وزير خارجية بريطانيا قبيل زيارته عمان والسعودية.. محادثات السلام الحل الوحيد الطويل الأجل لشعب اليمن

> لندن / باريس «الأيام» خاص / وكالات

> يأمل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تعميق مشاركته في النزاع في اليمن بزيارة الى المنطقة بدأت أمس الاربعاء في سلطنة عمان ثم الرياض حيث سيلتقى بكبار المسؤولين في الدولتين.
تاتي زيارة جونسون في اعقاب اجتماع وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والامارات مساء أمس الاول الثلاثاء في باريس للبحث في "حل سياسي لتسوية النزاع في اليمن" وفق ما ذكرت مصادر متطابقة.
والاجتماع الذي دعا اليه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عقد في سفارة بلاده في باريس.
وكان العديد من الوزراء قد شاركوا ايضا في وقت سابق امس، في باريس، باطلاق مبادرة دولية ضد الاسلحة الكيميائية خصوصا في سوريا.
وقال جونسون في بيان "ادى النزاع في كل من سوريا واليمن الى اسوأ ازمتين انسانيتين حاليا. لا يمكن تسوية النزاعين بحلول عسكرية، وحده الحل السياسي السلمي التفاوضي قادر على انهاء المعاناة".
وشارك في اللقاء نظيره الاميركي ريكس تيلرسون بحسب الخارجية الاميركية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية للصحافيين "تحدثنا عن الأهداف المشتركة الحاسمة في اليمن، وهي قبل كل شيء دعم التدابير المتخذة في الأسابيع الأخيرة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية"، مشيدا بالقرارات التي اتخذتها السعودية في الاونة الاخيرة في هذا الصدد.
واضاف "هذا ما يسمح لنا بمعالجة الاهداف الاخرى" المتمثلة بايجاد حل سياسي للنزاع واستراتيجية تهدف الى مواجهة النفوذ الايراني في هذا البلد، على حد قوله.
وأعلنت السعودية التي تواجه انتقادات لغاراتها الجوية التي حصدت الاف الضحايا المدنيين ولحصارها لليمن، عن "مساعدة انسانية جديدة" بقيمة 1,5 مليار دولار وعملية لتسهيل عمليات الاغاثة.
وحذر المسؤول الاميركي من ان "انتشار الاسلحة الايرانية يجب ان ينتهي. واذا لم ينته، ستكون لذلك عواقب"، من دون ان يحدد ماهيتها.
وحول زيارة جونسون الى المنطقة قال مسؤولون انها ستكون لدولتان هي سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية التي سيتوجه اليها جونسون اليوم الخميس حيث سيلتقى مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. وسيكون الصراع في اليمن محور تركيز رئيسي للمحادثات، والذي سيشمل أيضا تحديات السياسة الخارجية وبرنامج رؤية 2030 في الرياض.
كما ان بريطانيا والمملكة العربية السعودية في مواجهة ما وصفته وزارة الخارجية البريطانية بانه "نشاط ايران المزعزع للاستقرار في المنطقة" سيشكل ايضا جزءا من المحادثات كما سيؤكدان بشكل مشترك على اهمية الاتفاق النووي الايراني.
كما سيستخدم السيد جونسون هذه الرحلة لاقتراح الطرق التي ستجعل المملكة المتحدة شريكا رائدا لبرنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي الطموح في المملكة العربية السعودية، رؤية 2030.
وتأتى الزيارة بعد يومين من المحادثات حول الشرق الاوسط مع وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون فى لندن وأيضا نظراء جونسون الدوليين فى باريس.
وقال جونسون في بيان قبل الزيارة :"لكل من عمان والسعودية أدوار إقليمية حاسمة، لا سيما في إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن. وخلال اجتماعاتي هذا الأسبوع، سأؤكد من جديد أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع - محادثات السلام هي الحل الوحيد الطويل الأجل لشعب اليمن ".
واضاف "بالتزامن مع ذلك، يجب ان نواصل معالجة الازمة الانسانية في اليمن. وقد تم إحراز تقدم في الأسابيع الأخيرة مع إعادة فتح موانئ الحديدة والصليف، مما يتيح الوصول الحيوي للأغذية والوقود. كما نرحب بالبرنامج الإنساني الجديد الذي تقوده السعودية لليمن. وتواصل المملكة المتحدة القيام بدور رائد في الجهود الإنسانية، باعتبارها ثاني أكبر مانح لنداء الأمم المتحدة".
وفى الوقت نفسه كشف دبلوماسيون فى نيويورك ان انطونيو جوتيريس الامين العام للامم المتحدة قد اختار الدبلوماسي البريطاني السابق مارتن جريفيثس مبعوثا خاصا جديدا ليحل محل اسماعيل ولد الشيخ احمد من موريتانيا الذي يتنحى فى الشهر القادم.
وكان السيد غوتيريس قد أخبر أعضاء مجلس الأمن الدائمين - بريطانيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة وروسيا - بأن جريفيثس كان اختياره، كما أنه كان يتشاور مع دول الخليج وغيرها.
ولم يقدم الامين العام حتى الان التعيين رسميا الى مجلس الأمن.
-إيران-
وفي ختام لقاء مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل في 22 يناير قال وزير الخارجية الفرنسي ان نظرائه سيؤكدون مجددا قلقهم من انشطة ايران في اليمن ولبنان وسوريا التي وصفها بانها "مزعزعة للاستقرار".
وقال لو دريان "سوف تتاح لنا الفرصة ايضا للتأكيد على التزامنا بامتثال ايران لقرار الامم المتحدة رقم 2231 الذى يحد من القدرة على الصواريخ البالستية التي لا تحترمها ايران".
وفى الوقت نفسه، ناشدت الحكومة الالمانية طهران الانضمام الى القوى الاوروبية والولايات المتحدة فى المحادثات، مستشهدة بمخاوف برنامج الصواريخ وانشطة ايران الاقليمية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا اديبهر ان المسئولين الالمان والفرنسيين والاتحاد الاوروبي سيبدأون محادثات رفيعة المستوى حول مخاوفهم.
-تغييرات الأمم المتحدة في اليمن-
وبالعودة الى موضوع تغيير مبعوث الأمين العام للأمم المتحده فالمعروف عن المبعوث الجديد السيد غريفيثس هو المدير التنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام في بروكسل وساعد أيضا في إنشاء مركز للحوار الإنساني في جنيف والذي يتخصص في الحوار السياسي.
وكان السيد غريفيث، وهو دبلوماسي بريطاني سابق، مستشارا للوساطة لكوفي عنان خلال مهمته في سوريا وعمل أيضا كمنسق للشؤون الإنسانية لمنطقة البحيرات الكبرى في التسعينيات.
وفى عام 1994 عين مديرا للشئون الانسانية للامم المتحدة فى جنيف ثم اصبح فيما بعد نائبا لمنسق الاغاثة الطارئة التابع للامم المتحدة فى نيويورك فى عام 1998.
كما اعلن منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن امس الاربعاء انه سيغادر منصبه بعد ايام من اعلان إسماعيل ولد الشيخ احمد انه سيترك منصبه.
وقال جيمي ماكجولدريك الذي عمل كمنسق للشؤون الانسانية في اليمن منذ عامين انه سيغادر البلاد لمنصب في نيويورك.
وقال ماغولدريك للصحافيين في صنعاء "هذا هو اليوم الاخير هنا في صنعاء".
واضاف "اترك اليمن مع الكثير من العاطفة المختلطة ... الحزن بسبب المعاناة التي تحدث، والاحباط لاننا لم نتمكن من بذل المزيد من الجهد للشعب في هذا البلد".
وقال مايكل ستيفنس، وهو باحث في دراسات الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن هناك حاجة ملحة أكبر وراء الجهود المبذولة لمعالجة المعاناة في اليمن في جميع المجالات. وقال "ان عملية الامم المتحدة تحتاج الى الحصول على بعض من القوة فيها، وستحتاج المملكة المتحدة الى بعض الضمانات من العمانيين والسعوديين بأنهم سيدعمون العملية".
ويتوقع ستيفنس أن يسعى السيد جونسون وزير خارجية بريطانيا، خلال رحلته الى الشرق الأوسط ضمان استمرار علاقات بريطانيا القوية مع دول مجلس التعاون الخليجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى