التوجيه المعنوي بألوية الحزام الأمني ينظم ندوة توعوية عن المخدرات والتطرف وحمل السلاح بعدن

> عدن «الأيام» رعد الريمي

> عبر شباب وشابات في العاصمة عدن عن استيائهم وقلقهم من انتشار الظواهر الخطيرة كالمخدرات وحمل السلاح والمعاكسات وأعمال البلطجة، والبسط العشوائي وإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي، المتزامن مع غياب واضح لدور الحكومة في الحد من هذه الظواهر، سواء بالبرامج التثقيفية والتوعوية والرياضية والأدبية والثقافية أو بالبرامج الرسمية المكللة بالدور الأمني وتشديد الرقابة على مداخل المدينة ومنع دخول الممنوعات.
منذ إعادة تطبيع الأوضاع في عدن والحكومة والجهات الرسمية المختصة لم تسعَ إلى تفعيل دور أجهزة مكافحة المخدرات والممنوعات، وفقا لما جاء في ندوة نظمتها صباح أمس دائرة التوجيه المعنوي بألوية الأحزام الأمني في مبنى مديرية صيرة بالعاصمة عدن.
خالد سيدو
خالد سيدو

وخلال أعمال الندوة قال مدير عام مديرة صيرة خالد سيدو: "إننا في السلطة المحية بالمديرية يعنينا كثيرا أن يكون شبابنا على دراية ومعرفة تامة بأن هناك مخاطر يمكن أن تخطفهم أبرزها الظواهر السيئة التي أصبحت ماثلة للعيان من انتشار المخدرات والتطرف الفكري كون هاتين الظاهرتين من أكثر الظواهر التي تؤثر على شبابنا".
وأضاف: "يجب أن ندق نواقيس الخطر لأولياء الأمور الذين يجب أن يدركوا أن هناك خطرا بات يداهم أولادهم، فكثير من شبابنا ذهبوا ضحية لهذه الظواهر".
صورة عامة من الحضور بندوة
صورة عامة من الحضور بندوة

وأوضح أن انتشار المخدرات في عدن لم يقتصر على الشباب بل تعدى ذلك إلى الفتيات، مشيرا إلى معلومات تؤكد انتشار الممنوعات في الأروقة التعليمية والمدارس.
ونوه سيدو إلى أن المخدرات هي عمل مدروس ومنظم لإفساد هذا المجتمع "كون عدن لم تكن تعرف هذه الظاهرة"، محذرا من السكوت الذي سيزيد من استفحال هذه الظاهرة التي تعد ضمن الجرائم المنظمة بين أوساط المجتمع.
ولفت إلى أن السبب الرئيس هو تخاذل الجهات الحكومية والأمنية، داعيا الدولة إلى الوقوف ضد هذه الظاهرة بمختلف مسمياتها والتكاثف للقضاء على مثل تلك السلوكيات.
وختم: "إن عملية توظيف الشباب من قبل بعض الجماعات المتطرفة مستغلين الحاجة للمادة ونتيجة لما يعشونه من فراغ أمر في غاية الخطورة ويجب التنبه له، فهو لا يقل خطورة عن المخدرات التي غالبا ما يقع ضحيتها فئات الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 - 20 عاما".
عدد من المشاركين في الندوة يعلقون آمالا كبيرة على العمل التوعوي والإرشادي من الظواهر السلبية كإقامة مثل هذه الندوات والمحاضرات، وإقامة المنتديات الشبابية والملتقيات العلمية التي تهدف إلى الحد من انتشار المخدرات والتطرف بدرجة رئيسية.
*إعمار الشباب أولا
وقال الباحث الأكاديمي د. علي صالح الخلاقي: "إن ما يتعرض له شبابنا اليوم من مخاطر جسيمة لا تقل عن مخاطر الحرب التي تعرض لها شبابنا في عدن وتعرضت له إنسانيتهم وقيمهم وآثارها ومعمارها وإن كل شيء بفعل الهجمة البربرية من قبل الغزاة ميلشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2015".
د. الخلاقي
د. الخلاقي
وأضاف: "الاستهداف الأخير لم يكن بمنأى عن الاستهداف السابق الذي كان يستهدف شبابنا في الصميم من خلال نشر الكثير من الوسائل التي تدمر الشباب وتفرغهم عن الطموح بمستقبلهم من خلال نشر المخدرات بأنواعه التي تخطف شبابنا وتقضي على تفكيرهم وتجعلهم مستعبدين لتلك المخدرات".
ولفت إلى أن “ما تعانيه عدن يعد ضمن الحرب التي مورست على الشباب من خلال نشر الظواهر السلبية وتحويلها إلى نموذج سيئ، والتي نعتقد أنها أخطر من الحرب التي عانتها عدن من خلال القضاء على مستقبل الأمة باستهداف شبابها، بعد أن كانت عدن مركز إشعاع حضاري لجأ إليه الجميع ليجد العلم والأمان والسلم الاجتماعي”.

وأضاف: "إن انتشار ظاهرتي المخدرات وحمل السلاح يعد جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويجب التحذير منهما إذ كيف لمن لا يمتلك وعيا أن يمتلك قوة من خلال تواجد السلاح بيده، وهنا مكمن الخطر الذي وجب التحذير منه والتنبه له، ولذا نحن بحاجة إلى رعاية الشباب وتكثيف العمل التوعوي في صفوفهم والنزول إلى محاضنهم وأماكن تواجدهم لاقتلاع هذه الأفكار".
وأشار إلى أن الدعوة للقضاء على ظاهرة المخدرات يجب أن لا تقل أهمية عن الدعوة لإعمار محافظة عدن، إذ "بكليهما نبني عدن بعمرانها وشبابها وخاصة أن شبابها تعرض لتدمير نفسي ممنهج".
وشدد عدد من الشباب على المراكز والمنظمات والجمعيات المتواجدة للحد من هذه الظواهر الخطيرة بضرورة أن تنهض بدورها سواء الأهلية أو الحكومية.
وأكدوا أن الذين عادوا لرشدهم وتخلصوا من آفات هذه الظواهر كانت المادة والفراغ هما النموذج السيئ والعامل الأبرز الذي ساعد على انتشار الظواهر السيئة.
من جهته تحدث وكيل محافظة الضالع د. فضل الشاعري قائلا: "إن أهم ظاهرة لعبت في القضاء على نوايا الشباب هي ظواهر مخيفة وتمس عماد المحافظات بشكل خطير، وإن الأمور بحاجة إلى دراسات وبحوث اجتماعية مكثفة في هذا الجانب كون شبابنا عماد المستقبل وعليهم تقوم الدولة المنشودة التي نتطلع لبنائها".
د. فضل الشاعري
د. فضل الشاعري

وأضاف: "إننا في المحافظات الجنوبية شهدنا انتكاسات عديدة أثرت على شبابنا وآن الأوان للارتقاء بشبابنا ولن تنهض أمة بدون شبابها".
وتابع: "شيء مُستغرب أن تكون في عدن وتشهد فيها مثل هذه الظواهر التي جعلت عدن بشكلها العام تقترب من شكل القرية وكأن عدن لم تعرف التحضر والثقافة ولم تكن يوما قبلة المتنورين من أبناء المحافظات الجنوبية".
المشاركون في الندوة طالبوا بضرورة تفعيل الدور الحكومي والأمني والثقافي والأكاديمي والتوعوي في أروقة المحاضن التعليمية والأكاديمية للحد من هذه الظواهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى