100 قتيل مع مغادرة المبعوث الأممي صنعاء دون التوصل لإعلان استئناف المحادثات.. الحوثيون يعلنون التعبئة ويدخلون صواريخ (أرض - جو) للمعركة

> صنعاء «الأيام» غرفة الأخبار / وكالات

> قالت مصادر سياسية في صنعاء أمس إن جماعة الحوثيين رفضت المساعي الجديدة للأمم المتحدة نحو تحقيق السلام، وجددت اعتبار المحادثات "مضيعة للوقت" وذلك مع إنهاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، معين شريم، مشاورات مكثفة مع الحوثيين وحلفائهم استمرت خمسة أيام دون انتزاع موافقة رسمية بشأن مقترحات أممية لبناء الثقة قبيل الذهاب إلى مفاوضات سلام جديدة الشهر القادم.
وأشارت المصادر إلى إن رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين صالح الصماد أكد خلال لقائه الثاني بمعين شريم نائب المبعوث الأممي إصرارهم على الاستمرار في القتال.
وذكرت أن الحوثيين رفضوا أي حلول جزئية بما فيها المقترح الأممي بتسليم ميناء الحديدة "لإدارة محايدة".
وامتنع الموفد الأممي عن الإدلاء بتصريحات للصحفيين لدى مغادرته صنعاء أمس على خلفية التعثر في التوصل إلى اتفاق حاسم مع زعماء جماعة الحوثيين من أجل المشاركة في جولة مفاوضات جديدة.
ونقلت إذاعة (مونت كارلو) الدولية أمس عن مصادر مطلعة على المحادثات أن شريم "قوبل بمعارضة قوية بشأن مقترح أممي لتحييد ميناء الحديدة، والإفراج عن معتقلين سياسيين بينهم إثنان من أبناء الرئيس السابق علي عبدالله صالح".
وكانت الأمم المتحدة تأمل بإطلاق جولة مفاوضات جديدة الشهر المقبل قبيل انتهاء ولاية مبعوثها الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي يرفض الحوثيون استقباله في صنعاء منذ منتصف العام الماضي.
وقالت المصادر "إن جماعة الحوثيين جددت رفضها أفكارا أممية سابقة لبناء الثقة حملها الموفد الدولي تتضمن تحييد ميناء الحديدة، مقابل رفع الحظر الجوي المفروض من التحالف على مطار صنعاء الدولي منذ أغسطس 2016".
وخلال الأيام الماضية أجرى شريم الذي وصل صنعاء السبت الماضي لقاءات مكثفة مع مسؤولين رفيعين في جماعة الحوثيين حول خطة سلام تتضمن إجراءات لبناء الثقة وتحييد ميناء الحديدة تمهيدا لمفاوضات مباشرة بين الأطراف المتحاربة، تفضي بحسب وسائل إعلام دولية إلى "مشاركة الجماعة في حكومة وحدة وطنية مقابل تسليم أسلحتها الباليستية إلى طرف محايد".
كما التقى شريم قيادة حزب المؤتمر الشعبي بصنعاء وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وهيئات الإغاثة الأممية ووكالات العمل الإنساني في اليمن.
وخلال لقاءاته، تلقى المسؤول الأممي ترحيبا مشروطا وغير رسمي بدعوة الأمم المتحدة للانخراط بجولة جديدة من المفاوضات مع تحالف الحكومة اليمنية المدعوم من الرياض، لكن الجماعة حذرت في الوقت ذاته من التصعيد الحربي الذي تقوده قوات التحالف باتجاه ميناء الحديدة.
وكان الصماد هدد بما سماه "الدخول في خيارات استراتيجية على طريق اللا عودة ومنها خيارات قطع البحر الأحمر والملاحة الدولية".
وتصدر ملف ميناء الحديدة، القضايا التي حملها المسؤول الأممي إلى صنعاء، تفاديا لحملة عسكرية مدعومة من التحالف بقيادة السعودية نحو موانئ البحر الأحمر التي تتدفق عبرها نحو 90 بالمائة من السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وحث مبعوث الأمم المتحدة جماعة الحوثيين على تقديم تنازلات مهمة لإنهاء الجمود في مسار السلام، والذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة.
كما طالب بتخفيف القيود المفروضة على قيادات حزب المؤتمر وإطلاق سراح المعتقلين وتسمية ممثليهم في لجنة عسكرية مشتركة مع الجانب الحكومي بغية احتواء التصعيد الحربي الكبير والإشراف على اتفاق سابق لوقف إطلاق النار.
وتواصل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ضغوطا كبيرة على الأطراف المتحاربة من أجل الموافقة على خطة سلام تبدأ بإجراءات بناء الثقة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووضع البلاد على طريق انتخابات.
وتشمل الخطة المعدلة عن مقترح سابق توسطت له المنظمة الدولية في مشاورات شاقة استضافتها الكويت، منها ترتيبات أمنية للانسحاب من المدن واستعادة مؤسسات الدولة مرورا بتشكيل حكومة وحدة وطنية والشروع في عملية إصلاح دستوري بمشاركة كافة القوى اليمنية.
كما تتضمن الخطة سلسلة إجراءات لإنهاء النزاع المسلح، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الاقتصاد وإعادة الإعمار وتحسين معيشة السكان.
يأتي هذا في وقت تصاعدت حدة الأعمال القتالية على نحو غير مسبوق عند الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الأحمر، وجبهات القتال الداخلية في تعز، ولحج، والبيضاء، والجوف، ومأرب خلفت أكثر من 100 قتيل على الأقل خلال اليومين الماضيين.
وأمس هزت انفجارات عنيفة صنعاء ناتجة عن سلسلة غارات شنتها مقاتلات التحالف عند الضواحي الشمالية الغربية للمدينة.
وقال سكان إن 35 غارة جوية وحدها استهدفت معسكر الاستقبال والدفاع الجوي في مديرية همدان شمالي غرب صنعاء.
وجاءت الغارات بعد ساعات من دعوة الحوثيين للتعبئة العامة والإعلان عن إدخال منظومة صواريخ دفاعية (أرض - جو) إلى المواجهة مع التحالف بقيادة السعودية، وفقا لوكالة فرانس برس.
كما يأتي التصعيد الجوي تزامنا مع معارك ضارية بين القوات الحكومة والحوثيين في مديرية نهم عند البوابة الشرقية لصنعاء.
إلى ذلك أفادت مصادر إعلامية من طرفي الاحتراب بسقوط أكثر من 100 قتيل بينهم مدنيون بمعارك ضارية خلال الساعات الأخيرة في جبهات القتال شمالي ووسط وجنوبي غرب البلاد.
وسقط حوالي 40 قتيلا من القوات الحكومية، وجماعة الحوثيين بمعارك عنيفة في محور البقع شمالي شرق محافظة صعدة، حيث يقول حلفاء الحكومة إنهم يحققون تقدما ميدانيا هناك قرب الحدود مع السعودية.
في السياق، أعلنت القوات الحكومية تحقيق مكاسب عسكرية جديدة شمالي غرب محافظة الجوف على تخوم محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران.
كما تحدث إعلام الحكومة عن مقتل 23 مسلحا حوثيا على الأقل بمعارك بين الطرفين في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وقتل 7 مسلحين حوثيين في مديرية ميدي شمالي غرب محافظة حجة الحدودية مع السعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى