أميركا تعــد بالانتقام من مناصري القرار الأممي الذي قدمته اليمن

> نيويورك/ واشنطن «الأيام» خاص

> قدمت اليمن وتركيا امس الاول الخميس مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدين قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
لكن وسائل الاعلام الامريكية ركزت على ان اليمن قدمت المشروع والى امكانية استهدافها بقطع المساعدات عنها من قبل الإدارة الامريكية.
الى ذلك هددت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة، نيكي هيلي، الدول التي ستصوت لصالح القرار قبل عملية التصويت قائلة : "ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم (...) هذا التصويت سيحدد الفرق بين كيفية نظر الاميركيين الى الامم المتحدة وكيفية نظرتنا الى الدول التي لا تحترمنا في الامم المتحدة".
واضافت "سنتذكره حين سيطلبون منا مجددا دفع أكبر مساهمة (مالية) في الامم المتحدة. وسنتذكره حين ستطلب منا دول عدة، كما تفعل غالبا، دفع المزيد واستخدام نفوذنا لصالحها".
واكدت هايلي ان قرار نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس الذي اعلن في السادس من ديسمبر "لا يؤثر بتاتا في قضايا الوضع النهائي بما فيها حدود القدس".
اما مندوب اسرائيل فهاجم اليمن مباشرة قائلاً:"أن ما يثير السخرية أن دولاً كاليمن تنشط فيها التنظيمات الإرهابية تتناسى مشاكلها وتتذكر القدس".
وأضاف: "اليمن دولة فاشلة، تنتهك فيها حقوق الإنسان بشكل كبير، وبالرغم من كل هذا يتم تحريكهم كالدمى لتقديم مثل هذا المشروع البغيض.. أثق كل الثقة أنه في نهاية المطاف سيتم رمي مشروع القرار هذا الى مزبلة التاريخ، وسيعترف العالم أجمع بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل".
من جهته قال نائب وزير الخارجية الامريكي لشؤون الخليج العربي تيم ليندركين يوم أمس ان تهديد هيلي هو تهديد كامل رافضاً الدخول في تفاصيل قطع المساعدات عن اليمن التي قدمت مشروع القرار. وحمل ليندركين الحوثيين مسؤولية ما يجري في اليمن من مجاعة وكارثة انسانية قائلاً انه ليس كل ما ينفجر في اليمن من صنع التحالف العربي.
واضاف أن الحكومة الامريكية قدمت من خلال وكالتها الانسانية "يو اس ايد" ووزارة الخارجية الامريكية 1.3 مليار دولار من المساعدات الانسانية لليمن منذ العام 2015م.
وفي لقاء مع الصحفيين في وزارة الخارجية قال تيم ليندركين: "أريد حقا أن أؤكد على الأهمية التي نضعها على الصراع اليمني الآن. أعتقد أنك رأيت، كما ذكر هيذر، البيان الذي صدر للتو من قبل البيت الأبيض. وهذا يقف أمام بضعة أسابيع من التصريحات والدبلوماسية العدوانية جدا من جانب الرئيس، ووزير الدولة، ونائب الأمين. وهناك الكثير من التفاعل الإيجابي جدا بيننا وأعضاء الكونغرس الذين يهتمون اهتماما كبيرا في هذا الصراع أيضا.
لا أحد يضع المزيد من الاهتمام والمزيد من التمويل في الصراع اليمني من الولايات المتحدة. وأشارت إلى الرقم البالغ 1.3 بليون دولار. إنها مبلغ كبير جدا، ولكن أعتقد أيضا أننا نتعامل مع مشاكل كبيرة جدا داخل اليمن. هناك كل من الكوليرا وحالة انعدام الأمن الغذائي. لكننا سعداء جدا لأن السعودية وأعضاء التحالف أعلنوا قبل يومين افتتاح ميناء الحديدة. وهذا ينطبق على جميع أنواع المساعدة؛ هذه هي المساعدة الإنسانية، انها المساعدة التجارية. كما وافقوا أيضا على نقل أربعة رافعات ممولة من الولايات المتحدة والتي كانت مخزنة في دبي لبعض الوقت، مما سيساعد على تفريغ السفن التي هي الآن على وشك ترك الرصيف والتحرك نحو ميناء الحديدة. ونعتقد أن هذا سيساعد على التخفيف من بعض الشواغل الإنسانية.
لقد عملنا أيضا مع السعوديين والإماراتيين من خلال آلية نسميها رباعية وهي تتكون من الولايات المتحدة والسعودية والامارات وبريطانيا.. لقد عقدنا اجتماعين مؤخرا - أحدهما في لندن، والأخر في أبو ظبي - على المستوى الوزاري الذي كان فيه العنصر الإنساني حاضرا جدا في المناقشات التي أجريناها مع هذه البلدان الأساسية.
ونحن نريد أن نبقي تلك الآلية تسير كوسيلة للمساعدة في العملية السياسية. فنحن لا نعمل فقط على الجانب الإنساني؛ فإننا نتحرك أيضا نحو عملية سياسية، كما نأمل، حيث لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع. فكلما ازداد عدد القنابل التي تسقط كلما ازداد العدوان الحوثي والمزيد من الاعتداءات على الرياض والمراكز السكانية الأخرى في الرياض . لذلك نحن ندفع الجميع للانتقال إلى عملية سياسية بأسرع ما يمكن.
أحد العناصر ذات الصلة في كل خلال العامين الماضيين من الصراع هو دعم إيران للحوثيين. ونحن نعتقد أن هناك مجالا للحوثيين في تسوية سياسية. ونحن نرحب بذلك، ولكن ليس عندما يستمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ على حليف رئيسي مثل السعودية بشكل منتظم، وليس كذلك عندما يهدد الحوثيين حدود المملكة العربية السعودية، وهو أمر يحدث باستمرار.".
وعندما سئل السيد ليندركين عن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة القرار الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لأسرائيل وعن كون اليمن من قدم مشروع القرار وتصريحات السفيرة الامريكية فكم من المساعدات الامريكية ستقومون بقطعها بناء على الحقيقة بان اليمن لم يصوت فحسب ولكنه قدم مشروع القرار؟
ليندركين:" سأذهب مع ما قالته السفيرة الامريكية نيكي هيلي وما قاله الرئيس ترمب في أننا نراقب بشده من صوت مع من ولم يتخذ قرار بعد وهذا امر يتطور ولكننا نراقب عن كثب ويتم اتخاذ قرار بناء على ذلك"
واستمر السيد لينركين في مراوغه الصحفيين حول نفس السؤال وعن امكانية قطع المساعدات عن اليمن وعندما سئله أحد الصحفيين اذا ما كان تهديد السفيرة الامريكية هو تهديد اجوف اجاب:" لن اقول عنه انه تهديد اجوف وانما تهديد كامل ولا استطيع الاضافة لما قالته السفيرة او البيت الابيض".
وعندما سئل أذا ما كانت الولايات المتحدة ستقطع تعاونها مع السعودية والامارات حيث وانهم صوتوا لصالح مشروع الادانة في الامم المتحدة اجاب: "لا اعتقد ان التهديد كان فارغاً ولا استيع الحديث عن امور محدده ولدينا شراكة قوية مع السعودية والامارات ليس في اليمن فحسب ولكن في جميع المجالات فهؤلاء حلفاء رئيسيون لنا في الشرق الاوسط وشركاء رئيسيون في مكافحة داعش".
وعما يجري في صنعاء قال: “هناك الكثير من الاضطرابات في اليمن الآن. قتل علي عبد الله صالح -ولم يكن شريكا قويا لنا، كما تعلمون في العامين الماضيين -كان في نوع من تحالف غير مقدس مع الحوثيين الذي كان مشكلة كبيرة بالنسبة لنا والسعوديين وشركائنا في التحالف.
أعتقد أن ما نريد أن نطالب به في اليمن هو الوحدة بين مختلف الأحزاب. هذا ليس وقتا لمزيد من التفكك، المزيد من الاضطرابات داخل اليمن. وهذا لن يؤدي إلا إلى تعقيد أنواع الأولويات التي كنت أتحدث عنها من حيث الحصول على عملية سياسية مستمرة والعمل على الجانب الإنساني.
إن الأعمال الانتقامية التي شاهدناها ضد المؤتمر الشعبي العام قمنا بإدانتها. لقد طلبنا من الحوثیین التوقف عن تنفیذ أعمال انتقامية ضد أعضاء حزب صالح وضد عائلته. ونحن نتطلع إلى دفع الجميع إلى أقصى حد ممكن -وأنا أدرك أن هناك إيقاع خاصة داخل اليمن لهذه الأمور. انها ليست بالضرورة شيئا يمليه الغرباء. هناك إيقاع للأحزاب اليمنية للالتقاء هذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك".
وعند سؤال السيد ليدركين عن تمكين ايران للحوثيين من تنفيذ هجوم الـ19 من ديسمبر الجاري على الرياض قال:" نعم اعتقد ذلك واذا ما نضرت الى الشاشة سترى الادلة التي لا يمكن انكارها وهي القطع الايرانية (للصاروخ) هنالك علاقة رئيسية بين الحوثيين والايرانيين وهي علاقة يقوم الإيرانيين باستغلالها".
وعند سؤاله عن من يتحمل مسؤولية الوضع الانساني والحصار قال:" اعتقد ان الكثير من المسؤولية يمكن ان ترد الى الخلف وليس كل ما ينفجر في اليمن بسبب التحالف حتى عندما تعتقد انه كذلك فقد قام الحوثيين بتدمير البنى التحتية المدنية وهذا جزء من الواقع الذي نتعامل معه ولم يكن اليمن سعيداً قبل الحرب حيث لم يكن دولة متطورة..".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى