«الأيام» في مديرية المسيلة بالمهرة.. العيش خارج جغرافية اهتمام السلطة المحلية والحكومات المتعاقبة

> تقرير وتصوير / عماد باحميش

> يفتقر أبناء الوادي بمديرية المسيلة بمحافظة المهرة، إلى الخدمات الأساسية بشكل تام، فشربهم من المياه المكشوفة، ووحدات صحية لا شيء يدل عليها سوى اسمها، وطرق غير معبدة يتوفى جراءها كثير من المرضى قبل وصولهم إلى مديرية سيحوت والتي تبعد بنحو أربع ساعات، وتعليم يتوقف عند المستوى الابتدائي؛ لغياب الفصول الدراسية، وعيش خارج نطاق خدمة الاتصال، ومساكن من الطين والقش.

وزادت تضاريس المنطقة الوعرة وقساوة الحياة وشظف العيش وتجاهل الجهات المسئولة في المديرية، والمنظمات المعنية من معاناة أهالي المسيلة وضواحيها، والذين يعتمدون على تربية الماشية والزراعة بدرجة أساسية كمصدر دخل لهم.
*وعورة الطريق
يشكل طريق وادي المسيلة أبرز الهموم والمعاناة التي يواجهها سكان مناطق الوادي وضواحيه، وذلك لِما له من تداعيات كثيرة، منها الحرمان من المشاريع والخدمات والتنمية، لوعورة الطريق وصعوبة المرور عليها إلا بسيارات خاصة نتيجة لكثرة الرمال وغزارة المياه الجارية والمنحدرات الخطيرة، وكذا ضيقها، حيث لا تتسع إلا لمرور سيارة واحدة فقط، كما تشكل صعوبة كبيرة أثناء نقل المرضى، الأمر الذي يجبرهم على تحمل تكاليف أجرة السيارة لإسعاف مرضاهم إلى منطقة العيص أو مديرية سيحوت والتي تبعد عن الوادي بساعات، فيما يتوفى الكثير منهم قبل أن يصل إلى المستشفى لبعد المسافة ووعورة الطريق.

وتفتقر أغلب مناطق المسيلة وضواحيها للخدامات الصحية، وإذا ما وجدت بعض الوحدات الصحية في بعض القرى إلا أن وجودها ليس بالشكل المطلوب، حيث تُعاني من عجز في المقومات الأساسية، كالمستلزمات، والأدوية، والأجهزة الطبية والكادر المتخصص.
*تردي التعليم
تنتشر الأمية في وادي المسيلة وضواحيها بنسبة كبيرة جداً بين المواطنين، فكثير من أبناء الوادي محرومون من التعليم لغياب المدارس المكتملة، فمعظم المدارس لا تتجاوز الصفوف الدراسية فيها الصفين الخامس أو السادس من المرحلة الابتدائية، الأمر الذي يجبر نحو 70 في المائة من الطلاب على ترك التعلم وعدم مواصلته، فيما يضطر البعض منهم للانتقال إلى المدن لإكمال المرحلة الأساسية والثانوية.

وفيما يخص تعليم الفتاة، فنسبة عزوفهن عن الدراسة كبيرة جداً، وذلك لعدة أسباب منها: ظاهرة الزواج المبكر، أو عدم قدرة أهاليهن على تكاليف الدراسة أو الانتقال بهن إلى المدن؛ لعدم توفر سكن خاص بالبنات.
*ظلام دامس
يعيش أبناء مناطق الوادي وضواحيه في ظلام دامس؛ لغياب مشروع الكهرباء، وتجاهل السلطات في الدولة لاعتماده، ويتساءل المواطنون كثيراً عن أسباب هذا التجاهل الرسمي، وعدم تلبيتها لمطالبهم المشروعة كغيرهم لينعموا بهذه الخدمة كغيرهم من مواطني المناطق الأخرى.
الافتقار للمياه النقية
وتفتقر هذه المناطق لمشروع المياه، وما يزال الأهالي يعتمدون على الآبار المكشوفة أو مياه السيول أو الجارية، والتي تسببت في أوقات سابقة بوفاة بعض الأطفال نتيجة لإصابتهم بمرض الكوليرا.
ويطالب المواطنون السلطة المحلية بحفر الآبار، وضرورة استغلال مياه العيون الجارية في الوادي بما فيه مصلحة المواطن.

كما تُعاني من غياب خدمة الاتصال بشكل تام، وهو ما جعل أبناء مديرية المسيلة وضواحيها يعيشون خارج نطاق الخدمة ومنفصلين عن العالم المحيط بهم والخارجي.
ويضطر السكان في حال أرادوا الحصول على مستلزمات الحياة أن يقطعوا مسافة نحو أربع ساعات للوصول إلى سوق مديرية سيحوت يتخللها الكثير من المشقة ووعورة الطريق، كما يشكو المواطنون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب معاناتهم من شظف العيش والحياة الصعبة والمعقدة، فكثير منهم يعيشون على المساعدات الإغاثية التي تقدمها الجمعيات الخيرية أو الرعاية الاجتماعية التي انقطعت نتيجة للحرب التي تشهدها البلاد منذ ثلاث سنوات.

ويعيش معظم المواطنين في منازل من الطين، مكونة من غرفة أو اثنتين، وكثير منها بلا حمامات، وهو ما يكشف مدى قساوة الحياة التي يتجرعونها، في ظل إقصاء وتهميش وإهمال متعاقب لهم من قبل السلطات في المديرية.
*مناشدة عاجلة
ووجه أهالي مناطق مديرية المسيلة وضواحيها مناشدة عاجلة إلى السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الحقوقية وأهل الخير، بالنظر بعين الاعتبار والإنسانية لهم وإعطاء منطقتهم الاهتمام كغيرها من مناطق ومديريات المحافظة؛ للتخفيف عن مواطنيها قليلاً من عبء الحياة المريرة والمؤلمة التي يعيشونها.
تقرير وتصوير/ عماد باحميش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى