في لقاء له بمسئولين بالسلطة المحلية لمحافظة الحديدة.. أبو علي الحاكم: من لا يمتلك القدرة على الحشد والتجنيد يعترف لنغيره بمن يخدم المرحلة

> الخوخة «الأيام» خاص

> ضاعفت المليشيات الحوثية جهود وأنشطة الحشد والتجنيد الإجباري في محافظة الحديدة ومناطق تهامة (غرب اليمن) بعد استشعارها خطر المعارك العسكرية لقوات التحالف العربي بقيادة القوات الإماراتية والمقاومة الجنوبية وألوية شكلت مؤخرًا للمقاومة التهامية، باتت تقترب من تحرير مدينة حيس، ما يهدد بفقد المحافظة الأكثر رفدًا لخزينتها المالية لِما يعرف بالمجهود الحربي.
*الحديدة ورهان الموت
وأوضحت مصادر محلية لـ«الأيام» أن القائد العسكري بجماعة الحوثي أبو علي الحاكم ترأس مطلع الأسبوع اجتماعا لمدراء المديريات والوجاهات الاجتماعية بمبنى المحافظة طالبهم خلاله بتفعيل حملة الحشد والتجنيد الإجباري ورفد الجبهات لاسيما جبهة الساحل الغربي كجبهة فتحت لإسقاط الحديدة، مهددا الحاضرين بالقول: "من لا يمتلك القدرة على الحشد والتجنيد يقول من الآن لنغيره ببديل يخدم المرحلة".
وقال الحاكم في خطابه أمام الحاضرين - وهو من قيادات الصف الأول لجماعة الحوثي - إن الحوثيين استنفروا معظم قياداتهم الميدانية والمتحوثة للحشد والتجنيد الإجباري تحت حملة دعائية باسم "انفروا خفافاً أو ثقالاً".
وأشار مصدر «الأيام» إلى أن "المليشيات وضعت الحديدة في رهان السياسة وأولويات الضغط الدولية، فيما جبهة الخوخة جعلت من الخيار العسكري الذي طرحه التحالف رهانا قابلا للتحقيق، الأمر الذي تسبب بحالة إرباك وسط الجماعة وجعلت من محمد علي الحوثي المتقنع بالقناع السياسي يتراجع للخلف مفسحًا المجال لأبي علي الحاكم كرجل عسكري يستطيع مواجهة المشايخ وشخصيات النفوذ".
ولفت المصدر إلى أن "تخبط المليشيا جعلها حتى اللحظة لا تستطيع اعتماد خطة عسكرية دفاعية بعد انهيار خط الدفاع الأول الذي بنته بالخوخة وكثفت تحصيناتها العسكرية فيه بعد فتح جبهة المخا".
وفيما يخص امتداد الشريط الساحلي للمحافظة أفادت المصادر أن الحوثيين اعتمدوا على الألغام البحرية والقوارب المفخخة التي جرى تطويرها بخبرات إيرانية لمهاجمة سفن التحالف العربي، بالإضافة لنشرها مدفعيات تم نهبها من معسكرات الدفاع الساحلي وصواريخ مضادة للدروع، مؤكدة بأن خبرة مقاتليها التي دربتهم في المناطق الجبلية تقل بالمناطق الصحراوية، الأمر الذي جعل المليشيات تتحصن بمنازل المواطنين مراهنة على كلفة الجانب الإنساني، ومشهد تحصنها في بيوت المدنيين بمدينة حيس ومنعهم من النزوح ستنسخه في الجراحي، وزبيد، وبيت الفقيه والدريهمي.
وأشارت مصادر «الأيام» إلى أن "مصالح الحوثيين بالمحافظة لا ترتبط بالميناء فقط، فالمصالح الاقتصادية التي تمثلها وحدها كافية ليضعوها في خيار السيطرة أو الموت.
ورصدت «الأيام» رود أفعال واسعة بوسائل التواصل الاجتماعي عبرت عن الحالة الإنسانية التي تعيشها المحافظة واستغلال المليشيات مجاعتها وفقر الأهالي سياسيا وعسكريا.
ونقل آخرون عن مواطنين بالمدينة أنهم "شاهدوا عنصرا لمليشيات الحوثي وخلفه عدد من المرافقين في أحد مطاعم المدينة تؤكد ملامحه بأنه من خارج البلاد".
فيما استنكر نشطاء حملات التجنيد والمعسكرات الطائفية التي فتحتها المليشيات في أرياف تهامة، خاصة المربع الجنوبي.
*عصابات بدراجات نارية
وانخفضت الأسبوع الجاري حدة المواجهات الشرسة التي اندلعت شرق وشمال الخوخة بين قوات المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية من جهة ومليشيات الحوثي الإيرانية بعد أن عملت القوات الموالية للشرعية على تأمين مناطق كانت تستخدمها المليشيات كثغرات تتسلل منها لتنفذ هجومات خاطفة، حيث شكلت المليشيات قواتها على هيئة عصابات متفرقة وزودتها بدراجات نارية تساعدها على الحركة بخفة وسط الرمال.
المنشق عن قوات الحوثي العقيد ركن هاني قيوع
المنشق عن قوات الحوثي العقيد ركن هاني قيوع

ولم ينجح مخطط المليشيات لأيام حيث نفذت المقاومة بمشاركة فاعلة لطيران الاباتشي حملة واسعة استطاعت تأمين جسر عرفان إلى قرية السعدية التابعة لمديرية حيس، فيما وحدات أخرى أمنت عددا من المزارع التي تنتشر على امتداد الخط الدولي الواصل من تعز مرورا بمدينة حيس في الحديدة.
وقالت مصادر بالمقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية إن: "معارك متقطعة دارت هذا الأسبوع، وإن المقاومة تعمل بإسناد من قوات التحالف العربي على انتزاع الألغام التي زرعتها المليشيات بالمزارع والطرقات وسط أحياء سكنية بالقرى التي حررتها المقاومة"، مشيرة في الوقت ذاته إلى "تمكن وحدات بحرية دربتها القوات الإماراتية من انتزاع عدد من الألغام البحرية التي زرعتها المليشيات في شواطئ الخوخة التي تتجه شمالًا نحو مديرية التحيتا".
وتكبدت المليشيات الحوثية خلال المعارك الأخيرة خسائر كبيرة، لاسيما في قواتها البشرية.
*انضمام ضابط للشرعية
وقالت مصادر عسكرية إن: "انضمام العقيد الركن هاني حسن علي قيوع ركن مالية قوات الدفاع الساحلي الذي يرابط بعدد من المواقع العسكرية بمحافظة الحديدة أربك حسابات المليشيات العسكرية، ما جعلها تعمل على تغيير أماكن تمركز قواتها"، موضحة "أن هاني قيوع ظل على امتداد الحرب منشغلا باستكمال دراسة الماجستير التي ناقشت تشكيل قوات تحالف عربية بحرية لتأمين البحر الأحمر، ما عد انضمامه أحد المكاسب التي ستساعد في حسم معركة الحديدة المرتقبة.
الخوخة
الخوخة

وأشارت المصادر إلى أن قوات الحوثي تحتجز قائد لواء الدفاع الساحلي العميد ركن علي الآنسي منذ احتجاجات صنعاء بين حليفي الانقلاب، ويخضع للإقامة الجبرية والرقابة المشددة هو وعائلته.
وانضم إلى جانب العقيد قيوع أحد القيادات الميدانية ونجل الشيخ المؤتمري المشهور بتهريبه للسلاح إبراهيم عذاب حمير إبراهيم مع خمسين مقاتلا.
ووصل حجم المنضمين إلى أكثر من 150 فردا من المليشيات ما جعل قواتها تتهاوى لتبدأ بقرار التمترس بالمدن خيارا فعليا لصد تقدم القوات التي يدعمها التحالف.
*احتجاز الهلال الأحمر
إلى ذلك أوضح مصدر في الهلال الأحمر اليمني بالحديدة أن "اللجنة طلبت قبل أيام من قوات التحالف العربي وقف العمليات العسكرية في محور حيس والهاملي والسماح للفريق الطبي بانتشال جثث القتلى الحوثيين التي عدت بالعشرات".
وأضاف لـ«الأيام» أن الوقت المتاح الذي حددته قوات التحالف للفريق الطبي التابع للهلال الأحمر اليمني لم يكن كافيا، فالجثث التي تم انتشالها عدت بالمئات ولم نستطع حصرها"، موضحاً أن "الحوثيين قاموا باحتجاز الفريق الطبي لأكثر من ساعتين فوق الساعات المحددة بعد مشاهدتهم عودة الغارات مجددًا وتخوفهم من عدم مقدرتهم على استخراج جثث مقاتليهم التي تناثرت في محيط حيس".
ونوه المصدر بأن الفريق الطبي أثناء انتشال الجثث شاهد عدة عبوات ناسفة وألغاما في الخطوط الأمامية للقتال وفي المزارع الخلفية التي ضرب فيها التحالف جنودا كان يرغب الحوثيون باستخدامهم كتعزيزات".
وكانت المليشيات حولت معظم مباني حيس ثكنات عسكرية لمجندين معظمهم في سن الطفولة.
وأفاد مواطنون «الأيام» بأن أمين عام المجلس المحلي بمديرية حيس سليمان حليصي داهم مع مسلحيه عددًا من القرى الريفية خلال اليومين الماضين لأخذ الأطفال وتجنيدهم لمصلحة المليشيات".
وفقد حليصي شقيقه عند سقوط الخوخة بغارة محكمة لطيران التحالف، قتلته مع عدد من مرافقيه، حيث يعد أحد أبرز شيوخ تهامة الذين عملوا على مدى ثلاث سنوات بتجنيد المقاتلين للحوثيين وإرسالهم إلى جبهات تعز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى