومكة المكرمة ومن يقف خلفه”.
وبارك الزياني “النجاحات والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني المدعوم من دول التحالف العربي”.
كما تحدث في اللقاء عدد من السفراء الحاضرين، معبرين عن سرورهم بهذا اللقاء، ومؤكدين دعم بلدانهم لليمن وقيادتها الشرعية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، وصولا لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لليمن المرتكز على المرجعيات الثلاث وقرارات الشرعية الدولية، وفِي مقدمتها القرار 2216، والقضاء على الانقلاب وإعادة إعمار وبناء اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى