إلى أين؟

> عبد المجيد وحدين

>
عبد المجيد وحدين
عبد المجيد وحدين
في مقال صغير للعبد لله، بتاريخ 22/ 7 / 2015 ورد الآتي: "تنضوي تحت مظلة تحالف الشرعية أطراف متعددة ومصالح متعارضة.. وما لم يتم الاعتراف بهذا الواقع، والتعامل معه بصراحة ووضوح، وبما يضمن احترام مصالح الأطراف المختلفة، فستنشأ دون النصر عقبات وعقبات".
وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات حرب، مازلنا أبعد من أن نتبين النصر في آخر النفق. وكيف لنا أن نصل إليه إذا كنا نختلف حتى حول مفهوم النصر?! فقد رأينا كيف يعاقب الجنوب على نصره، من باب الخدمات، (حتى لا ينفصل)، كما صرح بذلك مسؤول حكومي كبير.
وعندما نتأمل المشهد اليوم نرى مراوحة في الجبهات (شمالا)، وانهيارا في الخدمات (جنوبا). ناهيك عن مشاكل المرتبات وانهيار العملة والاختلالات الأمنية...الخ.
ومؤخرا، ومع فشل انتفاضة عفاش، أخذت تتكشف ملامح استراتيجية جديدة، تستهدف - فيما يبدو - رسم خارطة تحالفات جديدة، تقرب البعيد، وتبعد القريب، بما يضمن تمكين المؤلفة قلوبهم وليس فقط استيعابهم!
ومن ناحية أخرى فقد سألني صديق في ديسمبر الماضي (وقد كنت حينها في عدن): كيف عدن? فأجبته: عدن مشروع كارثة، إذا لم يحتكم الجميع للعقل. فكأن عدن لا يكفيها ما فيها. فعلى الرغم من برودة الجو الطبيعي، شهدت عدن ارتفاعا حادا في درجة حرارة الجو السياسي، وتصاعدت وتيرة التراشق الإعلامي بين أنصار الشرعية من ناحية، وأنصار الإمارات ومعها الانتقالي من ناحية أخرى، (مع أنهم في الأصل فريق واحد)، وذلك على خلفية القرارات الرئاسية الأخيرة.
ولا ننوي هنا لعب دور الواعظ، ولكننا نقول إن المعارك الجانبية، وخاصة في ظروف الحرب، يخسر فيها الجميع، مجتمعين ومنفردين. والمفروض أنكم في خندق واحد وتواجهون عدوا مشتركا.
وما يجمع بينكم أكثر ألف مرة مما جمع ستالين مع روزفلت وتشرتشل في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك فقد ظل تحالفهم متماسكا إلى أن انتهت الحرب، لأنهم كانوا يغلبون التناقض الرئيسي مع العدو على كل التناقضات الثانوية.
كما كانوا يخوضون في حديث المصالح وما بعد الحرب بصراحة ووضوح وبصورة منتظمة.
فهل نستطيع الاقتداء بهم?!
وإذا كان لابد من حرب باردة، فلتؤجل إلى ما بعد الحرب.
من الطبيعي أن تكون لهذا الطرف ملاحظات على أداء الطرف الآخر والعكس. ولكن المهم هو الاستعداد لمناقشة الملاحظات والقدرة على إدارة خلافاتنا ورسم حدود واضحة للعلاقات والصلاحيات بالاستناد إلى مجموعة من المرجعيات والقواسم المشتركة، التي يجب أن لا تكون موضع خلاف أو اجتهاد.
ويمكن إيجاز أبرزها في الآتي:
1 - الرئيس عبدربه هو رمز الشرعية، وهو بالتالي عمود الخيمة في هذا التحالف.
2 - العلاقات بين السعودية والإمارات من ناحية، واليمن - شماله وجنوبه - من ناحية أخرى، علاقة تاريخية سابقة على عاصفة الحزم. والمتوقع أن تكون تجربة الحرب المشتركة، والدماء والشهداء، حافزا لتمتينها وليس إضعافها، على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
3 - حق الجنوبيين، عبر توافق مختلف قوى الثورة الجنوبية الحية، في تشكيل كيان سياسي يمثلهم ويقود نضالهم من أجل رسم ملامح مستقبلهم السياسي وتقرير مصيرهم. وحقهم في المشاركة بالإصالة في أي تسوية سياسية، بما يتناسب مع تضحياتهم وأدائهم المشرف في الحرب.
4 - تجريم المواجهة بين رفاق الخندق الواحدوالوقف الفوري للحملات الإعلامية المتبادلة واعتماد الحوار خيارا وحيدا لمعالجة التباينات واختلاف الاجتهادات.
5 - وحدة القرار في إدارة الحرب وإدارة المناطق المحررة.
وختاما: العارف لا يعرف، كما يقال . ولكننا فقط نتساءل: لماذا لا يعقد لقاء قمة، بل وحتى لقاءات قمة دورية تضم قادة الدول الثلاث: السعودية والإمارات واليمن لوضع النقاط على الحروف في كل الملفات: (إدارة الحرب، إدارة المناطق المحررة، وما بعد الحرب)?.
ولا شك أن القيادة السعودية تستطيع القيام بدور محوري في إزالة أسباب التوتر وتدوير الزوايا.
عبد المجيد وحدين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى