«الأيام» في الجبهات الشمالية للمخا.. الحوثيون يوشكون على النهاية والمقاومة الجنوبية في الحديدة قريبا

> تقرير / منير النقيب - تصوير / نجيب المحبوبي

> تمكنت قوات المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية بمساندة قوات التحالف من تشديد الخناق على مليشيات الحوثي في جبهات المخا، خصوصا الجبهات الشمالية المؤدية إلى محافظة الحديدة، ومنها منطقة حيس التي تبعد 52 كيلو عن المخا.
وما لاحظناه في محاور الجبهات شمال المخا هو تخبط مليشيا الحوثي بعد الخسائر التي منيت بها في منطقة حيس وطردها من أهم خطوط الإمداد الرابط بين تعز وحيس ويختل، وهذه أكبر هزيمة تلقتها مليشيا الحوثي إضافة إلى الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح.
«الأيام» وللمرة الثانية تذهب إلى قلب الحدث في المخا وتدخل خطوط النار في جبهات حيس لتنقل عن كثب آخر تطورات المعارك في تلك الجبهات، والصورة الواقعية عن معنويات المقاتلين من المقاومة الجنوبية ودورهم في تلك الانتصارات الكبيرة.

أركان حرب اللواء الأول عمالقة وقائد الكتيبة الأولى ذيزن عبدالله أبو سيف، التقيناه عقب هجوم نفذه مع أفراد كتيبته على مليشيا الحوثي واطلعنا عن تفاصيل الأحداث في جبهات حيس شمال المخا التي تشهد معارك شديدة بين قوات المقاومة الجنوبية ولواء تهامة من طرف ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران من الطرف الثاني، وتحدث إلينا عن مجريات المعارك في مداخل المخا وصولا إلى أطراف حيس قائلا: "في شهر يناير 2017 تحررت ذوباب ثم انتقلنا للمخا، وتقدمنا إلى يختل، التي تبعد من المخا تقريبا 16 كيلو وأيضا تقدمنا من الناحية الغربية باتجاه معسكر خالد بن الوليد وجبل نابضة وجبل نهم، لحماية مدينة المخا، وبقيت قواتنا في يختل قرابة ثمانية أشهر من أجل الترتيب والجاهزية للعمليات التي خضناها لتحرير حيس والخوخة والجراحي، حتى نصل إلى الحديدة".
قائد الكتيبة الأولى أفادنا عن عملية تحرير الخوخة في السابع من ديسمبر الماضي بأنه تم تحريرها باثنين من الألوية، هما اللواء الأول عمالقة ولواء تهامة، مشيرا إلى أن العملية العسكرية سارت وفق خطة مدروسة، وتقدمت القوات في أول يوم من يختل إلى الزهاري ثم تمركزت ليلة كاملة في الزهاري، واليوم الثاني توجهت قوات المقاومة مباشرة إلى الخوخة، وتم تحريرها بالكامل خلال خمس ساعات فقط، وكانت الخسائر ضئيلة في صفوف الجيش والمقاومة، وبلغت 13 شهيدا و4 أطقم ومدرعة واحدة.

وحول خسائر الحوثيين قال أبو سيف إنها تتكبد يوميا خسائر كبيرة جدا وخير دليل الغنائم التي حصلنا عليها بعد فرار تلك المليشيات من الجبهات مخلفة عشرات القتلى بصفوفها والعتاد العسكري الكبير، إضافة إلى عدد كبير من الأسرى بلغ 55 أسيرا، وكان تراجع المليشيات وفرارها بسبب خوفهم من القوة التي دخلنا بها والهجوم المفاجئ الذي نفذناه على الخوخة، وقواتنا حصلت على الكثير من غنائم العدو وقتلت الكثير.
وتمكن مقاتلو المقاومة، في هجمة نوعية نفذوها على مليشيا الحوثي، السيطرة على أهم خطوط الإمداد الرئيسية التي كانت المليشيات تعتمد عليها في إيصال العتاد والتموين من الحديدة إلى تعز ومناطق شمال الخوخة.
سألنا قائد الكتيبة الأولى عن تفاصيل وافية، فأوضح لنا أنهم تمكنوا من إلحاق الهزيمة بمليشيات الحوثي وأسروا الكثير من الحوثيين خلال الهجمة التي نفذتها قوات المقاومة الجنوبية، والتي أدت إلى قطع الإمدادات من حيس إلى تعز، وتأمين الخط الرابط بين يختل والخوخة، وكذلك قطع الإمدادات من حيس إلى النجيبة، وإلى يختل، مضيفا بأن العدو حاليا متمركز في النجيبة على مفرق شميل، وهو عاجز عن توصيل الإمدادات من حيس إلى النجيفة، ونحن قطعنا خط الإمداد من تعز إلى الخوخة، وأيضا قطعنا خط الإمداد من نجيبة إلى حيس.

وما لمسناه بمعسكر الجوية ونقطة المؤخرة العسكرية عند قربنا من أفراد المقاومة هو الحماس الشديد والإخلاص للهدف الذي تنشده المقاومة، وهو القضاء على جحافل الحوثي من كل الجبهات. أبو سيف تحدث إلينا بأن العملية القادمة، والتي تعد المشروع الأكبر، ستكون تحرير محافظة الحديدة بالكامل، لكننا نسير وفق خطط عسكرية مدروسة من قبل مستشارين عسكريين وقادة التحالف، والعمليات والخطط سرية.
وأثناء لقائنا بأفراد الكتيبة الأولى في فترة الظهيرة، سألناهم عن الهجمة التي نفذوها في تلك اللحظات أفاد القائد ذيزن بأن آخر هجمة نفذت هي عندما تسللت المليشيا الحوثية لقطع الإمداد من يختل إلى الخوخة الخط العام، ولاستعادة الخط الذي سيطرنا عليه قبل أسبوع، لكن العدو فشل في محاولته عندما وصلنا وقضينا عليهم، وتم فتح الخط وقتل العديد منهم، وخسروا الكثير من العتاد العسكري.
وفيما يتعلق بالوضع النفسي والروح المعنوية في صفوف المليشيات أكد أركان حرب اللواء بأن نفسية عناصر العدو هابطة جدا، لأنهم مغرر بهم، هم يقولون إنهم يحاربون على عقيدة، لكن ما نجده نحن العكس، نجدهم خائفين ومرعوبين جدا، خصوصا عندما نصل إلى مواقعهم نراهم يتركون كل معداتهم ويلوذون بالفرار.

وأشار إلى أن عناصر مليشيا الحوثي تستخدم أساليب أخرى للتعبير عن خوفهم كزراعة العبوات الناسفة على الخط الواصل من يختل والخوخة وحيس، الخط الذي يعتبر الشريان الرئيسي للتموين ودخول وخروج الجرحى، هذا دليل ضعفهم ولا نجد إلا حوالي 15 حوثيا في أي جبهة، وعند المواجهات يكونون ضعيفين، ويستخدمون أساليب التسلل والخداع، أما المواجهات فإنهم مهزومون فيها.
المقاومة وضعت خطة لتأمين خط الإمداد بالكامل، وقد تم تنفيذ جزء من هذه الخطة قبل أسبوع عند تأمين الخط وتموين جبهة يختل بكتيبتين معززتين بالعتاد العسكري لتأمين خط الخوخة ويختل بالكامل بكتائب عسكرية، لحل مشكلة التقطعات والتسلل التي ينفذها الحوثيون في شمال شرق المخا، والتي تبعد 52 كيلو، وما شاهدناه في المخا هو حضور قوات التحالف من خلال دعمها اللا محدود في كل النواحي العسكرية.
أركان حرب اللواء ذيزن أبو سيف طالب بترتيب أمور العسكريين المسجلين بكشوفات الشرعية الذين يقاتلون في جبهات المخا بعضهم يستلمون رواتب والبعض بدون رواتب منذ شهور، كون العسكريين هنا يقومون بمهمات عظيمة والكل يعلم بقيمة هذه المهمات، وأي مشكلة تواجه العسكري هنا تعمل على إحباطه وتضعفه معنويا.

وأكد بأن شؤون العسكر بالإضافة إلى الجرحى والشهداء تشوبها مشاكل، ومندوبوهم يواجهون صعوبة في المتابعة بالمستشفيات ودوائر الجوازات، وأضاف يقولون بأنه لا يوجد حجز لأي جريح، وهو مصاب ويتطلب فترة لمكوثه للعلاج في مستشفيات العاصمة عدن، وجرحانا يواجهون معاملات قاسية.
كما لمسنا من حديث القائد أبو سيف أن قواته تواجه عراقيل في أمور الجوازات، وقال يوجد أشخاص في الهجرة والجوازات ممتازون يقدرون حالة الجريح، لكن هناك آخرين يعرقلون الإجراءات، وهذا الأمر يجب أن تهتم به الحكومة الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي، جهات الجوازات والسفر والطيران، يجب أن تكون ميسرة، وكذلك عمليات التنسيق مع سفارات الدول على سبيل المثال الهند ومصر لتسهيل كل شيء للجرحى.
وعند مرورنا بمكتب عمليات اللواء الأول عمالقة، تطرقنا مع ضابط العمليات عماد الكيلة إلى أهم الأحداث وكيف تسير المعارك، فأفادنا عن مستجدات الحرب في مناطق الخوخة وحيس وغيرها من الجبهات بأن العمليات القتالية تسير على أفضل حال، هناك انتصارات وتقدم مستمر لقواتنا على مناطق حيس وأطرفها، وإن النصر دائما حليفنا، مليشيات الحوثي مصرة على أن تموت في هذه الجبهات، كونهم يقاتلون على مبادئ واهية لا يوجد لديهم مشروع وهدف سامٍ.

وأضاف الكيلة بأن جماعة الحوثي تعتمد أساليب إيرانية في بعض الجبهات، كزرع عبوات شديدة الانفجار وزرع الفخاخ في الطرقات، وهي عبارة عن قطع من المسامير مصنوعة بإتقان لغرض تعثر عرباتنا ومن ثم الهجوم عليها.
إضافة إلى اكتشافنا أنواعا من الذخيرة التي يستخدمونها في قتالهم، وهي أنواع حديثة، ونؤكد أن إيران قدمت لهم هذة المعدات. وأكد الكيلة وجود خبراء إيرانيين بالحديدة يعملون على وضع الخطط العسكرية لمليشيا الحوثي، إضافة إلى تصنيع بعض الأسلحة والمتفجرات، لكن كل هذا الدعم لا يجدي، كون القتال في الميدان يأتي لصالح قوات المقاومة الجنوبية ولا يجد الحوثيون سوى الهزائم المتوالية، وآخر هزيمة ذاقوها بالهجوم الذي نفذ (قبل ساعات قليلة).

ويشير الكيلة إلى المشكلة الوحيدة التي تؤرق غالبية العسكريين المرابطين بجبهات المخا قائلا: "إننا ضباط بالجيش لم نستلم رواتبنا الأساسية منذ عدة أشهر"، ونناشد رئيس الجمهورية معالجة رواتب العسكر والضباط المنضوين تحت جيش الشرعية، كونهم بدون رواتب، والعسكر الذين يقاتلون هنا يعانون انقطاع مرتباتهم الأساسية، والحكومة تتجاهل هذا الأمر، وطالبنا مرارا بمعالجة أوضاعنا أسوة بزملائنا، كوننا نقدم واجبا وطنيا لبلدنا هنا، ولا يجب مجازاتنا بهكذا أساليب.
وتحدث وهيب الضالعي، أحد الجنود العاملين بغرفة العمليات، عن معنويات أفراد المقاومة والإنجاز الذي حققته المقاومة هناك.. وقال بأن الحسم قريب جدا، وأن مليشيا الحوثي في تقهقر مستمر وقوات المقاومة تتقدم في كل الجبهات، وهناك عمليات عسكرية تنفذ بإسناد من قوات التحالف تلقى فيها العدو الحوثي هزائم كبيرة، وخسر الكثير من القتلى في صفوفه، وقواتنا تتقدم نحو الحديدة.
ويضيف: "الأيام القليلة القادمة ستسمعون أخبار النصر بوصول قوات المقاومة الجنوبية إلى الحديدة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى