نازحون من شمال الشمال يتجاوزون مأرب الآمنة إلى عدن وشبوة

> تحليل / صالح علي الدويل

> نبه الكثيرون إلى خطورة النزوح الشمالي إلى الجنوب وعدن خاصة، وبأنه نزوح نوعي وغير منضبط.. وكانت ردود البعض أنهم إخوان تقطعت بهم السبل ولا ملجأ لهم إلا الجنوب وعدن خاصة، وخلطوا في ردودهم الدين بالدنيا بالتاريخ بالرغبات الحزبية المبطنة.
مصادر في المقاومة الجنوبية وناشطون وسياسيون جنوبيون يتحدثون دوما عن هذا النزوح النوعي والموجه نحو محافظات جنوبية بعينها ومواقع هامة في الجنوب كالعاصمة عدن ثم عتق وعدد من مناطق شبوة، وهما محافظتان سقطتا كليا من أيدي الغزو الشمالي، وهُزمت فيهما مليشيا الحوثي شر هزيمة، غير أن من يتحدثون عن هذ النزوح (المشبوه) لا يهتمون أو حتى يفكرون بأدنى السبل لعمل الاحتياطات الأمنية والتعامل مع الجماعات النازحة بحس أمني وبالطرق التي تتعامل فيها الدول ومؤسساتها المعنية مع النازحين ومنها مخيمات الإيواء والحصر والتثبت من الهوية والمراقبة المستمرة لتحركات المشبوهين.
الحرب في تعز وما جاورها دفعت عدن وتدفع تداعيات نزوحها الإنساني والعسكري على حساب واقع خدماتي ومعيشي هش، والحجة أن عدن أقرب لتعز منها لمأرب، لكن ماذا عن النزوح الشمالي إلى عتق والتركيز عليها وهي عاصمة خدماتها هشة ولم تدفع سلطتها المحلية رواتب الأطباء الأجانب العاملين في مستشفياتها، ولم تصل إلى ربع ما وصلت إليه مأرب لا في أمنها ولا في خدماتها، ضف إلى ذلك أن مأرب هي الأقرب لاحتضان النزوح من المناطق التي تشكل حالة يمكن تعريفها بأنها توجب نزوحا، كقرب عدن لنازحي تعز، لكن أن يتجاوز النازحون مأرب ويأتوا إلى عتق فهذا نزوح يثير الاستفهام والشك.. ومن هم؟ إنهم نازحون من المحويت أو من كوكبان أو آنس أو عنس أو أو.. الخ، وهي مناطق المخزون العسكري والأمني، ومناطقهم ليست في حالة حرب، أو حتى لو أن هناك مناطق فعلا في حالة حرب فكيف يتجاوزون مأرب الآمنة إلى عتق.
الجديد والمثير أن هناك جمعيات تشتغل في العمل المدني وهي غطاء لأحزاب وقوى ذات اتجاه سياسي معادٍ لاستقلال الجنوب، تقوم باستقبالهم وتوفير كل متطلباتهم تحت غطاء الواجب والتكافل الإنساني للنازحين، هذه الجمعيات تقوم باستئجار الشقق لأولئك النازحين، بل وصل الأمر لصرف مبالغ مالية لهم.
كل الجنوبيين يتذكرون أن المعسكرات التي تسلمها الشماليون في الجنوب عام 1990م كانت ملاذات لأضعاف أضعافها ممن كانوا يتسربون للجنوب تحت لافتة البحث عن العمل، وكانت تلك المعسكرات عبارة عن مؤخرات تجميع لهم حتى حان وقت استخدامهم للأغراض العسكرية والاستخباراتية التي عُرفت لاحقا.
الآن المؤخرات التي تحتضن النزوح العسكري هي تلك الجمعيات التي تعمل في الجنوب، وهي في الواقع مؤخرات "لليمننة وأحزابها".
وهذه الجمعيات الآن تقوم بنفس دور المعسكرات في توفير حاجيات “اللجوء العسكري” في المحافظات الجنوبية، ولا يُعلم هل ستقوم ببقية الدور أم أن غيرها سيقوم به.
هذه المنظمات التي تشفق على النازحين العسكريين الشماليين اليوم وتوزع لهم الأغذية والأدوية والمبالغ النقدية، أين كانت عندما كان الحوثي يدوس ديارنا وكانت مدننا وقرانا في الجنوب مسرحا لعملياته، فلم نجد أيا منها تحركت ضمائر سدنتها الحزبيين وتبرعت حتى “بحبة علاج”.. أما غيرها فإننا نعرف أنهم أدوات حزبية شمالية وهم أشد عداوة للجنوب ولمشروع استقلاله وللمقاومة الجنوبية من عداوتهم للحوثي وطائفيته.
الموضوع جد خطير، وعلى الأقل على الجهات الأمنية والمقاومة الجنوبية أن تكون لديها كشوفات بأسماء هؤلاء وأماكن سكنهم، وأن تضع خططا لاحتوائهم في حالة أي طارئ.. وهو بالتأكيد قادم وهؤلاء هم طليعته لكنهم هذه المرة بدون معسكرات لتجمعهم حتى الآن، حيث كان قرار تعيين قائد شمالي للشرطة العسكرية في شبوة المحاولة الأولى لمنطقة مأرب في توفير حواضن تجميع لهم، وهي وإن فشلت هذه المرة فلن تكون الأخيرة، فمعركة مأرب ليست متجهة إلى صنعاء بل إلى الجنوب.
تحليل / صالح علي الدويل

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى