> «الأيام» استماع

قال وكيل وزارة الخارجية اليمنية السابق السفير مصطفى نعمان إن أي مبعوث أممي إلى اليمن لن يستطيع الخروج عن رغبات مجلس الأمن وتأمين مصالح أعضائه الدائمين.
وأضاف نعمان الذي كان يتحدث أمس لقناة (الحدث) "أي مبعوث أممي أياً كانت قدراته الشخصية ومواهبه وخبراته في نهاية المطاف هو منفذ لقرارات وتوجهات مجلس الأمن، وخاصة الخمسة الأعضاء دائمي العضوية، ولا يستطيع أن يخرج عن رغباتهم وتأمين مصالحهم، وبالتالي قد يكون الشخص مؤثراً في طريق العرض والاقناع، لكن نهاية الأمر المسألة متعلقة بالطرفين المتنازعين، فإذا كانت هناك ثقة في المبعوث نفسه فتسهل عليه المهمة، وإذا كان هناك طرف يشكك في نواياه وفي ارتباطاته فهذا إعلان فشل مسبق لمهمة الرجل".
وعن الفرق بين المبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ وخلفه البريطاني “غريفيث” قال السفير نعمان: “قد يكون الفارق الأساسي والجوهري بين السيد ولد الشيخ والمبعوث الجديد هو أن ولد الشيخ جاء من خلفية مهنية متعلقة بالعمل الإنساني وليس بالعمل السياسي، أي أنه لم يكن له تجربة سياسية ولم يخض تجربة سياسية في قضية التفاوض بمناطق النزاعات، السيد “جريفث” كان رئيساً لمعهد حقوق الإنسان في جنيف، يعني الرجل عنده خبرة، فهو عمل في سوريا وفي مناطق نزاع ملتهبة، بالتالي عنده قدرة على التفاوض، خبرته الأساسية أصلا التفاوض مع الأطراف المتصارعة”.
وأضاف: “المبعوث الجديد كان مساعد السيد الإبراهيمي، وهذا يعطيه خطوة متقدمة على السيد ولد الشيخ، الذي لا أحمله مسؤولية عدم تحقيق النتيجة التي كنا نتمناها، لأنه لم يكن هناك رغبة في إنهاء الحرب، وهناك أطراف مستفيدة، وهناك مكاسب تشكلت ومصالح تشكلت، كانت تريد لهذه الحرب أن تستمر، الحوثيون ليس من مصلحتهم العودة لمربع المفاوضات التي تستطيع أن تصل في المحصلة إلى نزع سلاحهم وعودتهم لفصيل سياسي تتناسب قوتهم مع حجمهم الطبيعي، ليسوا راغبين بمسألة بهذا الشكل”.
وعن مستقبل العملية السياسية وأفق الحل قال: “مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وضع الحوثيين في زاوية، لأنهم أصبحوا الطرف الوحيد الموجود على الأرض بالقوة، وليس له أي مشروعية ولا شرعية داخلية، وهم (الحوثيين) يريدون أن يجدوا لهم شرعية أخرى إذا دعوا إلى مفاوضات، وهذا اعتراف صريح بأنهم قوة، وأي دعوى للمفاوضات أرى أن أفقها أكبر ولها فرصة أكبر، لأن الحوثيين محتاجون لأن يعترف المجتمع الدولي أنهم القوة الوحيدة الموجودة الآن داخل اليمن، بالذات في صنعاء وبعض المناطق الشمالية التي مازالت تحت سيطرتهم، وهذا يدفعهم للدخول في مفاوضات قد لا تصل إلى نتيجة، لكن هم بالأصل يريدون أن يحصلوا على اعتراف وأن ينتزعوا اعترافا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة بأنهم هم الطرف الموجود على الأرض ويتفاوض مع الحكومة الشرعية”.