مجددا.. «الأيام» في جبهة الساحل الغربي.. ومن يختل كانت الانطلاقة إلى حيس.. عمليات تهجير واسعة للسكان يقوم بها الحوثيون لتفخيخ المنازل بالألغام والعبوات

> تقرير وتصوير / نجيب المحبوبي

> تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية جرائمها بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها والأخرى التي تستهدفها بالمدافع في الساحل الغربي، فتلك الميليشيات الإجرامية ارتكبت العديد من الجرائم، وكشفتها منظمات حقوقية ووسائل الإعلام من قبل.
صحيفة «الأيام» تتواجد دوما في قلب الحدث بجبهات الساحل الغربي، لنقل آخر تطورات المعارك وسير العمليات العسكرية، ولتسلط الضوء أيضا على طبيعة الحياة وحال السكان ومعاناة المواطنين في القرى والمناطق التي تستعيدها المقاومة من قبضة المليشيات، التي تتفنن بتعذيب المدنيين بكل أساليبها الوحشية.
في السطور الآتية ينقل مراسل «الأيام» آخر تطورات المعارك ومحاولات المقاومة والسلطات لتطبيع الحياة في عدد من قرى ومناطق الساحل الغربي التي هزم فيها الحوثيون ويحاولون باستماتة استعادة ولو أجزاء منها.

*عملية نوعية
بينما تواصل المقاومة الجنوبية والتهامية تقدمهما في جبهتي حيس والحديدة، يواصل الحوثيون محاولاتهم، للتسلل إلى قرى بضواحي يختل من جهة الشرق القريبة من جبهة الهاملي، فبينما كانت مجموعة من المقاومة الجنوبية التابعة للواء الأول عمالقة في طريقها من حيس إلى المخا وجد المقاومون قتيلين على قارعة الطريق.. نزلوا إلى الجثمانين ليتعرفوا على هويتهما ومن هما، ليتضح لاحقا أنهما اثنان من المواطنين قتلتهما المليشيا، فحمل المقاومون الجثمانين على سيارة الإسعاف، متوجهين إلى قلب يختل للتعرف على هويتهما، بينما قام مقاتلون آخرون بالتسلل إلى مواقع الحوثيين، وبالفعل وصلوا إلى أوكارهم التي يختبئون فيها كالجرذان، كما اشترك طيران التحالف العربي معهم وسقط العشرات من الحوثيين بين قتيل وجريح، وكانت عشرات الجثث مرمية أمامنا، ولاذ بقية الحوثيين بالهروب.
قيادي بالمقاومة الجنوبية يقدم الفاكهة لطفل من المنطقة
قيادي بالمقاومة الجنوبية يقدم الفاكهة لطفل من المنطقة

هذه العملية نالت ارتياحا كبيرا من قبل سكان قرية يختل، الذين تقدموا بخالص الشكر للمقاومة الجنوبية ولقائد العملية ذويزن أبو سيف، قائد الكتيبة الثانية باللواء الأول العمالقة.
لم تمض إلا ساعات حتى عاد أبطال المقاومة الجنوبية إلى نفس الموقع، وقال لنا قائد العملية: «أشعر بحرقة في دمي من هؤلاء الجبناء الذين قتلوا المدنيين».. وبعد أن جهز العشرات من الشباب قام الأبطال بالدخول إلى مواقع الحوثيين ليلاً وأحرقوها بقذائف الهاون ومدفع الـ23، كما اشترك طيران الاباتشي، التابع للتحالف العربي، في العملية، وكان الحوثيون يحاولون استغلال الظلام من أجل الوصول لمواقع الاشتباك التي كانت في النهار لانتشال جثث قتلاهم، لكن عدد قتلاهم كان تلك الليلة في ازدياد مستمر، وأصبحت جثثهم مرمية في مزارع يختل تنهشها الكلاب الجائعة، كما شاهدنا.
مواطنون مهجرون يرفعون رايات بيضاء لدى وصولهم لمناطق المقاومة
مواطنون مهجرون يرفعون رايات بيضاء لدى وصولهم لمناطق المقاومة

*تهجير الأهالي
من يختل إلى حيس انطلقنا ووجدنا هناك العديد من الأهالي في المواقع التي تسيطر عليها المقاومة، وعند سؤال عدد منهم اتضح أن هؤلاء هم من أهالي ضواحي حيس والقرى الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، حيث قدم إلى المقاومة العشرات من الأسر يحملون الأعلام البيضاء للاحتماء والاستنجاد بهم من بطش ووحشية المليشيات الانقلابية، بعدما قام الحوثيون بطردهم من منازلهم وقراهم بالقوة، كي يتسنى لهم زرع العبوات الناسفة والألغام، خصوصا بعد أن أصبح الأهالي يبلغون المقاومة بالأماكن التي زع فيها الحوثيون الألغام والعبوات الناسفة. وعندما داهمت المقاومة إحدى القرى تم العثور على العديد من الألغام والعبوات أمام عشش المواطنين، حينها عملت الفرق الهندسية المتخصصة على نزعها ونقلها إلى أماكن آمنة.

*سالم والمعاناة
خلال تواجدنا شاهدنا أحد المواطنين، ويدعى سالم محمد، يحمل العلم الأبيض قادما إلى مواقع المقاومة، وعند وصوله إلينا تحدث قائلا: «قوات الحوثيين حاصرتنا في منازلنا ومنعتنا من الدخول والخروج، ونفد كل ما نملك من الدقيق الذي كنا نسد به جوعنا في الأيام السابقة، أتمنى أن تسمحوا لي بالخروج الآن إلى الخوخة فأنا أعمل في مخبز، ومنذ أيام لم أستطع الخروج، والآن نحن لا نملك أي شيء في المنزل، وعندي أبي وأمي وزوجتي وأطفالي وهم يموتون جوعا ومحاصرون داخل المنزل».
أحد المهجرين من المناطق التي تسيطر عليها المليشيات يرفع الراية البيضاء لدى وصوله إلى مناطق المقاومة
أحد المهجرين من المناطق التي تسيطر عليها المليشيات يرفع الراية البيضاء لدى وصوله إلى مناطق المقاومة

*معمل ألغام
تواصل الفرق الهندسية لنزع الألغام أعمالها بكل بسالة في المناطق والقرى والمواقع العسكرية التي تسقط بيد المقاومة، حيث عثر فريق الألغام على معمل صغير يتم فيه تحضير الألغام والعبوات الناسفة، والمعمل كان تحت أحد أشجار (السيسبان)، وهو عبارة عن خندق كبير يتم فيه تجهيز العبوات والألغام التي تزرع لاحقا في الطريق وفي المزارع ومنازل المواطنين.
كما يقوم فريق الألغام بحملة تمشيط يومية للقرى والطرقات من أجل استخراج العبوات والألغام التي تم زرعها وما زال يزرعها الحوثيون بشكل يومي.
*عملية فدائية
نايف، أحد أبطال المقاومة الجنوبية، أبى إلا أن يسقط شهيدا في إباء وشموخ، لا أن يتراجع أو يتهاون في أداء واجبه كمقاتل ضد مليشيا لا تعرف إلا الموت والدم.. أصر نايف على زملائه أن يتسلل إلى أوكار وحصون يتمترس فيها العشرات من عناصر المليشيا، لينتقم للمواطنَين اللذين قتلتهما المليشيات، ورمت بجثمانيهما على قارعة الطريق.. تسلل نايف بين التبات والمزارع حتى وصل إلى موقع تمركز الحوثيين وهجم عليهم، غير أن كثرتهم غلبت شجاعته، وسقط شهيدا مقبلا مستبسلا.. رحل نايف عن رفاق السلاح، لكنه لم يغب عن قلوبهم، كما قالوا لمراسل «الأيام».
يقول أحد رفاق الشهيد: «نايف أحد الابطال الذين عرفتهم في أرض المعركة، وفي الأسبوع الماضي خلال معركة حيس وجدته في الصفوف الأمامية، وكان نايف بطلاً فريدا في أرض المعركة، والابتسامة لا تغادره، فدوماً كان يبتسم لنا وهو محبوب عند الجميع».

وأضاف: «كان نايف سيقضي أياما قليلة وينزل إلى مدينته لزيارة أهله، وقد قال لي (إلى اليوم لم ألاعب ابني من يوم أن ولد)».
*عمليات اللواء الأول
قائد عمليات اللواء الأول عمالقة مازن الحوشبي قال لمراسل «الأيام»: «كل يوم تزيد عزيمتنا في جبهات القتال، بينما تنهار المليشيات، نظراً لتضييق الحصار عليها في حيس، وأبطال المقاومة الجنوبية والتهامية يقدمون انتصارات كبيرة، ونحن عبر منبركم الحر «الأيام» نؤكد أننا سنواصل المسير ولن نرجع للخلف أبداً حتى نصل إلى الحديدة وصعدة، إن شاء الله، كما أتقدم بخالص الشكر لإخواننا في قيادة التحالف العربي على وقوفهم المستمر مع المقاومة».

تقرير وتصوير / نجيب المحبوبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى