على الجنوبيين إدراك أن السياسة فن الممكن بأقل الخسائر

> كتب / المراقب السياسي

> إن ردة الفعل الانفعالية والعاطفية، التي تشعلها أحزاب سياسية معينة، لخبر تواجد طارق محمد عبدالله صالح لا تخدم أيا من أهداف الجنوبيين الكبرى (الانفصال، تقرير المصير، وفك الارتباط) بجميع مسمياتها، فجلها تعتمد على العواطف التي لا توصل إلى أي نتيجة في العمل السياسي.
ولكن الأدهى من كل ذلك أن فطاحلة السياسة الجنوبيين بقوا صامتين طوال الأسبوع المنصرم، فالكل لديه مخاوفه، وغير قادر على القيادة أو إبداء الرأي حتى، خلال أزمة بسيطة شكلتها العواطف، وليس الحسابات السياسية.
في العام 2015م قدم الجنوبيون وأبناء عدن بالذات أسطورة في الشجاعة بصدهم العدوان على مدنهم وطردهم بنجاح جحافل الغزاة الآتية من الشمال، ولم ينسَ العدنيون بالذات أصوات المدافع والانفجارات والرصاص التي شكلت حالة رعب لم يعتادوها في مدينتهم الآمنة.
في ذلك الوقت تحرك أبناء المدينة بأنفسهم وبدون تنسيق ليخوضوا أكبر عمل مقاوم في حياتهم وعسكري في الجزيرة العربية والخليج خلده التاريخ بدمائهم وجراحهم، أما اليوم فهناك معركة من نوع آخر لم يألفه الجنوبيون ولاقى اهتمام واعتراف خارجي بذلك.
ومثلما تحرر الجنوب فإن الشمال لن يتحرر بدون أن يقوم أبناؤه وليس أبناء الجنوب بتحريره.
السياسة هي فن الممكن، وأيضاً هي فن الوصول إلى الهدف بأقل الخسائر.
إن وجود طارق محمد عبدالله صالح لتجميع قواته في الجنوب لشن حرب على الحوثيين فرصة سياسية ذهبية، فإذا أراد التحالف تجميع تلك القوات في الجنوب لتحرير الشمال فعلى السياسيين الجنوبيين اليوم وعلى عجل انتهاز عقد صفقه سياسية يتم بموجبها السماح للقوات بالتجمع في معسكرات في أطراف المناطق الشطرية يشرف عليها التحالف العربي على أن تضمن دول التحالف حقوق الجنوبيين السياسية.
وهذا السيناريو أفضل من تجميع القوات في مأرب إلى جانب مليشيات حزب الإصلاح، التي لن تحرر الشمال بل تتحين الفرصة لغزو الجنوب من جديد.
إن مثل هذه الصفقة يجب أن تتم من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي بالشراكة مع السياسيين الجنوبيين وممثلين عن المقاومة الجنوبية عبر عقد لقاء مع قيادة التحالف العربي، فإن وافقت قيادة التحالف على ضمان حقوق الجنوبيين السياسية فمن مصلحة الجنوبيين الإمساك بهذه الورقة، استعداداً لخوض مفاوضات الحل النهائي التي ستأتي عبر التفاوض المباشر برعاية إقليمية ودولية وليس عبر المليونيات والمهرجانات والأحاديث العاطفية.
وعلى الجنوبيين أن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم، فإن الضامن الأكبر لحقوقهم وعدم غزوهم من جديد هو المقاومة الجنوبية، فهي اليوم مدربة ومسلحة وقادرة على الدفاع ومواجهة أي جيش يريد غزو الجنوب عنوة مرة أخرى، فجميع أراضي الجنوب تحت سيطرة الجنوبيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى